الإثنين 18 نوفمبر / November 2024

"غوغائيون".. هجوم بريطاني على العنصرية ورسالة مؤثرة لراشفورد

"غوغائيون".. هجوم بريطاني على العنصرية ورسالة مؤثرة لراشفورد

شارك القصة

بريطانية تعلق عبارات تشجيع على جدارية اللاعب راشفورد التي تعرضت لتشويه بعبارات مسيئة
بريطانية تعلق عبارات تشجيع على جدارية اللاعب راشفورد التي تعرضت لتشويه بعبارات مسيئة (غيتي)
نشرت الصفحة الرسمية لفريق برشلونة صورة منتخب إنكلترا ودونت فوقها: "إهدار ضربة ترجيح هو جزء من كرة القدم، وجزء من الحياة. أما العنصرية ليست كذلك".

أشعلت العنصرية التي قوبل بها نجوم منتخب إنكلترا في بطولة يورو 2020 الشارع البريطاني، الذي بدا في معركة حقيقية ضد الإساءات التي تعرض لها 3 لاعبين سود، وهم ماركوس راشفورد وجايدون سانشو وبوكايو ساكا.

فقد سدد ساكا ركلة الجزاء الخامسة المهمة التي تصدى لها حارس مرمى المنتخب الإيطالي جيانلويجي دوناروما، وقبله أضاع راشفورد وسانشو ضربتيهما، خلال ضربات الترجيح في نهائي اليورو، الأحد الماضي.

واضطر رئيس الحكومة البريطانية للتدخل أمس، مؤكدًا أن المنتخب الإنكليزي "يستحق الإشادة به بطلًا"، دون الإساءة العنصرية له عبر وسائل التواصل الاجتماعي، معتبرًا بأن المسؤولين عن هذه "الإساءة الفظيعة يجب أن يخجلوا من أنفسهم"، بحسب تغريدة له على منصة تويتر.

وتحقق الشرطة البريطانية في مصدر الإساءات المشينة؛ كما اضطرت منصة تويتر لحذف ألف تغريدة حملت ألفاظ عنصرية لنجوم المنتخب بحسب الصحف البريطانية.

لا نريدكم

أما الصحافة الإنكليزية فصوّبت على العنصريين والمشاغبين الذين اتهمتهم "بتخريب مشهد المباراة النهائية"، التي جمعت منتخب الأسود الثلاثة بالمنتخب الإيطالي، الذي فاز بضربات الترجيح، بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي للمباراة النهائية في ملعب ويمبلي بالتعادل بنتيجة 1-1.

وباقتضاب شديد وحزم، قال قائد المنتخب الإنكليزي هاري كين للعنصريين: "لا نريدكم".

كلمة كهذه، وجدتها صحيفة "ذا ميرور" كافية لتعنون بها غلافها. وكان كين قد أشار إلى زملائه السود الثلاثة قائلًا: "إنهم 3 فتيان كانوا لامعين طوال الصيف، ولديهم الشجاعة للتقدم وأخذ المبادرة عندما كانت المخاطر كبيرة، إنهم يستحقون الدعم والمساندة وليس الإساءة العنصرية الدنيئة التي تعرضوا لها".

وأضاف: "إذا كنتم من بين المسيئين على وسائل التواصل الاجتماعي، فأنتم لستم من مشجعي المنتخب ولا نريدكم".

وكشفت صحيفة "ذا صن" أن وحدة شرطة كرة القدم في المملكة المتحدة ستنسق جهودها لتحديد مثيري الكراهية الذين يمكن اتهامهم بموجب قانون التواصل السيئ، الذي قد يفضي بعقوبة بالسجن لمدة تصل إلى 12 شهرًا. 

كما يمكن مقاضاة المتهمين بتهمة المضايقات العنصرية، التي تصل مدة عقوبتها إلى عامين.

وقال كين مارش رئيس فرع اتحاد الشرطة: "سنتعقبهم جميعًا".

وحث الخبير التلفزيوني وأسطورة إنكلترا الكروية ريو فرديناند منصات التواصل على اتخاذ إجراءات صارمة وحازمة تجاه المسيئين. وتوجه لتلك المنصات عبر تويتر بتغريدة جاء فيها: "من فضلكم، هل يمكن لشركات التواصل الاجتماعي أن تجتمع لإيجاد طريقة لحماية الناس على منصاتكم؟ من فضلكم يحتاج أبطالنا الصغار إلى اهتمامكم أيضًا".

ولم يسلم المشاغبون الذين اعتدوا على المشجعين الإيطاليين قبل وبعد المباراة، وكذلك الذين حاولوا اقتحام ملعب ويمبلي، من هجوم الصحافة؛ فخرجت صحيفة "تيليغراف" بانتقاد لاذع وكتبت عنهم: "لقد ألحقوا بنا العار، وثمة مخاوف كبرى من أن تكون محاولة إنكلترا وأيرلندا لاستضافة كأس العالم عام 2030 قد تحطمت تمامًا من قبل الغوغائيين الذين اقتحموا ويمبلي".

كذلك كشفت "ذا ميرور" بأن أحد الشركات العقارية الكبرى في البلاد قامت بالفعل بطرد عامل لديها قام بتدوين عبارات عنصرية مسيئة بحق لاعبي المنتخب.

لكن الرسالة التي دوت بشدة على مواقع التواصل كانت من اللاعب راشفورد نفسه، حيث ترك لاعب مانشستر يونايتد رسالة على منصة تويتر مؤثرة، لا تزال حتى الساعة الأكثر تداولًا في المنصات الاجتماعية.

وكانت جدارية كبيرة في مانشتسر لراشفورد قد تعرضت لتشويه من خلال عبارات عنصرية، لكن محبي اللاعب علقوا على تلك العبارات رسائل حب ودعم له.

وتقدم راشفورد باعتذار للجمهور الإنكليزي لإضاعته ضربة الترجيح، وقال: "لن أعتذر مطلقًا بسبب هويتي، أو بسبب أصولي؛ لم أشعر بفخر أكبر من ارتداء قميص الأسود الثلاثة، ومشاهدة عائلتي وهي تشجعني أمام عشرات آلاف من المشجعين".

ولفت راشفورد إلى أن العبارات التشجيعية التي تركها محبوه على الجدراية جعلته على وشك البكاء.

وختم رسالته المطولة قائلًا: "المجتمعات التي تحيط بي تدعمني بشكل مستمر. أنا ماركوس راشفورد، وعمري 23 عامًا. رجل أسود من ويتنغتون، جنوبي مانشستر. أشكر الجميع على رسائلهم الطيبة. سأعود أقوى، سنعود أقوى".

وتخطت الحرب على العنصرية حدود بريطانيا؛ فبرزت مداخلة مميزة من نادي برشلونة الإسباني على منصة فيسبوك. ونشرت الصفحة الرسمية للفريق الإسباني صورة منتخب إنكلترا ودونت فوقها: "إهدار ضربة ترجيح هو جزء من كرة القدم، وجزء من الحياة. أما العنصرية ليست كذلك".

Losing a penalty shootout is a part of football, and a part of life. Racism is not.

Posted by FC Barcelona on Monday, July 12, 2021
تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة