في ظل تصعيد متبادل مع حزب الله، عقب سلسلة تفجيرات واسعة لأجهزة اتصال لاسلكية في لبنان خلفت 37 شهيدًا وآلاف الجرحى، ادّعت إسرائيل تدمير 100 منصة صواريخ لـ"حزب الله" عبر سلسلة غارات جوية مكثفة على عدة بلدات جنوبية.
فقد شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي موجتين واسعتين من الغارات مساء الخميس على مناطق في جنوب لبنان.
وأشارت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية إلى عشرات الغارات الجوية التي شنها الطيران الإسرائيلي على جنوب البلاد أمس، استهدفت المناطق الحرجية في بلدة المحمودية وأطراف بلدة العيشية ومرتفعات الريحان ومحيط نهر برغز.
الاحتلال يزعم استهداف منصات صواريخ في جنوب لبنان
من جانبه، زعم الجيش الإسرائيلي في بيان، أن مقاتلاته "هاجمت، منذ ظهر الخميس، نحو 100 منصة إطلاق صواريخ وبنى تحتية عسكرية إضافية لحزب الله، كانت تضم نحو 100 فوهة إطلاق كانت جاهزة للإطلاق الفوري".
وأضاف أن ذلك جاء بـ"توجيه من شعبة الاستخبارات العسكرية وقيادة المنطقة الشمالية"، بهدف تقليص قدرات "حزب الله" وتدمير بنيته التحتية".
وسبق أن أعلن الجيش الإسرائيلي مساء الخميس، أن قواته استهدفت "30 منصة صاروخية شملت نحو 150 فوهة إطلاق"، وفق زعمه.
وكان حزب الله من جانبه قد أعلن الخميس، شنّه 17 هجومًا على جنود ومواقع وآليات عسكرية ومستوطنات شمالي إسرائيل منها المطلة وليمان ويعرا وأدميت والسماقة.
صفارات الإنذار تدوي في المطلة
واليوم الجمعة، أشارت مراسلة التلفزيون العربي في القدس المحتلة كريستين ريناوي، إلى أن صفارات الإنذار دوّت صباحًا بعد إطلاق صاروخين باتجاه المطلة، التي غرقت في الظلام الليلة الماضية وانقطعت الاتصالات فيها بشكل مؤقت جراء سقوط الصواريخ التي أدت إلى اندلاع حرائق واسعة.
وبحسب ريناوي، فإن إسرائيل تتأهب ترقبًا لرد محتمل من قبل حزب الله على تفجيرات أجهزة الاتصال ومآلات هذه التفجيرات، التي نقلت المشهد على الجبهة الشمالية إلى مرحلة أخرى.
وأوضحت مراسلتنا أن المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين يؤكدون ذلك علانية في تصريحاتهم، حيث أعلن وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت دخول الحرب مرحلة جديدة، بالإضافة إلى مزاعم بنقل مركز ثقل الحرب إلى الجبهة الشمالية ونقل فرق قتالية من قيادة الجبهة الداخلية من الضفة الغربية إلى الشمال، بالإضافة إلى رفع حالة التأهب في سلاح الجو.
وارتفعت حدة التوتر بين إسرائيل وحزب الله خلال اليومين الأخيرين، بعد استشهاد 37 شخصًا، وإصابة أكثر من 3200 آخرين جراء موجتَي تفجيرات ضربت أجهزة المناداة الإلكترونية "بيجر" الثلاثاء، وأجهزة اتصال لاسلكية من نوع "أيكوم" الأربعاء، في عدة مناطق لبنانية.
وحمّلت الحكومة اللبنانية و"حزب الله" إسرائيل المسؤولية عن تفجيرات "بيجر"، وتوعدها الحزب بـ"حساب عسير"، فيما تلتزم إسرائيل الصمت الرسمي.
وقد تنصل مكتب رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، في بيان، من منشور لمستشاره توباز لوك، على منصة "إكس" ألمح فيه إلى مسؤولية تل أبيب عن تفجيرات الثلاثاء قبل أن يحذفه.
وأفادت وسائل إعلام أميركية، بينها صحيفة "نيويورك تايمز" وشبكة "سي إن إن" وموقع "أكسيوس"، بأن إسرائيل وضعت شحنات متفجرة صغيرة داخل أجهزة اتصال "بيجر" مستوردة قبل وصولها إلى لبنان، ثم فجرتها عن بعد.