تطرح مجموعة من الفنانين الشباب الفلسطينيين في غزة من خلال أعمالهم المعروضة في معرض "عندما نعرف العالم" سؤالًا مفاده: "ما هو مفهوم المواطنة؟".
ويوضح مدير "محترف شبابيك" شريف سرحان أن "المعرض يتمحور حول مفهوم المواطنة، وكيف يشعر الفلسطيني أن هناك درجات مختلفة ما بين الفلسطيني الذي يعيش في غزة، والفلسطيني الذي يعيش في الضفة أو داخل الخط الأخضر، أو حتى الذي يعيش في الشتات".
ويضيف أن المعرض يشير إلى "الفروقات بينهم في التعامل، سواء التعامل الرسمي أو غير الرسمي".
وبالنسبة إلى الفلسطينية منى جودة، هناك مشكلة في التعامل مع جواز السفر الفلسطيني الذي من المفترض أن يمنحها حقوقها السياسية والمدنية.
وتقول جودة: إن "الفلسطينيين يعانون من مشاكل أثناء السفر، ويخضعون للعديد من التساؤلات والتحقيق".
وحاولت الفنانة بيان عوكل من خلال عملها الفني أن تتجاوز عنصرية الجغرافيا في منح أبناء البلد الواحد حقوقًا متساوية.
وتوضح عوكل أنها "حولت التقسيمات في عملها إلى شبكة تجميعية، وأن الخط الأحمر هو الذي يجمعنا على الرغم من التقسيمات.
من جهتها، تحاول الفنانة التشكيلية مريم صلاح التعبير عن مفهوم المواطنة من خلال حقوق الشباب في الحصول على فرص متساوية في العمل.
وتشير صلاح إلى أن عملها عبارة عن "مجموعة من الشباب من جيل التسعينات بدون ملامح، موضحة أن فقد الملامح دليل على أن لا ملامح واضحة لمستقبلهم القادم سواء في الوظائف أو الحصول على الحقوق البسيطة.
ويدفع التفاوت في نيل حقوق المواطنة الشباب حسب الفنانين إلى العزوف عن المشاركة السياسية والاجتماعية والتفكير في قضايا أخرى مثل الهجرة.
الفن هو مرآة الشعوب
وفي هذا الصدد، يوضح الفنان التشكيلي ومدير محترف "شبابيك" شريف سرحان، أن المعرض يندرج ضمن سياقين الأول كيف نقوم بعمل بتدخل بصري وفني معاصر، وطرح ممارسات جديدة مع فنانين شباب لديهم القدرة على الإبداع والتفكير، ومن خلال طرح قضايا تهمهم من حيث البعد السياسي والاجتماعي والاقتصادي.
ويقول في حديث إلى "العربي" من غزة: "إننا نحاول كفنانين أن نطرق أبواب قضايا الشباب ومحاورها، وتوجيهم في كيفية التعبير عن هذه القضايا من خلال وسائل فنية معاصرة، قد تكون غير معتادة للجمهور الفلسطيني والعربي والعالمي، لا سيما أن للمعرض أبعادًا أو أهدافًا يحققها من خلال تنفيذ أعمال الشباب الفنية من خلال الشكل والتكوين".
ويلفت سرحان إلى أن الفن هو مرآة الشعوب، وهو أصدق وسيلة لكي تصل للناس بدون حواجز وقيود، "ودورنا كفنانين كيف نسخّر ونطوّر الأدوات ونقوم بممارسات فنية معاصرة من خلال ما يمكن استغلاله من وسائط وأفكار في طرحها".
ويشير إلى أن 15 فنانًا وفنانة شاركوا في المعرض وطرحوا مفهوم المواطنة، وكيفية شرحها للجمهور بشكل مختلف وفني.