الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

ظاهرة كروية لافتة.. لماذا تحتفل بنغلاديش ونابولي بانتصار الأرجنتين؟

ظاهرة كروية لافتة.. لماذا تحتفل بنغلاديش ونابولي بانتصار الأرجنتين؟

شارك القصة

مجسم ميسي محمولًا على الأكتاف في الاحتفالات التي شهدتها دكا
مجسم ميسي محمولًا على الأكتاف في الاحتفالات التي شهدتها عاصمة بنغلاديش - غيتي
تختصر كرة القدم الحدود بين القارات لا سيما في مناسبة كبطولة كأس العالم التي شهدت ظواهر احتفالية كبيرة بفوز الأرجنتين في شوارع مدينة نابولي الإيطالية وفي بنغلاديش.

شهدت مدينة نابولي الإيطالية، احتفالات صاخبة بفوز المنتخب الأرجنتيني بكرة القدم بكأس العالم قطر 2022، وكذلك تشهد بنغلاديش احتفالات عارمة للسبب نفسه في ظاهرة كروية غير مسبوقة. 

وخرج الآلاف من سكان مدينة نابولي للاحتفال بفوز الأرجنتين في مونديال قطر، وازدحمت الشوارع بالمشجعين الذين هتفوا للبلاد التي أقصتهم عن كأس العالم عام 1990، والتي استضافتها إيطاليا، في مباراة جرت على ملعب سان باولو بمدينة نابولي تحديدًا. 

ويعود سر الفرحة العارمة التي اجتاحت المدينة الإيطالية الجنوبية، لمعشوقها التاريخي كرويًا دييغو مارادونا، الذي لعب لصالح فريقها لمدة ستة مواسم ابتداء من عام 1984، وحقق لها البطولات المحلية والأوروبية، ولا سيما لقب الدوري المحلي لأول مرة في تاريخها، لتتفوق المدينة الجنوبية على أباطرة اللعبة شمالًا كناديي ميلان وإنترميلان، ويوفنتوس في تورينو.

ولا تزال نابولي مخلصة للاعب الذي توفي في 25 نوفمبر/ تشرين الثاني من العام 2020، حيت تحتل صوره الشرفات والجداريات، حتى إنهم قرروا تغيير اسم ملعبهم ليحمل اسم الأسطورة الراحل. 

بنغلاديش تحتفل بمنتخب الأرجنتين

وفي مكان آخر، تابع الآلاف في بنغلاديش فوز الأرجنتين بالكأس الذهبية، وانطلقت بعد المباراة النهائية مع فرنسا، مظاهرات احتفالية بجنون حين رفع ليونيل ميسي الكأس الذهبية في استاد لوسيل. 

وشكلت بنغلاديش ظاهرة حقيقية في دعمها المنتخب الأرجنتيني طوال فترة المونديال الذي امتد لـ28 يومًا، حيث اختفى اللونان الأخضر والأحمر اللذان يشكلان العلم الوطني للبلاد، وحل مكانهما الأزرق والأبيض في شوارع دكا. 

وبحسب الشرطة البنغالية، تحدى مئات الآلاف من الأشخاص درجات الحرارة الباردة لمشاهدة المباراة النهائية على شاشات عملاقة أقيمت في الساحات الرئيسية والطرق وملاعب كرة القدم في العاصمة دكا.

وسلطت وسائل الإعلام الغربية الضوء على هذا الارتباط الوثيق بين بلدين لا تجمعهما لغة ولا حدود مشتركة، ويتباعدان بمسافة قارتين.

وهذه الظاهرة غير مسبوقة في اتحاد سكان البلد الآسيوي خلف منتخب "التانغو"، علمًا أن اللعبة الشعبية للدولة التي يبلغ عدد سكانها 170 مليون نسمة، هي لعبة الكريكيت، حيث يعتبر فريقها الوطني أحد أفضل الفرق في العالم، في حين تحتل المرتبة الأخيرة في كرة القدم وفق تصنيف الفيفا. 

حتى السفارة عادت

ويعود سبب هذه الشعبية الجارفة للمنتخب الأرجنتيني في بنغلاديش، إلى منتصف الثمانينيات حين انتشر التلفاز الملون حينها في البلاد الفقيرة، وكان مونديال مكسكيو 1986 أول بطولة كرة قدم يتابعها سكان البلد الآسيوي. 

وأيقظ الأسطورة مارادونا داخل البنغلاديشيين روح الثأر والحماسة، عندما استطاع تسجيل هدفين في مرمى المنتخب الإنكليزي حينها بدور ربع النهائي، ليفوز منتخبه 2-1، وتخرج "بريطانيا" من البطولة، والتي كانت تشكل للبنغلاديشيين الدولة المستعمرة حينها. وبنغلاديش هي دولة انفصلت عن باكستان بعد الاستقلال عن بريطانيا عام 1947. 

وورث أغلب أبناء الجيل الحالي حب المنتخب الأرجنتيني من آبائهم، وورثوا معه أسطورة جديدة هو ليونيل ميسي الذي يزين اسمه ورقمه قمصان المشجعين.

ولفتت الظاهرة البنغلاديشية أنظار الدولة الأرجنتينية، فقررت الحكومة في بوينس آيرس إعادة فتح سفارة لها بدكا والتي كانت قد أغلقت منذ عام 1978 حين حكم العسكري خورخي فيديلا البلاد اللاتينية. 

وقبل المباراة الحاسمة الأحد الماضي في لوسيل بقطر، نقلت وسائل إعلامية في بنغلاديش رسائل من مشجعين أرجنتينيين لسكان البلد الآسيوي، طالبوهم فيها بالصلاة والدعاء للاعبي "التانغو"، وكانت تلك الرسائل مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي، وحملت عبارة بالإسبانية تقول: "Bangladesh-er doa chai" ما يعني "نحن نطلب الصلاة من بنغلاديش".

وأحرزت الأرجنتين بطولة العالم للمرة الثالثة، بعد فوزها على منتخب فرنسا يوم الأحد بنتيحة 4-2 من خلال ضربات الترجيح، وبعد تعادل مثير بنتيجة 3-3 في الوقتين الأصلي والإضافي.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
تغطية خاصة
Close