أثار قرار الحكومة الأردنية بتثبيت العمل بالتوقيت الصيفي على مدار العام جدلًا واسعًا بدلًا، حيث رفض كثيرون هذا الإجراء محذّرين من انعكاساته السلبية.
لكن الحكومة تؤكد أن قرارها سيسهم في الحد من فترات الدوام في الفترات المسائية والليلية، لطلاب المدارس والجامعات والموظفين الذين تفرض طبيعة عملهم العمل حتى ساعات متأخرة من المساء.
إلا أن 61% من الأردنيين، عارضوا تثبيت التوقيت الصيفي ويؤيدون إبقاء التوقيتين الشتوي والصيفي، مقابل 25% يوافقون على إبقاء عقارب الساعة بحسب التوقيت الصيفي دون تقديم أو تأخير طوال العام، فيما أيد 11% اعتماد التوقيت الشتوي طوال العام، وفق استطلاع للرأي نشره مركز الدراسات الإستراتيجية في المملكة.
"دراسة مستفيضة"
ويأتي القرار الحكومي بتثبيت التوقيت الصيفي، بعد دراسة مستفيضة أجراها مجلس الوزراء للوقوف على جدواه، مما يتيح الاستفادة من أطول وقت ممكن من ساعات النهار بحسب بيان رئاسة مجلس الوزراء الأردني.
وفيما يتعلق بدوام الجامعات والمدارس صباحًا، فستعدل وزارة التربية والتعليم دوام الطلبة بما يتناسب ومواعيد شروق الشمس، وبما يضمن خروجهم في أوقات مناسبة.
كما دافعت السلطات عن قرارها، بالإشارة إلى أغلبية دول العالم، فنحو 60% منها لا تقوم بتغيير توقيتها خلال العام، بينما تعتمد 40% من الدول نظام تغيير التوقيت خلال أوقات محددة مع بداية الصيف والشتاء.
هل من إيجابيات لاعتماد التوقيت الصيفي؟
ومن عمان، يشير الدكتور حسين الخزاعي أستاذ علم الاجتماع إلى أن لا فائدة من تطبيق قرار مجلس الوزراء، بل على العكس يرى أنه سيلحق أضرارًا اقتصادية واجتماعية في المجتمع الأردني وما دل على ذلك هو نتيجة الاستطلاع التي بينت نسبة المعارضين الكبيرة.
ويضيف في حديث مع "العربي": "بما أن حوالي الثلثين عارضوا هذا القرار، فهذا يشير إلى أن رفضهم نابع من تجربة المجتمع الأردني".
ويشرح في هذا السياق، أنه إذا وجب الإبقاء على توقيت واحد فكان الأجدر أن يقع الاختيار على التوقيت الشتوي وليس الصيفي، كون الهدف الرئيسي الاستفادة من ساعات الشمس وتوفير الطاقة.
أي عند الدخول في فصل الشتاء ستشرق الشمس عند الساعة السابعة، ما يعني أن الطلاب سيذهبون إلى المدارس في الظلام والبرد، بينما لا يمكن الضمان وفق الخزاعي أن تكون المؤسسات التعليمية مجهزة بأدوات تدفئة.
فضلًا عن "الهدر والإسراف في الكهرباء لأن الأفراد سيصحون قبل ساعة من الشروق ما سيرفع فاتورة الطاقة على الأردنيين.. فكل ساعة كهرباء في الأردن تعادل 2 كيلوواط"، ما سيطال ذوي الدخل المحدود بحسب الخزاعي.
خطر على سلامة المواطنين
وتطرق أستاذ العلوم الاجتماع أيضًا، إلى أن البنية التحتية في الأردن تشكل خطرًا على سلامة السائقين والمارة خلال ساعات الظلام ما سيؤدي إلى أزمات وحوادث سير، مستذكرًا ما حصل عند تثبيت هذا القرار عام 2013 حيث وقعت جريمة قتل طالبة جامعية في الظلام.
وعن تمسك الحكومة بالتوقيت الصيفي بزعم دراسة حسناتها، طالب الخزاعي السلطات بالتصريح عن الجهة التي أجرت الدراسة ونشرها لكي يقتنع المجتمع الأردني بها، واصفًا القرار بالتالي "بالمتسرع".