تُعدّ فاكهة البندورة (الطماطم) التي يعتبرها البعض من الخضروات، الأكثر استخدامًا في الطهي بسبب مذاقها ومحتواها الغني بالعناصر الغذائية، فضلاً عن الفوائد التي تحملها.
وتشمل البندورة أنواعًا عديدة، بما في ذلك البندورة الكرزية و"بندورة روما" البيضاوية الشكل، وبألوان مختلفة من الأخضر والأحمر والأصفر.
وتُعدّ البندورة مصدرًا للبيتا كاروتين والليكوبين وفيتامين سي، وجميعها من مضادات الأكسدة التي تحمي من تلف الخلايا.
فوائد البندورة
وأظهرت الأبحاث أنّ العناصر الغذائية الموجودة في الطماطم، قد تُقلّل من خطر الإصابة بأمراض القلب وأمراض التنكّس العصبي والسكري من النوع الثاني.
ورصد موقع "هيلث" (health.com) فوائد البندورة للصحة:
1- تقوية المناعة
عصير البندورة هو مصدر مهم لفيتامين سي وبيتا كاروتين، ومضادات الأكسدة التي تساعد على دعم جهاز المناعة.
ووجدت الأبحاث أنّ عصير البندورة يزيد بشكل كبير من مستويات الخلايا المناعية، بما في ذلك "الخلايا القاتلة الطبيعية" التي تقاوم الفيروسات.
2- تقليل خطر الإصابة بالسرطان
يتمتع البيتا كاروتين والليكوبين، وهو أحد مضادات الأكسدة الأخرى الموجودة في البندورة، بخصائص مضادة للسرطان.
وتحمي مضادات الأكسدة من تلف الحمض النووي في الخلايا، الذي يُمكن أن يؤدي إلى تطوّر مرض السرطان ويتسبّب في موت الخلايا السرطانية.
ووجدت العديد من الدراسات أنّ الرجال الذين يتناولون كميات كبيرة من البندورة، ولا سيما المطبوخة منها، لديهم خطر أقلّ للإصابة بسرطان البروستاتا. كما ربطت الأبحاث بين الخضروات غير النشوية مثل البندورة وانخفاض خطر الإصابة بأورام الثدي، وسرطانات القولون والمستقيم والرئة والمعدة والجهاز الهضمي العلوي (أي الفم والحلق والجيوب الأنفية).
3- تحسين صحة القلب
قد يُقلّل النظام الغذائي الغني بالبندورة من خطر الإصابة بأمراض القلب.
وأفادت مراجعة نُشرت عام 2022، أنّ تناول كميات كبيرة من اللايكوبين - بالإضافة إلى ارتفاع مستويات مضادات الأكسدة في الدم - يقلل من مخاطر أمراض القلب بنسبة 14%.
وتضمّنت المراجعة دراسة بحثت في تأثير جرعة واحدة من البندورة النيئة أو صلصة البندورة أو خليط من صلصة البندورة وزيت الزيتون على خطر الإصابة بأمراض القلب لدى الأشخاص الأصحاء.
وتبيّن أنّ الجرعات الثلاث خفّضت إجمالي نسبة الكوليسترول والدهون الثلاثية (نوع من الدهون في الدم)، ورفعت مستويات الكوليسترول الجيد (HDL) والمستويات المضادة للالتهابات.
وكان لصلصة البندورة بالإضافة إلى زيت الزيتون التأثير الأقوى، على الأرجح لأنّ زيت الزيتون يزيد من امتصاص اللايكوبين.
4- زيادة خصوبة الرجل
وجدت دراسة نشرت عام 2017، أنّ عصير البندورة يزيد بشكل كبير من مستويات اللايكوبين في الدم وحركة الحيوانات المنوية. وحركة الحيوانات المنوية هي مؤشر على الخصوبة.
5- منع الإمساك
توفر البندورة السوائل والألياف التي تمنع الإمساك، حيث تحتوي حبة طماطم كاملة على أكثر من 0.1 ليترات من الماء و1.5 غرامات من الألياف.
والبندورة هي مصدر للألياف القابلة للذوبان وغير القابلة للذوبان. وتحتفظ الألياف القابلة للذوبان بالماء لتكوين نسيج يشبه الهلام أثناء عملية الهضم. وتضيف الألياف غير القابلة للذوبان حجمًا كبيرًا إلى البراز. ويشكّل هذان العنصرين برازًا يسهل تمريره.
وتُعتبر ألياف السليلوز والهيميسيلولوز والبكتين الموجودة في البندورة مقاومة لعملية الهضم في الأمعاء الغليظة، وتساعد في تكوين براز صحي.
6- تقليل خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني
تُشير بعض الأدلة إلى أنّ اللايكوبين قد يمنع مرض السكري من النوع الثاني عن طريق حماية الخلايا من التلف وتقليل الالتهاب. قد تُقلّل الألياف الموجودة في البندورة أيضًا من خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني.
7- حماية من متلازمة التمثيل الغذائي
متلازمة التمثيل الغذائي (متلازمة الأيض) هي مجموعة من الحالات الصحية التي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري والسكتة الدماغية وغيرها. ويعاني الأشخاص المصابون بمتلازمة التمثيل الغذائي من ثلاثة أو أكثر من العوارض التالية: البدانة في منطقة البطن، وضغط الدم المرتفع، وارتفاع نسبة السكر في الدم، وارتفاع نسبة الدهون الثلاثية، وانخفاض نسبة الكولسترول الجيد (HDL).
تشير بعض الأدلة إلى أنّ كمية اللايكوبين في الدم قد تُقلّل من خطر الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي.
ووجدت دراسة نشرت عام 2014، أنّ شرب عصير البندورة مرة واحدة يوميًا، وأربع مرات أسبوعيًا لمدة شهرين، أدى إلى انخفاض كبير في الكولسترول الضار (LDL)، وزيادة في الكولسترول المفيد (HDL)، وتحسّن في مستويات الأنسولين.
8- دعم صحة الدماغ
تشير بعض الأدلة إلى أنّ مضادات الأكسدة الموجودة في البندورة مثل الليكوبين، قد تحمي من مرض الزهايمر. ووجدت الأبحاث انخفاضًا أبطأ في الوظيفة الإدراكية بين الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 70 عامًا فما فوق والذين يتناولون كمية أكبر من اللايكوبين مقارنة بغيرهم.
9- دعم شفاء الرياضيين
يمكن أن تؤدي التمارين الرياضية إلى إتلاف البروتينات في الجسم، وقد تعوّض مضادات الأكسدة الموجودة في البندورة هذا التأثير.
ووجدت مراجعة نُشرت عام 2022، أنّ شرب 0.1 ليتر من عصير البندورة لمدة شهرين بعد التمرين، ساعد في تحسين تعافي الرياضيين.
ما هي العناصر الغذائية في البندورة؟
توفّر حبة الطماطم النيئة الكاملة: 22.5 سعرات حرارية، و0.25 غرامًا من الدهون، و6.25 ميلليغرامًا من الصوديوم، و4.86 غرامًا من الكربوهيدرات، و1.5 غرامات من الألياف، و1.1 غرامات من البروتين.
كما توفّر البندورة مغذيات دقيقة، منها:
- حمض الفوليك الذي يُساعد على إنتاج الحمض النووي، وتكوين خلايا الدم الحمراء لمنع فقر الدم، ويعمل مع الفيتامينات B12 وC لتكسير واستخدام وتكوين بروتينات وأنسجة جديدة.
- البوتاسيوم الذي يساعد على بناء البروتينات في الجسم، وتكسير الكربوهيدرات واستخدامها، وينظم إيقاع القلب وتوازن درجة الحموضة.
- فيتامين سي الذي يعمل مضادًا للأكسدة، ويُعزّز الشفاء، ويُساعد الجسم على امتصاص الحديد.
- فيتامين ك الذي يُساعد في تخثّر الدم، وفي الحفاظ على عظام قوية.
ما هي مخاطر البندورة؟
كما هو الحال مع المنتجات الطازجة الأخرى، يُمكن أن تحتوي البندورة النيئة على جراثيم تُسبّب الأمراض المنقولة بالغذاء مثل الليستيريا والسالمونيلا.
وتشكّل الأمراض المنقولة بالغذاء مصدر قلق أكبر بالنسبة للأشخاص فوق الـ65 عامًا وأقلّ من 5 أعوام، والنساء الحوامل، والأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية على غرار السرطان والسكري وأمراض الكبد والكلى، والأشخاص الذين يتناولون أدوية تُقلّل من قدرة الجسم على مقاومة الجراثيم والأمراض.
وقد تُؤدي الطماطم إلى تفاقم الحالات الحالية مثل الارتجاع المعدي المريئي (GERD) والصداع النصفي المزمن.