سجل اليوم التاسع والعشرون بعد المئة للعدوان على غزة، حصيلة شهداء مرتفعة ولا سيما في رفح جنوبي القطاع التي باتت مسرحًا لمجازر الاحتلال.
وقد أفادت وزارة الصحة في غزة في بيان، بارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 28 ألفًا و340 شهيدًا و67 ألفًا و984 مصابًا منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول.
نزيف دم في رفح
ورصدت كاميرا "العربي" اليوم الإثنين آثار الدمار الكبير في أحد المربعات السكنية، التي استهدفتها غارات الاحتلال الإسرائيلي فجرًا في رفح جنوبي قطاع غزة.
ووصف مراسل "العربي" أحمد البطة ما شهدته المنطقة خلال الساعات الماضية بـ"الليلة المجنونة"، حيث استهدفت بعشرات الغارات المتتالية التي طالت أكثر من 10 منازل وأسفرت عن استشهاد عشرات المدنيين.
وقد استشهد أكثر من 100 فلسطيني وأصيب مئة آخرين جراء استهداف قوات الاحتلال منازل الأهالي والنازحين في رفح خلال الساعات الماضية، بحسب وزارة الصحة في القطاع.
كما استقبل مستشفى شهداء الأقصى أكثر من 30 شهيدًا، فيما واصل الاحتلال تدمير المنازل في المنطقة الغربية من خانيونس. وأفاد مراسل "العربي" باستشهاد 5 فلسطينيين جراء استهداف الاحتلال شبانًا في وادي غزة وسط القطاع.
القسام تجهز على 10 جنود إسرائيليين
وعلى وقع القصف المكثف، شهدت محاور القتال المختلفة بين جيش الاحتلال ومقاتلي المقاومة معارك محتدمة، حيث أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الإثنين، إصابة 9 جنود خلال الساعات الـ24 الماضية، في قطاع غزة، ما يرفع حصيلة جرحاه إلى 2864 منذ 7 أكتوبر الماضي.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن قائد الكتيبة 630 الإسرائيلية قُتل، الإثنين، في معركة بقطاع غزة، ما يرفع حصيلة القتلى إلى 567 منذ 7 أكتوبر الماضي.
وأضافت الصحيفة أن "الرائد (احتياط) "نتانئيل (ناتي) كوبي، قائد الكتيبة 630 السرية "ب"، قُتل في معركة بقطاع غزة"، دون تحديد موقعها.
كما أكّدت مصادر لـ"العربي" مقتل قائد كتيبة برتبة مقدم في لواء غفعاتي في معارك قطاع غزة.
من جهتها، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، اليوم الإثنين، أن عناصرها تمكنوا من الاشتباك مع مجموعة من جنود الاحتلال والإجهاز على 10 منهم من نقطة صفر في منطقة عبسان الكبيرة شرق مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة.
وأفادت الكتائب في بيان عبر منصة "تلغرام"، بأنّ عناصرها تمكنوا من تفجير عبوة مضادة للأفراد في قوة إسرائيلية راجلة وأوقعوها بين قتيل وجريح في منطقة عبسان الكبيرة، بحسب البيان.
كما أعلن أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم كتائب القسام، مقتل ثلاثة من المحتجزين الإسرائيليين الثمانية الذين أعلن عن إصابتهم بجروح خطيرة جراء الغارات على قطاع غزة.
تنديد بالهجوم الإسرائيلي على رفح
إلى ذلك تصاعدت المواقف المنددة بالهجوم الإسرائلي على رفح والذي وصفته حركة "الجهاد الإسلامي" بأنه "مجزرة مروعة وإمعان بحرب الإبادة الممنهجة ضد الشعب الفلسطيني".
فقد دعا رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، إلى الضغط على إسرائيل لوقف اجتياحها المزمع لمدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
واعتبر المفوض السامي لحقوق الإنسان لدى الأمم المتحدة فولكر تورك، أن احتمال التوغل الإسرائيلي الكامل في رفح بجنوب قطاع غزة أمر "مرعب"، وأضاف: "يمكن أن نتصور ما ينتظرنا".
وقال تورك في بيان: "إن أي توغل عسكري محتمل واسع النطاق في رفح - حيث يتجمع نحو 1,5 مليون فلسطيني على الحدود المصرية من دون أن يتوافر لهم أي مكان آخر يفرون إليه - أمر مرعب، نظرًا لاحتمال سقوط عدد كبير جدًا من القتلى والجرحى المدنيين، وهنا أيضًا معظمهم من الأطفال والنساء".
من جهته، أعرب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، عن قلقه إزاء أنباء عن هجوم قد ينفذه الجيش الإسرائيلي على مدينة رفح، متوعدًا بملاحقة أي طرف ينتهك القوانين الدولية، فيما قالت وزيرة التعاون الإنمائي البلجيكية كارولين غينيز، إن الوضع في مدينة رفح خطير للغاية، مؤكدة على ضرورة منع "الإبادة الجماعية".
ووصفت الوضع في غزة بـ "الأزمة الإنسانية الأخطر على مر العصور"، مؤكدة أهمية "مواصلة دعم المدنيين الأبرياء والمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار والإفراج عن الأسرى والدعوة إلى تقديم المزيد من المساعدات الإنسانية لقطاع غزة".
تقدم في مباحثات القاهرة بشأن الهدنة
وعلى الصعيد الدبلوماسي، أفادت القناة 12 الإسرائيلية بحدوث بعض التقدم في مباحثات القاهرة وتبادل لمسودات جديدة لمقترح الهدنة وأنه ليس من المتوقع أن تقاطعها تل أبيب.
وقال القيادي في حركة "حماس" أسامة حمدان، في مؤتمر صحفي عقده في بيروت الإثنين، إن رد إسرائيل على مقترح الإطار بشأن التهدئة في غزة، يعد "تراجعًا" عن مقترح باريس نفسه، ويضع "شروطًا وعقبات" لا تساعد في التوصل لاتفاق.
بدورها، اعتبرت الولايات المتحدة، أن التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس للإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين مقابل إرساء هدنة في غزة لا يزال ممكنًا وستكون فوائده "هائلة"، وذلك بعد عملية إسرائيلية دامية في رفح.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر للصحافيين: "نعتقد أن التوصل إلى اتفاق أمر ممكن وسنواصل مساعينا" لتحقيقه.
وأضاف: "نعتقد أن فوائد (إعلان) هدنة والتوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن هائلة، ليس فقط بالنسبة إلى الرهائن الذين سيتم الإفراج عنهم، ولكن أيضًا بالنسبة للجهود الإنسانية في غزة وقدرتنا على البدء بالسعي إلى حل فعلي ودائم لهذا النزاع"، حسب قوله.
ودعا مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل المجتمع الدولي لإعادة التفكير في مسألة تقديم الأسلحة لإسرائيل.
واعتبر أن "قطع التمويل عن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) يعني كارثة إنسانية أكبر في غزة ويجب تفادي ذلك".
واليوم الإثنين، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "إن ممارسات حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المتشبه بالزعيم النازي أدولف هتلر، تتجاوز كل يوم خطًا أحمر عبر سياسة الإبادة الجماعية التي تمارسها بغزة" منذ 7 أكتوبر الماضي.