الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

عقوبات دولية على صينيين متهمين بقمع الإيغور.. وبكين تردّ بالمثل

عقوبات دولية على صينيين متهمين بقمع الإيغور.. وبكين تردّ بالمثل

شارك القصة

الإيغور في الصين
يتعرض مسلمو الإيغور في الصين لعمليات "تلقين سياسي وتشغيل بالسخرة وتدمير لمواقع ثقافية" (غيتي)
فرضت أميركا وبريطانيا وكندا والاتحاد الأوروبي سلسلة عقوبات على صينيين متهمين بانتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة ضد أقلية الإيغور المسلمة في شينجيانغ.

أعلنت الولايات المتحدة، الإثنين، فرض عقوبات على مسؤولين صينيين لدورهما في "الانتهاكات الخطرة لحقوق الإنسان" المرتكبة ضد أقلية الإيغور المسلمة في شينغيانغ، لتنضمّ إلى قافلة عقوبات أممية تفرضها دول الاتحاد الأوروبي وكندا وبريطانيا على الصين، في خطوة قابلتها بكين بفرض عقوبات على 10 أوروبيين بينهم برلمانيون وأربعة كيانات.

وأعلنت المسؤولة في الخزانة الأميركية، التي تشرف على برامج العقوبات، أندريا غاكي، في بيان، أن "السلطات الصينية ستواصل تحمّل العواقب طالما أن فظاعات تجري في شينغيانغ".

وأوضحت واشنطن أن وانغ جونزينغ وشين مينغو مرتبطان "بانتهاكات خطرة لحقوق الإنسان"، من بينها "اعتقال تعسفي وسوء معاملة جسدية خطرة".

وشدّدت الخزانة الأميركية أن العقوبات الأميركية"، تستكمل" عقوبات الاتحاد الأوروبي"، مؤكدة أن الولايات المتحدة ستستمرّ "بقيادة الجهود الدولية بحزم لمكافحة الانتهاكات الخطرة لحقوق الإنسان في شينغيانغ وأينما كان في العالم".

وتعقيبًا، غرّد وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن قائلا:" فرضت الولايات المتحدة عقوبات على اثنين من مسؤولي جمهورية الصين الشعبية، بموجب عقوبات ماغنيتسكي العالمية فيما يتعلق بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في شينغيانغ. نحن نقف متحدين مع المملكة المتحدة وكندا والاتحاد الأوروبي في تعزيز المساءلة لأولئك الذين ينتهكون حقوق الإنسان".

العقوبات الأوروبية

وأتى القرار الأميركي، بعد إعلان اتفاق بين دول الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات على أربعة أشخاص وكيان صيني بسبب الانتهاكات في شينغيانغ، إذا تمّت الموافقة على القرار بالإجماع في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، الخميس المقبل، في بروكسل.

وتُعتَبَر هذه أولى العقوبات على بكين منذ حظر للسلاح في عام 1989 بعد قمع احتجاجات ميدان تيانانمين.

كما أعلن الاتحاد، في بيان، فرض عقوبات على 11 مسؤولًا و4 كيانات في الصين، وليبيا، وروسيا، وكوريا الشمالية، وجنوب السودان، وإريتريا، على خلفية ارتكابهم "انتهاكات حقوقية جسيمة".

وجاء في الإعلان الرسمي، الذي نشره المجلس الأوروبي، أن العقوبات تشمل حظر دخول المسؤولين المستهدفين إلى دول الاتحاد أو العبور في مطاراتها، وتجميد أصولهم ومواردهم في الاتحاد إن وجدت.

العقوبات البريطانية

كذلك، فرضت لندن، الاثنين، عقوبات على أربعة مسؤولين صينيين في إطار قضية الإيغور أيضًا، بسبب "انتهاكات واسعة النطاق"، بالتنسيق مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وكندا.

وبالإضافة إلى العقوبات على المسؤولين الإقليميين الأربعة، فرضت بريطانيا عقوبات على مكتب الأمن العام أو قوة الشرطة المحلية لفيلق الإنتاج والتشييد في شينغيانغ.

وقال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب في كلمة أمام البرلمان إن حظر السفر وتجميد الأصول يظهر أن المجتمع الدولي "لن يغض الطرف" عن الانتهاكات المزعومة، مضيفًا: "نهجنا هو الرد على الانتهاكات الفظيعة لحقوق الإنسان، مع شركائنا الدوليين، وفي النهاية ربط الأقوال بالأفعال".

واعتبر راب أن الصين مذنبة أيضًا بارتكاب فظائع بحقّ نساء الإيغور والتعدّيات الشاملة للأقلية المسلمة و"أكبر عملية اعتقال جماعي لمجموعة عرقية أو دينية منذ الحرب العالمية الثانية".

ومع ذلك، لم تحذُ حكومة المملكة المتحدة حذوَ واشنطن بتصنيف التعدّيات على الإيغور على أنها "إبادة جماعية"، وتعمل مجموعات سياسية على إقرار هذه التسمية من خلال مشروع قانون سيُحال للتصويت النهائي.

الردّ الصيني

وردًا على قرار الاتحاد الأوروبي، أعلنت الصين فرض عقوبات على 10 أوروبيين بينهم برلمانيون وأربعة كيانات. وذكرت وزارة الخارجية الصينية، في بيان، أن "هذه الخطوة تقوم فقط على الأكاذيب والتضليل والاستخفاف والحقائق المشوهة"، معتبرة أنه تدخل سافر في الشؤون الداخلية للبلاد. 

بوريل: عقوبات "غير مقبولة"

وانتقد وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الاثنين، العقوبات التي فرضتها بكين، ووصفها بأنها "غير مقبولة" بعد استهداف الاتحاد أربعة مسؤولين صينيين لدورهم في انتهاكات حقوق الانسان في منطقة شينيجانغ خصوصًا ضد أقلية الإيغور المسلمة.

وقال بوريل بعد اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي: "بدلًا من تغيير سياساتها ومعالجة مخاوفنا المشروعة، غضت الصين الطرف مرة جديدة واتخذت إجراءات مؤسفة وغير مقبولة". وأضاف "لن يكون هناك تغيير في تصميم الاتحاد الأوروبي على الدفاع عن حقوق الإنسان والرد على الانتهاكات الجسيمة وسوء المعاملة".

كما استدعت لاهاي السفير الصيني لدى هولندا بعد العقوبات الصينية التي طالت النائب شورد شوردسما، العضو في البرلمان الهولندي، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية اليوم الاثنين.

وقال شورد شوردسما نائب حزب "دي 66"، يسار وسط، على تويتر "طالما أن الصين ترتكب إبادة جماعية ضد الأويغور، فلن أسكت". ورأى في العقوبات التي فرضت عليه دليلًا على أن الصين تتأثر بالضغوط الخارجية. وأمل بأن يستغلّ "زملاؤه الأوروبيون هذه اللحظة للتحدث بصراحة أيضًا".

تابع القراءة
المصادر:
وكالات
Close