الثلاثاء 19 نوفمبر / November 2024

غزة تنتصر للقدس.. 20 شهيدًا بينهم أطفال وعشرات الصواريخ باتجاه اسرائيل

غزة تنتصر للقدس.. 20 شهيدًا بينهم أطفال وعشرات الصواريخ باتجاه اسرائيل

شارك القصة

هدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالرد "بقوة كبيرة" على غزة، بينما حذرت كتائب القسام من قصف منشآت مدنية أو منازل في القطاع.

توّجت فلسطين بقدسها وغزّتها، الاثنين، رحلة الصمود أمام الاعتداءات الاسرائيلية منذ بداية شهر رمضان، بعد أن أحبطت مخطط المستوطنين لأكبر اقتحام للمسجد الأقصى، ووثّقت بدماء أكثر من 300 جريح فلسطيني في القدس، و20 شهيدًا من أبناء غزة، سقطوا جراء الضربات الجوية الاسرائيلية، حقّ الفلسطينيون بالأرض والأقصى.

ومنذ ساعات فجر الاثنين، تأهّب مئات الفلسطينيين العزّل المرابطين في المسجد الأقصى لصدّ أكبر وأوسع اقتحام سينفّذه المستوطنون الاسرائيليون للأقصى بمناسبة ما يسمى "عيد القدس"، لكنهم فوجئوا باقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي بشكل عنيف، مطلقين الرصاص المعدني والمئات من قنابل الغاز والصوت تجاه المرابطين الذين تصدوا للجنود بالحجارة.

وأُصيب أكثر من 300 فلسطيني خلال المواجهات، بينها إصابات خطيرة بالوجه والعيون وبحالات اختناق، حسب جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.

وفي غضون ذلك، دهس مستوطن إسرائيلي، صباح الإثنين، عددًا من الشبان الفلسطينيين قرب باب الأسباط في المسجد الأقصى بمدينة القدس المحتلة، حيث قامت شرطة الاحتلال بحمايته من هجمات الفلسطينيين.

وبعد مواجهات استمرّت لأربع ساعات؛ انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي من باحات المسجد الأقصى، مخلفة دمارًا في الممتلكات. ودخل المصلون إلى المسجد بعد أن أُعيد فتح أبواب الأقصى، وشرع المعتكفون بتنظيف ساحات المسجد. ثمّ أقام المصلّون صلاة الظهر داخل المصلى القبلي في المسجد الأقصى، وصنعوا من القنابل التي أطلقها الاحتلال عليهم مجسّمًا لقبّة الصخرة. 

اقتحام حي الشيخ جرّاح

وتوازيًا مع الصدامات بين المستوطنين والمقدسيين في البلدة القديمة بعد اعتداء المستوطنين على بعض البيوت؛ اقتحم مستوطنون متشدّدون حي الشيخ جراح، ودخلوا بيت عائلة الغاوي. بدعم من شرطة الاحتلال، التي اعتقلت فلسطينية في الحي.

ولاحقًا، ألغى منظمو مسيرة الأعلام الإسرائيلية  مسيرتهم التي كانوا يعتزمون تنظيمها "احتفالًا بإعلان توحيد القدس"، التي كان من المفترض أن تجوب شوارع القدس المحتلة، داعين المستوطنين إلى التجمع قرب باب الخليل رغم إلغاء المسيرة.

صواريخ تجاه المستوطنات

ومع انتهاء المهلة التي منحتها "كتائب القسّام" للاحتلال لسحب جنوده من المسجد الأقصى وحي "الشيخ جراح" والإفراج عن المعتقلين؛ أطلقت الفصائل الفلسطينية عشرات الصواريخ تجاه المستوطنات الاسرائيلية، بما في ذلك 7 على مدينة القدس، فيما استهدفت باقي الصواريخ عسقلان وسديروت ومستوطنات بمنطقة غلاف غزة، فشل نظام القبة الحديدية في اعتراض العديد منها".

وأُصيب إسرائيلي لدى استهداف سيارته بصاروخ مضاد للدروع أُطلق من غزة على شمال منطقة الغلاف. 

وأعلنت "الغرفة المشتركة للأجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية"، الاثنين، أنها أطلقتنحو 150 صاروخًا في اتجاه إسرائيل ردًا على "العدوان الإسرائيلي في المسجد الأقصى والشيخ جراح في القدس المحتلة".

وأظهرت مشاهد التقطتها كاميرا "العربي" انطلاق أولى هذه الرشقات التي تتجدد بين الحين والآخر.

شهداء في قصف اسرائيلي على غزة

وعلى الفور، اجتمع المجلس الوزاري الإسرائيلي، وفوّض الجيش شنّ غارات على قطاع غزة، ردًا على الصواريخ الفلسطينية.

وشنّ جيش الاحتلال غارات جوية، وقصفًا مدفعيًا على منطقة بيت حانون وقطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 20 فلسطينيًا بينهم 9 أطفال وإصابة العشرات بجروح مختلفة، وفقًا لوزارة الصحة في غزة.

وهدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن جيش بلاده سيرد "بقوة كبيرة" على قطاع غزة، مضيفًا أن المواجهة الحالية مع قطاع غزة يمكن أن تستغرق "بعض الوقت".

وردًا على كلام نتنياهو، حذّرت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس" إسرائيل من قصف منشآت مدنية أو منازل في قطاع غزة، مهدّدًا "ردنا سيكون قوياً ومؤلماً وفوق توقعات العدو".

وندّدت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، الإثنين، بالقصف الإسرائيلي على قطاع غزة، واعتبرته "جرائم حرب"، داعية إلى "مزيد من الوحدة، والتصدي ورباطة الجأش أمام هذا العدوان الغاشم الذي يستهدف الأرض والمقدسات". 

وطالبت الحكومة الفلسطينية الأمم المتحدة بالتدخل الفوري والعاجل لوقف المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين الفلسطينيين. 

كما قرّر الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلغاء كافة الاحتفالات لمناسبة عيد الفطر، واقتصارها على الشعائر الدينية فقط، وتنكيس الأعلام حدادًا على أرواح الشهداء الذين راحوا ضحية القصف الإسرائيلي على قطاع غزة.

تحفظ أميركي يعطل صدور قرار في مجلس الأمن

دبلوماسيًا، أخفق مجلس الأمن الدولي، الإثنين، في التوصّل إلى اتفاق بشأن إصدار بيان حول الأوضاع الحالية بمدينة القدس المحتلة، بسبب تحفظات من الوفد الأميركي إزاء صدور أي بيانات من المجلس بزعم أن ذلك "لن يساعد في تحسين الوضع الحالي في القدس".

كما أعلنت الإدارة الأميركية جو بايدن أنها تشعر بقلق بالغ إزاء تصاعد العنف في إسرائيل في ظل احتدام التوتر مع الفلسطينيين في القدس.

وحذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن تقود التطورات الأخيرة في مدينة القدس الشرقية إلى "تصعيد خطير".

تنديدات باعتدءات الاحتلال

من جهتهما، بحث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مستجدات الأحداث في المسجد الأقصى، وأكدا ضرورة وقف الاعتداءات الإسرائيلية.

كما أعلنت مصر أنها تبذل جهودًا لوضع حد سريع للتطوّرات بالقدس.

بدوره، أكد وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، في اتصال هاتفي مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية أن "إيران لن تتخلى عن واجبها تجاه القدس والأقصى".

بينما أكد هنية أن "الشعب الفلسطيني وضع نصب عينيه هدفًا واضحًا بإفشال أهداف الاحتلال في القدس".

تابع القراءة
المصادر:
العربي، وكالات
تغطية خاصة
Close