عاملوني كإرهابي .. تونسي يروي لـ"العربي" تفاصيل ترحيله القسري من إيطاليا
بيد مربوطة كمجرم خطير، أدخل الشاب التونسي أحمد للطائرة، وأعيد إلى بلده من دون احترام لإنسانيته.
ويروي أحمد لـ"العربي" بحرقة قصة نجاته من الموت على متن رحلات الهجرة من سواحل مدينة قليبية في الوطن القبلي شمال شرقي تونس، لكن ما لا ينساه هو طريقة ترحيله وما عاشه من إهانة خلالها.
فقصة أحمد واحدة من بين قصص كثيرة، غالبيتها لم يسمع صوت أصحابها، تتشابه جميعها في طريقة المعاملة التي وصفها حقوقيون باللاإنسانية في الاعتقال والترحيل، وبأنها تترك ندوبًا جسدية ونفسية على المرحل وعائلته.
ويقول أحمد إنه عومل كإرهابي حيث جرى تقييده ووضعه في مكان بشكل منفرد بعيدًا عن الناس الآخرين. ويضيف أنه لحظة ترحيله عبر المطار ووصوله إلى تونس "تم فك قيده وتركه".
ويتم الترحيل ضمن اتفاقيات غير معلنة يقولون إنها تترافق بتجاوزات كثيرة، حسبما يقول حقوقيون.
وفي حديث لـ"العربي" يوضح الصحفي مالك الخالدي أحد المتابعين لملف الهجرة، أن هناك خروقات كبيرة واتفاقات غير معلنة ما بين تونس والاتحاد الأوروبي في عودة المهاجرين، إما عن طريق مطار طبرقة أو حتى عن طريق مطار النفيضة.
وفي سياق متصل، يرى متابعون لملف الترحيل أن انخراط تونس في خطة الترحيل، وما يثار حول تنازلات أخرى يمكن أن توافق عليها السلطات سيكون له آثار سلبية على التماسك المجتمعي، في وقت تتفاقم فيه الأزمة المالية، وتزداد الصعوبات الاقتصادية في البلاد.
وتحمل الروايات القادمة من رحلات الترحيل إلى تونس آلام أصحابها وعائلاتهم، فمعاناة الهروب من واقع بلادهم المرير لا تساوي شيئا برأيهم، مقابل ما وصفوه بإهانة العودة إليه قسرًا، حسب مراسل "العربي".