غير قابلة للتنبؤ.. ظاهرة النينو الخطيرة تتفاقم بسبب تغير المناخ
أثّرت الكوارث المرتبطة بالتغير المناخي بما فيها الفيضانات وموجات الجفاف، على ملايين الأشخاص وكلّفت مليارات الدولارات هذا العام.
وفي ظل تصاعد حدة الظواهر المناخية، توصل فريق بحثي إلى أن ظاهرة النينو الخطيرة ازدادت في عصر الصناعة، مشيرًا إلى أنها أصبحت شديدة وغير قابلة للتنبؤ بها، وتميل الآن إلى أقصى درجات القسوة.
ظاهرة النينو
وفي سلوكها الطبيعي عادة في المحيط الهادئ، تهب الرياح من الشرق إلى الغرب، إذ تدفع هذه الرياح المياه بعيدًا عن سواحل أميركا الجنوبية وتنقلها إلى جزء من آسيا وأوقيانوسيا.
وكل هذا الماء الساخن المتراكم يولد المطر والمناخ الاستوائي في هذه المناطق، وما يحدث في أميركا الجنوبية، هو أن كل الماء الدافئ يستبدل بمياه باردة تخرج من الأعماق إلى السطح.
ويعطي هذا الوضع للمياه الساخنة في الغرب والمياه الباردة في الشرق، اختلافًا في درجات الحرارة في جميع أنحاء المحيط الهادئ، وفي الوقت نفسه، تتحرك الرياح العاتية في الغلاف الجوي في الاتجاه المعاكس، مما ينتج عنه نظام دوران للهواء يدفع باستمرار المياه الدافئة إلى الغرب. وهو ما يشكل الوضع الطبيعي للمحيط الهادئ والمناخ.
لكن ظاهرة النينو، التي تحدث بانتظام في دورات من ثلاث إلى خمس سنوات، تغير كل هذه الديناميكيات. ومع هذا، فإن جميع الظواهر المناخية التي تحدث طبيعيًا، تجري الآن في سياق تغير المناخ الناجم عن الأنشطة البشرية.
"تميل إلى التفاقم"
وأكد الباحث المختص في البيئة والمناخ، زاهر هاشم، أن ظاهرة النينو تنتج دفئًا على السواحل الغربية لقارة أميركا الجنوبية ما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة سطح المياه، وتبخّر كميات كبيرة من المياه لتشكل سحبًا كثيفة، تتساقط على شكل أمطار غزيرة وتسبب العديد من الكوارث الطبيعية مثل السيول والفيضانات.
ويقابل هذه الظاهرة على الطرف الآخر من المحيط الهادئ في جنوب شرق آسيا وأستراليا، موجات جفاف وارتفاع درجات الحرارة وزيادة في حرائق الغابات وجفاف المحاصيل.
وقال هاشم في حديث إلى "العربي" من إسطنبول، إن هذه الظاهرة هي طبيعية وتحدث بشكل دوري لكن تغيرات المناخ الشديدة بسبب أنشطة البشر أدت إلى تفاقمها ونجم عنها ظواهر مناخية متطرفة.
وأضاف: "تميل هذه الظاهرة إلى مزيد من التفاقم، وقد نشهد موجات جفاف طويلة في جنوب شرق آسيا وأستراليا ومزيد من الفيضانات في سواحل أميركا الجنوبية".