فاز المرشّح الجمهوري دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، بمواجهة الديمقراطية كامالا هاريس، محقّقًا بذلك عودة استثنائية إلى السلطة.
وعاد الرئيس السابق البالغ من العمر 78 عامًا إلى السلطة، بعد حملة طويلة عرفت الكثير من التقلّبات، وتعرّض فيها لإدانة قضائية ومحاولتَي اغتيال.
من هو دونالد ترمب؟
دونالد ترمب هو قطب العقارات ونجم تلفزيون الواقع. وأحد أكثر الشخصيات إثارة للجدل في التاريخ السياسي الأميركي.
وُلد ترمب في 14 يونيو/ حزيران 1946 في حي كوينز بمدينة نيويورك.
هو الابن الرابع للمطوّر العقاري فريد ترمب، الذي ولد في برونكس لوالدين مهاجرين من ألمانيا، بينما والدته ماري آن ماكلويد ترمب تنحدر من أصول اسكتلندية.
عام 1959، التحق ترمب بأكاديمية نيويورك العسكرية وهي مدرسة داخلية خاصة، حيث قضى خمس سنوات قال إنّها "شكّلت مهاراته القيادية".
عام 1964 التحق بجامعة فوردهام، وانتقل بعد عامين إلى كلية وارتون بجامعة بنسلفانيا. وفي مايو/ أيار 1968، حصل على درجة بكالوريوس في الاقتصاد من جامعة بنسلفانيا.
خلال سنوات دراسته في الجامعة، أُعفي ترمب من الخدمة العسكرية، ومن المشاركة في حرب فيتنام عام 1966، خمس مرات، أربع منها لأسباب أكاديمية والأخيرة بسبب نتوءات في العظام.
بعد تخرّجه من الجامعة، أدار شركات والده، ونوّع نشاطاتها لتتخطّى المجال العقاري إلى عالم الترفيه.
وأسّس ترمب وأدار عدة مشاريع وشركات ومنتجعات ترفيهية، تُدير العديد من الفنادق والكازينوهات وملاعب الغولف والمنشآت الأخرى في جميع أنحاء العالم.
الرئيس الـ45 لأميركا
لم تُعرف لترمب انتماءات سياسية، ولم يتول أي مناصب رسمية قبل دخوله البيت الأبيض عام 2017، في مفارقة كبرى في تاريخ الولايات المتحدة.
وقاده شعار "فلنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى"، للفوز على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون في انتخابات عام 2016، ليُصبح ترمب الرئيس الـ45 للولايات المتحدة.
وتعرّض خلال فترة رئاسته لمطبات عدة، أبرزها تحقيقات نجا منها بشأن علاقات مزعومة بين حملته الانتخابية وروسيا، فضلًا عن أنّه أصبح ثالث رئيس في تاريخ البلاد يُحاكم أمام الكونغرس تمهيدًا لعزله في زوبعة أفلت منها عبر تبرئته من مجلس الشيوخ بقيادة الجمهوريين.
أكبر داعم لإسرائيل
إلى ذلك، يُعتبر ترمب أكبر الداعمين لإسرائيل. ففي عهده، ساهم في توقيع "اتفاقيات أبراهام" بين إسرائيل وعدد من الدول العربية، بينها الإمارات والبحرين والسودان.
وفي 6 ديسمبر/ كانون ثاني 2017، أعلن ترمب مدينة القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، والمباشرة بنقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى المدينة الفلسطينية المحتلة.
وقد فشل ترمب في تمديد ولايته مرة ثانية في العام 2020، بعدما خسر أمام المرشّح الديمقراطي جو بايدن.
وتلك الخسارة كانت محطة مفصلية في تاريخ الولايات المتحدة، بعدما رفض ترمب نتائج الانتخابات واتهم خصومه بسرقتها وتزويرها، فكانت واقعة اقتحام أنصاره لمبنى الكابيتول في 6 يناير/ كانون الثاني 2021.
خلال هذه الفترة، كان ترمب من أشدّ المعارضين لسياسة بايدن في كل النواحي.
وبعد 4 أعوام، ظفر ترمب ببطاقة حزبه مرشحًا لرئاسيات عام 2024، رغم كونه أول رئيس سابق يُدان بتهم جنائية تتعلق بدفع أموال لشراء صمت ممثلة إباحية.
وخلال حملته الانتخابية، تعرّض لمحاولتَي اغتيال، لكنّه مضى في السباق نحو البيت الأبيض حاملًا الشعار ذاته "فلنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى".
وتعهّد خلال حملته الانتخابية بإنهاء الحربين الإسرائيليتين على قطاع غزة ولبنان، والحرب الروسية على أوكرانيا. فهل يُحقّق تعهّداته؟