Skip to main content

طفرة مقلقة.. الصراعات في أوكرانيا والسودان تؤجج مرض السل

الثلاثاء 9 مايو 2023

طالب كبار مسؤولي الأمم المتحدة والقطاع الصحي بزيادة الاستثمار العالمي لتطوير لقاحات جديدة ومعالجة الارتفاع في الإصابات بمرض السلّ التي تُغذّيها جائحة كوفيد 19 والصراعات بما في ذلك أوكرانيا والسودان.

وقالت الدكتورة لوسيكا ديتيو، المديرة التنفيذية لـ"شراكة دحر السل"، في اجتماع تحضيري لاجتماع رفيع المستوى يُعقد في الجمعية العامة للأمم المتحدة في 22 سبتمبر/ أيلول المقبل، إنّ مرض السلّ هو أكبر قاتل في العالم اليوم، حيث يودي بحياة حوالي 4400 شخص يوميًا في جميع أنحاء العالم بما في ذلك 700 طفل.

من جهتها، أكدت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد أنّ جهود الاستجابة العالمية للسل أنقذت حياة 74 مليون شخص منذ عام 2000 ، لكنها لفتت إلى أن أكثر من 10.5 مليون شخص أصيبوا بالمرض وتٌوفي حوالي 6.1 مليون عام 2021، مضيفة أنّه السبب الرئيسي لوفاة المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية.

وأضافت أنّ وباء السل ينتج عن مجموعة من العوامل، بما في ذلك الفقر وسوء التغذية وفيروس نقص المناعة البشرية، ويؤثر بشكل غير متناسب على الفئات الأكثر ضعفًا في جميع البلدان، مشددة على ضرورة معالجة هذه العوامل المُسبّبة للمرض.

"قنبلة موقوتة" في السودان

وشرحت ديتيو أنّ للتداعيات الاقتصادية لفيروس كورونا والصراعات في أوكرانيا والسودان، "تأثير كبير" على الجهود المبذولة لعلاج المصابين بالسل وتشخيص الحالات الجديدة.

وذكرت "شراكة دحر السل"، التي تهدف إلى تحقيق عالمٍ خالٍ من السل، أنّ 18 ألف شخص في السودان تلقّوا العلاج عام 2021.

ووصفت ديتيو وضع مرضى السل في السودان بـ"القنبلة الموقوتة" نتيجة القتال المستمر وانهيار معظم قطاعات النظام الصحي.

ماذا عن أوكرانيا؟

وتسجّل أوكرانيا أكبر عدد من المصابين بالسل في المنطقة الأوروبية، حيث يبلغ عدد المصابين نحو 34 ألفًا، إضافة إلى عدد كبير من المصابين بالسل المقاوم للأدوية.

ومع هروب العديد من الأوكرانيين من بلادهم نتيجة الحرب الروسية عليها، تبذل جهود كبيرة لتعقّب المصابين بالمرض، ولكن ما يقلق الجميع هو ضمان حصول الناس في أوكرانيا على العلاج.

إلى ذلك، أشارت أمينة محمد إلى أنّ العالم بحاجة إلى 22 مليار دولار لتزويد جميع الأشخاص الذين تمّ تشخيص إصابتهم بالسل، بعلاج جيد بحلول عام 2027 إلى جانب الحصول على المزايا الصحية والاجتماعية حتى لا يعانوا من صعوبات مالية، ناهيك عن 5 مليارات دولار إضافية سنويًا لأبحاث السل.

وقالت محمد: "يمكننا تطوير لقاحات آمنة وفعالة للسل لإجراء اختبارات الجودة والرعاية"، وهو ما من شأنه "تغيير قواعد اللعبة".

هل يتم تطوير لقاح جديد لمرض السل؟

بدورها، أشارت ديتيو من "شراكة دحر السل" إلى أنه تمّ تطوير لقاح كورونا في أقلّ من عام، بينما استغرق الأمر 19 عامًا لإيصال ثلاثة أو أربعة لقاحات أخرى للسل إلى المرحلة الثالثة من التجارب بسبب نقص التمويل.

وأوضحت أنّه "بعد كوفيد، شهدنا انتشارًا في الإصابة بالسل، كما في الأفلام حيث يبصق فيها الناس الدم وهم ضعفاء جدًا".

أما الدكتور أوزليم توريشي، كبير المسؤولين الطبيين في شركة "بيونتيك" التي طوّرت لقاح كورونا بالتعاون مع شركة "فايزر" باستخدام تقنية الحمض النووي الريبي، فكشف أن الشركة بدأت تجارب لقاح جديد مرشّح للسل قبل عدة أسابيع.

"نقطة تحوّل"

من جهته، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في خطاب عبر الفيديو أمام الاجتماع: إنّ كوفيد-19 "قلب عالمنا رأسًا على عقب" لمدة ثلاث سنوات، وبالإضافة إلى ملايين الوفيات، وحرم ملايين الأشخاص من الخدمات الصحية الأساسية بما في ذلك علاج السل.

وأوضحت غيبريسوس: "لقد أدت النزاعات في جميع أنحاء أوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط إلى زيادة صعوبة الوصول إلى الخدمات المُنقذة للحياة للأشخاص المصابين بالسل"، مضيفًا أنّ هذه التحديات شكّلت "انتكاسة في مكافحة السل، وعكست بعض المكاسب الكبيرة التي حقّقناها على مدى السنوات الـ 20 الماضية في توسيع نطاق الحصول على الوقاية والاختبار والعلاج".

وأكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية أنّ الاجتماع الرفيع المستوى في سبتمبر يجب أن يكون نقطة تحوّل في تنشيط التقدّم في مكافحة السل، ليس فقط من خلال توسيع الأدوات الحالية ولكن أيضًا تطوير أدوات جديدة بما في ذلك لقاحات السل الجديدة.

المصادر:
العربي - أسوشييتد برس
شارك القصة