أطلقت كوريا الشمالية عدة صواريخ باليستية قصيرة المدى اليوم الخميس، في أول عملية إطلاق من نوعها منذ أكثر من شهرين، وفق ما أفادت قيادة الجيش الكوري الجنوبي في سول.
وأفادت هيئة الأركان المشتركة الكورية الجنوبية، بأن الصواريخ انطلقت من بيونغيانغ الساعة 07:10 صباحًا، بالتوقيت المحلي، وقطعت مسافة 360 كيلومترًا قبل أن تسقط في البحر، دون تحديد عدد الصواريخ التي أُطلقت.
وقالت الهيئة في بيان: "ندين بشدة إطلاق كوريا الشمالية للصواريخ، وهو استفزاز واضح يهدد بشكل خطير السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية".
من جهتها، قالت وزارة الدفاع اليابانية إن صاروخين باليستيين على الأقل أُطلقا من كوريا الشمالية، وحلّقا لمسافة تزيد عن 350 كيلومترًا على ارتفاع وصل إلى نحو 100 كيلومتر.
"طوكيو تندد بشدة"
رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، الذي زار سول الأسبوع الماضي لتأكيد متانة العلاقات مع كوريا الجنوبية قبل استقالته الوشيكة، قال إن طوكيو تندد بشدة بالإطلاق وقدمت احتجاجًا ضد كوريا الشمالية.
وأضاف كيشيدا: "نواصل بذل قصارى الجهود للمراقبة وللتعاون مع الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية".
وذكرت وزارة خارجية سول في بيان، أن المبعوثين النوويين لكوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة تحدثوا عبر الهاتف، ووصفوا الإطلاق بأنه انتهاك لقرارات الأمم المتحدة. كما تعهدوا بالرد على أي استفزازات كورية شمالية.
وكانت المرة الأخيرة التي تطلق فيها كوريا الشمالية صاروخًا في أول يوليو/ تموز الفائت، عندما أعلنت أنها اختبرت بنجاح صاروخًا باليستيًا تكتيكيًا جديدًا يمكنه حمل رأس حربية ضخمة للغاية تزن 4.5 طن.
وجاء الإطلاق الأحدث بعد أيام من تعهد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، بإنتاج المزيد من الأسلحة النووية "بشكل كبير" وضمان جاهزيتها للاستخدام "في أي وقت".
وتواجه كوريا الشمالية اتهامات بتزويد روسيا بأسلحة بما في ذلك طائرات مسيّرة وصواريخ باليستية لاستخدامها في الحرب في أوكرانيا، فيما تنفي موسكو وبيونغيانغ الاتهامات، لكنهما تعهدتا بتعزيز التعاون العسكري ووقعتا شراكة إستراتيجية شاملة خلال قمة عقدت في يونيو/ حزيران.
واعتبر متحدث باسم الجيش في إفادة صحفية، أن إطلاق الصواريخ اليوم الخميس، قد يكون بهدف الرد على تدريبات عسكرية جرت في الآونة الأخيرة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، أو أنه يهدف لاختبار صواريخ من أجل تصديرها إلى روسيا.
علاقات متدهورة
ويشير تقرير جديد صدر هذا الأسبوع عن "كونفليكت أرممنت ريسيرتش" وهي منظمة تتعقب استخدام الأسلحة في الحروب، إلى أن "صواريخ أنتجت هذا العام في كوريا الشمالية تُستخدم في أوكرانيا"، استنادًا إلى تحليل حطام أسلحة، وهو أمر كان يؤكده خبراء عسكريون.
وتدهورت العلاقات بين الكوريتين إلى أدنى مستوياتها منذ سنوات، وأعلنت بيونغيانغ أخيرًا أنها نشرت 250 راجمة صواريخ باليستية على حدود البلاد الجنوبية.
وردًا على ذلك، استأنفت كوريا الجنوبية بثّ الدعاية على طول الحدود، وعلّقت اتفاقًا عسكريًا يهدف إلى الحد من التوترات، كما استأنفت التدريبات بالذخيرة الحية على الجزر الحدودية وقرب المنطقة المنزوعة السلاح.