مع رحيل الأمير فيليب زوج الملكة إليزابيث الثانية عن عمر 99 عامًا، عاد الاهتمام بهذه الشخصية التاريخية إلى الواجهة، لا سيّما بمرحلة طفولته وشبابه.
فقد عاش الأمير فيليب 70 عامًا من حياته تحت بقعة الضوء، لينال لقب أطول رفيق ملكي في التاريخ البريطاني. لكن الجوانب المتعلقة بحياته المبكّرة، وخصوصًا قبل زواجه من الملكة إليزابيث الثانية، لا تزال تثير اهتمام الكتّاب والباحثين في الشؤون الملكية البريطانية.
طفولة الأمير فيليب
وُلِد فيليب في جزيرة كورفو اليونانية في 10 يونيو/ حزيران 1921، على طاولة في غرفة الطعام، لأمير اليونان والدنمارك أندرو والأميرة أليس من باتنبرغ، وكان السادس في ترتيب ولاية العرش في اليونان.
والأمير فيليب هو الذكر الوحيد بين أربع أخوات، وقد نفي مع عائلته عندما كان يبلغ من العمر 18 شهرًا؛ بعد حصار سميرنا، وانقلاب الثوار اليونانيين، وتنازل عمه الملك قسطنطين الأول عن العرش.
عاش الأمير فيليب بعيدًا عن أهله، وكانت أمه تعاني من اضطرابات نفسية كبيرة، كما أُجبِر على التخلي عن ألقابه وكنيته، ليتمكن من أن يصير مواطنًا بريطانيًا ويلتحق بالبحرية الإنكليزية.
وسرد الكاتب فيليب إيد في كتاب صدر عام 2011 بعض "الأسرار" والأحداث في حياة الأمير فيليب، لا سيّما في مراحلها الأولى. وحظي كتاب "الأمير فيليب: الحياة المبكّرة المضطربة للرجل الذي تزوج الملكة إليزابيث الثانية" بتعليقات عدة من النقاد بعد صدوره.
ويرى إيد في كتابه أن حياة وطفولة الأمير الصعبة والمليئة بالأسرار يمكن أن تساعد في شرح الكثير عن نهجه الثابت في دوره رفيقًا للملكة طيلة حياته.
1- سيغموند فرويد ووالدة الأمير فيليب
عانت والدة فيليب، الأميرة أليس حفيدة الملكة فكتوريا (1837-1901)، من "مرض عصبي" أودعت بسببه في مصحة عقلية في ألمانيا في عام 1930.
تم "تشخيص" الأميرة أليس على أنها تعاني من "حالة عصبية خطيرة"، وبناء على توصية من سيغموند فرويد، تم تعريض غددها التناسلية للأشعة السينية.
وفيما كانت أليس تمضي وقتها في المصحة العقلية، قضى والده أوقاته برفقة عشيقاته في جنوب فرنسا.
ونادرًا ما كان فيليب يراهما، وأمضى طفولته في المدارس الداخلية أو مع أقاربه.
2- فيليب أميرٌ من دون كنية
تعرّض فيليب للسخرية في المدرسة لعدم وجود كنية له بعدما تخلى عن اسم عائلته مخافة ربطها بأعداء بريطانيا خلال الحرب.
وعُرِف الأمير الصغير لفترة باسم "فيليب اليونان"، قبل أن يأخذ الاسم الأخير "ماونتباتن"، وهو اسم عائلة والدته عندما أصبح مواطنًا بريطانيًا.
3- حياة الأمير فيليب في المدرسة الداخلية
التحق فيليب بمدرسة غوردنستون الداخلية التي تقع في أسكتلندا، وهي المدرسة نفسها التي أرسل إليها لاحقًا ابنه الأمير تشارلز، على الرغم مما أُشيع حينها عن معارضة الملكة الوالدة.
وكانت المدرسة معروفة بصعوبة أنظمتها وغرابتها، حيث فرَض مديرها أفكارًا غير عادية على الطلاب، كإلزامهم بالاستيقاظ في السادسة صباحًا للاستحمام بمياه باردة، ثم الركض صباحًا قبل الالتحاق بالدراسة، كما كان عليهم تمضية ساعات من القراءة وهم مستلقون على ظهورهم.
وعلى الرغم من السخرية التي تعرض لها بسبب إخفاء كنيته، وصفه أصدقاء المدرسة بأنه الشاب "الساحر" و"الموهوب"، الذي يمتلك "ثقة هائلة بنفسه".
4- وفاة الشقيقة المقربة للأمير فيليب
في عمر السادسة عشرة، توفيت شقيقته الكبرى سيسيلي، وكانت أقرب شقيقاته الأربعة إليه، في حادث تحطم طائرة في بلجيكا.
كما قُتل في الحادث زوج شقيقته وولداهما الصغيران. وكانت شقيقته حاملًا بطفلها الثالث عند وفاتها.
5- فيليب بطل بريطاني في الحرب العالمية الثانية
كان فيليب بطلًا في الحرب العالمية الثانية في البحرية الإنكليزية حيث دافع عن بريطانبا خلال الحرب.
وعلاقة الأمير فيليب بالبحرية تعود إلى جده لوالدته، أمير باتنبرغ لويس الذي كان أول لورد في البحرية عام 1912. وقد لعب الجد دورًا بارزًا في إعداد الأسطول البريطاني قبل اندلاع الحرب العالمية الأولى.
وفي الحرب العالمية الثانية، كان الأمير فيليب مسؤولًا عن تشغيل الكشافات على سفينة حربية في أسطول البحر المتوسط تدعى "فاليانت" (Valiant)، وقد كان له دور كبير في معركة "كيب ماتابان" عام 1941؛ حيث قضى البريطانيون على جزء كبير من الأسطول الإيطالي في هجوم ليلي.
6- فيليب "الأمير النازي"
كان الأمير فيليب الابن الأصغر في العائلة. وعندما بلغ من العمر 10 سنوات، كانت جميع شقيقاته قد تزوجْن من شخصيات ألمانية معروفة، وكان بعضهم من النازيين.
وعندما تزوج الأمير فيليب من الملكة إليزابيث بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، عمد بعض الوجهاء المقربين من القصر الملكي في بريطانيا إلى إثارة مسألة زواج شقيقات الأمير، وقد أطلق البعض عليه لقب "الأمير النازي".
7- الظفر بقلب الملكة
تعرّف الأمير فيليب على إليزابيث عندما رافقت والدها الملك جورج السادس في زيارة إلى الكلية البحرية، وكانا من الأقارب البعيدين.
وبحكم صلة القرابة بين العائلتَين الملكيتَين، تقاطعت طرق الأمير الشاب عدة مرات بالأميرة إليزابيث، قبل أن يفوز بقلبها ويتقدم لها عام 1946.
وعقد القران عام 1947 عندما صار عُمر إليزابيث 21 عامًا.
8- اتهامات لفيليب بخيانة الملكة
أشيع أن الأمير فيليب خان الملكة إليزابيث في مناسبات عدة، لكن لم يتم إثبات أي رواية بهذا الشأن.
وقيل إنه عندما كانت الملكة حاملًا، تعرّف فيليب على بات كيركوود، وهي فتاة استعراض يشاع أنه كان على علاقة غرامية معها.
كما اتهم الأمير فيليب بعلاقة مع صديقة كان يلتقي بها على انفراد في أحد المنازل الملكية.
9- بصراحته واستقلاليته حاز فيليب على قلب إليزابيث
لم يكن فيليب محبوبًا من العائلة الملكية في المرحلة الأولى من علاقته بالملكة إليزابيث. وقد بذل بعض أقرباء الفتاة حينها جهدًا لمنع زواجها من الرجل.
وكتب سكرتير للملكة في مذكراته: البعض يعتقد أن الأمير ليس رجلًا نبيلًا، وهم على حق بمعنى ما. لكن "صراحته واستقلاليته" من السمات التي حاز بفضلها على قلب إليزابيث.
10- المخلوقات الغامضة
آمن الأمير فيليب بوجود مخلوقات غامضة على الأرض، حتى إنه أرسل ذات مرة السير بيتر هورسلي لـ"مقابلة إنسان من خارج كوكب الأرض" في منزل في إيلينغ.
كما تمت دعوة عدد من الشهود إلى قصر باكنغهام لمناقشة تجاربهم في هذا الإطار.