حذرت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، من فرار المزيد من الأفغان "على الأرجح" من منازلهم بسبب تفاقم حدة المعارك، إضافة إلى سيطرة حركة طالبان على 85% من الأراضي الأفغانية، بعد انسحاب القوات الأجنبية من البلاد.
وقال المتحدث باسم المفوضية، بابار بالوش، في إفادة صحافية في جنيف: "أفغانستان على شفا أزمة إنسانية أخرى، ويتعين تجنب ذلك".
وأضاف: "الإخفاق في التوصل لاتفاق سلام في أفغانستان والحد من العنف الراهن سيؤدي إلى المزيد من النزوح داخل البلاد، وإلى بلدان مجاورة وأبعد من ذلك".
وأوضح بالوش أنّ النازحين يرجعون سبب هروبهم إلى الوضع الأمني "والابتزاز من جانب الجماعات المسلحة غير التابعة للدولة والعبوات الناسفة المزروعة على طرق رئيسية"، فضلاً عن فقدان مصادر الدخل واضطراب الخدمات الاجتماعية.
وحث بالوش بدوره المجتمع الدولي، على تكثيف الدعم لحكومة أفغانستان و"شعبها وجيرانها في هذا الوقت العصيب".
ويقدّر عدد من نزحوا في الآونة الأخيرة، بـ 270 ألفًا داخل البلاد منذ يناير/ كانون الثاني، ليرتفع إجمالي من اضطروا إلى الفرار من منازلهم إلى ما يتجاوز 3.5 ملايين، بحسب المفوضية.
كذلك، أشارت إلى أن عدد الضحايا من المدنيين قد زاد 29% خلال الربع الأول من العام، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، نقلًا عن أرقام من بعثة المساعدة التابعة للأمم المتحدة في أفغانستان.
"طالبان" تسيطر على مساحات واسعة من #أفغانستان، والمعارك الطاحنة تجبر الآلاف على النزوح من مدنهم إلى أماكن أكثر أمنا pic.twitter.com/Y932S45Z9b
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 11, 2021
وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" قد اتهمت حركة طالبان الأسبوع الماضي، بنهب وإحراق بعض المنازل، إضافة إلى تهجير السكان من بيوتهم، في شمال أفغانستان.
هجوم مسلح في كابل
في السياق نفسه، لقي 3 عناصر من قوات الأمن الأفغانية مصرعهم، في هجوم مسلح وقع اليوم الثلاثاء بالعاصمة كابُل؛ وكشف متحدث باسم مديرية أمن كابُل، فردوس فارامارز، في تصريح صحافي، أن الهجوم قد وقع في منطقة بغرامي.
وأوضح فارامارز أنّ مجهولين استهدفوا قوات الأمن الأفغانية في تلك المنطقة، ما أسفر عن مقتل 3 من عناصر الأمن.
ولاذ منفذو الهجوم بالفرار بعد القيام بعمليتهم، فيما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم حتى اللحظة.
والأحد، لقي طيار يعمل مع القوات الجوية الأفغانية حتفه، جراء هجوم مسلّح تبنته طالبان.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن، قد أقر بأن مستقبل أفغانستان "أبعد ما يكون عن الوضوح"، لكنه ذكر أنه يتعين على الشعب الأفغاني "تحديد مصيره بنفسه".