كشف الجيش الإسرائيلي عن أمور مثيرة حول "كمين حي الشجاعية" في غزة، من بينها أن المعركة التي دارت بين جنوده وعناصر المقاومة الفلسطينية والتي استمرت لساعات وأسفرت عن مقتل 9 جنود وضباط في صفوفه، لم تؤد إلى استشهاد أي من المقاتلين الفلسطينيين، حسب ما أفاد مراسل "العربي".
وأمس الأربعاء، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيانين منفصلين مقتل 10 عسكريين بينهم 6 ضباط في معارك شمال القطاع، وسمح الجيش بنشر أسماء 9 ضباط وجنود من لواء "جولاني" قتلوا في الكمين وإصابة 4 آخرين بجروح خطيرة.
وكانت حركة حماس أعلنت أن جناحها المسلح كتائب القسام وسرايا القدس الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، نصبتا "كمينًا محكمًا" في غزة لقوة إسرائيلية قوامها 15 جنديًا أسفر عن قتلى وجرحى، دون تفاصيل عن مكان الكمين وزمانه.
"فشل استخباراتي"
وأضاف مراسلنا من تل أبيب أحمد دراوشة، أن الاشتباكات التي دارت في حي الشجاعية وكان يتحدث عنها الجيش الإسرائيلي أيضًا، لم تؤد إلى إصابات، بحسب فلسطينيين وبصحيفة هآرتس العبرية.
وأشار إلى أن إذاعة الجيش الإسرائيلي تدعي أنه تم العثور على جثة مقاتل فلسطيني في مكان قريب، لكن من غير الواضح إن كان جثمان هذا الشهيد هو جزء من الاشتباك أو الكمين الذي أدى إلى مقتل هذا العدد الكبير من الضباط الإسرائيليين والجنود.
وتابع أن الجيش الإسرائيلي لم تكن لديه معلومات استخباراتية حول وجود مقاتلين فلسطينيين في هذا المبنى أو المبنى المجاور.
وقال مراسلنا: "بحسب تقديرات إسرائيلية، أنه رغم الاشتباك العنيف الذي كان دائرًا، إلا أن المقاتلين الفلسطينيين كانوا قادرين على التحرك من مبنى إلى مبنى آخر في هذه المنطقة".
وأردف أن تفاصيل هذا الكمين تحظى بمتابعة واسعة جدًا في وسائل الإعلام الإسرائيلية، خصوصًا أن الجيش الإسرائيلي لم تكن لديه معلومات استخباراتية، ولم يتوقع ما الذي حدث.
ولفت إلى أن هناك محاولات الآن في الجيش الإسرائيلي لإعادة ترقية ضباط ومنحهم أو فرضهم على قيادة الفرق والمجموعات العسكرية التي خسرت قيادتها.
وأمس الأربعاء، وصفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، المعركة التي دارت في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلي حركة حماس بأنها "حادثة خطيرة استمرت لأكثر من ساعتين".
من جانبها، قالت قناة "كان" التابعة لهيئة البث الإسرائيلية في تعليقها على معركة الشجاعية: "نرى أنه بعد معركة أمس أن ذلك الحي لا يزال يمثل نواة صلبة لقوة حماس المقاومة التي لا تزال تتواجد بشمال القطاع".