اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة طولكرم، ومخيم نور شمس شمالي الضفة الغربية المحتلة، وخلّفت دمارًا في البنية التحتية، ضمن تصعيد متواصل يهدف لتعقيد حياة الفلسطينيين هناك.
وفي التفاصيل، فقد اقتحمت قوة عسكرية مدينة طولكرم ومخيم نور شمس بعد منتصف الليلة الماضية، وواصلت عمليتها حتى الساعة الثامنة والنصف صباحًا بالتوقيت المحلي وسط اشتباكات مسلحة.
تدمير البنية التحتية
ورافقت القوة العسكرية للاحتلال أربع جرافات اقتحمت المدينة من محورها الغربي، واتجهت صوب شارع دوار العليمي (المحاكم)، ودوار اليونس، وشارع السكة.
وقامت الجرافات العسكرية بتدمير البنية التحتية على مسافة لا تقل عن 1500 متر، وسط اندلاع اشتباكات مسلحة طوال فترة الاقتحام.
كما أن قوات الاحتلال وجرافاتها دمرت الشوارع التي مرت منها، وشبكات الكهرباء والمياه والهاتف والصرف الصحي.
إذ أن الشارع الرئيسي في طولكرم وعلى امتداد 1500 متر لم يعد صالحًا لسير المركبات، كما تضررت محلات تجارية على جانبي الطريق.
وأطلق جنود الاحتلال الأعيرة النارية بشكل عشوائي عند دوار اليونس في المنطقة الشمالية من المدينة، ولاحقوا الطواقم الصحفية.
كما جرفت قوات الاحتلال دوار الشهيد سيف أبو لبدة المحاذي للمدخل الغربي لمخيم نور شمس، شرق المدينة، وخربت عددًا من الممتلكات العامة في المكان ومنها بوابة مصنع بلاط.
دمار وخراب في مخيم نور شمس
وفي هذا الإطار، قال مراسل "العربي" عميد شحادة، الذي رصد حجم الدمار في مخيم نور شمس: إن أكثر من 30 آلية عسكرية شاركت في عملية تدمير البنية التحتية.
وأضاف أن ما جرى يأتي في إطار سلسلة العقوبات الجماعية التي تنفذها إسرائيل في مدن شمال الضفة الغربية.
ونوه مراسلنا، إلى أن الاقتحامات التي تنفذها قوات الاحتلال لهذه المدن في الضفة الغربية هدفها إظهار هذه الصورة المدمرة في الشوارع وأن تكون حياة المواطنين الفلسطينيين معقدة وصعبة للغاية بحيث لا يستطيعون استخدام شبكات الطرق للتنقل والتي تربط المدن ببعضها.
ومضى يقول: "لقد كانت عمليات التدمير في الأشهر السابقة تتركز داخل المخيمات وتحديدًا تلك الموجودة في مدينة طولكرم وهي مخيمات نور شمس ومخيم طولكرم وداخل مخيم جنين، واليوم تمتد إلى خارجها نحو مدينة طولكرم والشوارع التي تربطها ببقية المدن في شمال الضفة الغربية".
وعادة ما يقتحم الجيش الإسرائيلي المناطق الفلسطينية لتنفيذ اعتقالات بحق فلسطينيين، مخلفًا دمارًا كبيرًا خاصة في مخيمات شمالي الضفة.
وبالتزامن مع بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، صعّد الاحتلال عملياته بالضفة مخلفًا 425 شهيدًا ونحو 4 آلاف و700 جريح، وفق وزارة الصحة الفلسطينية، وقرابة 7490 أسيرًا وفق مؤسسات مختصة بشؤون الأسرى.