أعلنت المملكة المتحدة عن خطط "مركز الأنشطة الإقليمية للفضاء" لمعالجة ملايين شظايا الحطام الفضائي الموجودة في المدار القريب من الأرض.
كما تسعى بريطانيا لتحسين استدامة مهمات الفضاء المستقبلية، حيث أصدر وزير العلوم جورج فريمان تحذيرًا صارمًا لروسيا والصين بأن "أيام بذل ما يريدون قد ولت".
وقال إن سباق "الغرب المتوحش" نحو الفضاء بدون تنظيم فعال، "ولن يؤدي إلا إلى زيادة التهديد بسبب الحطام في المدار، بما في ذلك مئات الأقمار الاصطناعية القديمة".
وكشف الوزير عن خطة استدامة الفضاء في كلمة ألقاها أمام القمة الرابعة لاستدامة الفضاء في متحف العلوم في لندن.
ونقل موقع "مايل أون لاين" عن فريمان قوله إنه يتوقع أن يستجيب إيلون ماسك مع دفع بريطانيا لاستدامة الفضاء.
واعتبر منتقدو ماسك أن أقمار ستارلينك الخاصة به تستحوذ على الفضاء، حيث تستهدف كل من الصين ووكالة الفضاء الأوروبية نظام الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية، لكن مؤسس تسلا نفى هذه المخاوف.
كما تشمل مجموعة الإجراءات الجديدة التي اتخذتها حكومة المملكة المتحدة تنظيم عمليات إطلاق الأقمار الاصطناعية التجارية، ومكافأة الشركات التي تقلل من أثرها على مدار الأرض وتخصيص 5 ملايين جنيه إسترليني إضافية لتقنيات تنظيف النفايات الفضائية.
ولفت فريمان إلى أن "لندن يمكن أن تصبح عاصمة التأمين والصناعة الفضائية"، مشيرًا إلى أنه أجرى محادثات شركات صناعة الفضاء مثل "فيرجن أوربيت" و"إنمارسات" و "وان ويب" التي أبدت استعدادها لدعم مساعي حماية الفضاء ووضع معيار جديد لاستدامته.
اكتظاظ في الفضاء
وإذ أكد فريمان على ضرورة جعل عمليات إطلاق الأقمار الاصطناعية أكثر استدامة عبر الاستعانة بالألواح الشمسية، أشار إلى مخاوف بشأن التهديد الذي يمثله 400 قمر اصطناعي فائض عن الحاجة ومليون قطعة من الحطام.
ويستدعي هذا الواقع اتخاذ إجراءات سريعة لتنظيف مدار الأرض، وكذلك لضمان تقليل المشاريع المستقبلية لأثرها من خلال صناعة الأقمار القابل لإعادة التدوير، واستعادة الأقمار الاصطناعية والتخفيف الحطام.
وتم إطلاق ما يقدر بنحو 13100 قمر اصطناعي في المدار منذ عام 1957، وفقًا لوكالة الفضاء الأوروبية، وبقي منها 8410 أقمار في الفضاء. ولا يزال 5800 منها تعمل.
ويزعم أن الكتلة الإجمالية لجميع الأجسام الموجودة في المدار تساوي حوالي 9900 طن، بينما تشير النماذج الإحصائية إلى وجود 130 مليون قطعة من الحطام يتراوح حجمها من 1 مم إلى 1 سم.
الحطام الفضائي مصدر قلق
ويشكل الحطام الفضائي مصدر قلق للمهمات الفضائية، فقد أجّلت وكالة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) في نوفمبر/ تشرين الثاني عملية سير في الفضاء لتغيير جهاز استشعار تالف، بسبب تلقيها "إخطارًا بوجود حطام".
كذلك تتكرر حوادث سقوط حطام من صاروخ فضائي على مناطق مختلفة من الأرض، ففي أواخر مايو/ أيار، زعم علماء الفلك أن تحطم صاروخ صيني كان السبب المحتمل لأضواء ساطعة شوهدت في سماء أستراليا، حيث تسببت عودة الصاروخ إلى الغلاف الجوي للأرض في إحداث ضوء في السماء فوق أجزاء من أستراليا.
كما أبلغ عن حادثتين في الهند في مايو/ أيار وأبريل/ نيسان الماضي يعتقد أنها بسبب الصواريخ التي لم تتفكك بالكامل عند العودة.
كما رُصد صاروخ تابع لشركة "سبيس إكس" تم إطلاقه لنشر مرصد المناخ في الفضاء السحيق، يتجه في مسار تصادمي مع القمر في يناير/ كانون الثاني الماضي، بعد أن أمضى ما يقرب من سبع سنوات سابحًا في الفضاء.
لكن الحادثة الأبرز في هذا السياق هي حادثة الصاروخ الصيني التائه الذي أقلق العالم في مايو/ أيار 2021، حيث استمرت التكهنات حول مكان سقوطه عدة أيام قبل أن ينتهي به الأمر فوق المحيط الهندي بعد دخوله الغلاف الجوي للأرض بطريقة عشوائية.
ولأن المياه تغطي 70% من سطح الأرض توقع الخبراء في ذلك الحين أن يسقط حطام ذلك الصاروخ في المحيط الهندي.