فقدت لآلاف السنين.. العثور على أقدم خريطة نجوم كاملة في العالم بمصر

اكتشف العلماء جزءًا من أقدم خريطة نجوم كاملة في العالم، بحسب موقع "لايف سينس"، حيث يُعتقد أن جزء الخريطة، الذي تم العثور عليه أسفل نص على ورقة من مخطوطات من العصور الوسطى، هو نسخة من دليل النجوم المفقود منذ زمن طويل ويعود للقرن الثاني قبل الميلاد. 

وكان عالم الفلك اليوناني هيبارخوس، أول من قام بمحاولة معروفة لرسم سماء الليل بأكملها، وتم إخفاء الجزء تحت أوراق من مخطوطة دينية في دير سانت كاترين في شبه جزيرة سيناء المصرية.

تعود إلى 129 قبل الميلاد

والمخطوطة هي "طِرس"، مما يعني أن الكتابات الأصلية قد نُزعت من مخطوطاتها لإفساح المجال لمجموعة من النصوص الآرامية الفلسطينية المسيحية التي تحكي قصصًا من العهدين القديم والجديد.

واعتقد الباحثون أنه حتى النصوص المسيحية السابقة كانت مدفونة تحت الصفحات، لكن تقنية التصوير متعدد الأطياف كشفت شيئًا أكثر إثارة للدهشة: الأرقام التي تشير بالدرجات إلى طول وعرض كوكبة كورونا بورياليس وإحداثيات النجوم الموجودة في الزوايا الأبعد.

ونشر الباحثون النتائج التي توصلوا إليها في 18 أكتوبر/ تشرين الأول في مجلة تاريخ علم الفلك. 

وقال الباحث الرئيس في الدراسة فيكتور جيسمبرغ، مؤرخ العلوم في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي لمجلة "نايتشر": "لقد كنت متحمسًا للغاية منذ البداية، اتضح على الفور أن لدينا إحداثيات نجوم". 

دليل هيبارخوس

ازداد حماس الباحثين عندما مكنتهم الإحداثيات الدقيقة من تقدير التاريخ الذي تم فيه تدوين الإحداثيات وهو حوالي 129 قبل الميلاد، عندما كان هيبارخوس عالم فلك مخضرمًا يرصد سماء الليل.

ويُشار إلى هيبارخوس تاريخيًا باسم "أبو علم الفلك العلمي" حيث أمضى من 190 قبل الميلاد إلى 120 قبل الميلاد في إجراء ملاحظات فلكية من جزيرة رودس.

ولم يبق الكثير من توثيق حياته، لكن النصوص التاريخية تنسب إليه عددًا من التطورات العلمية المثيرة للإعجاب، مثل النمذجة الدقيقة لحركة الشمس والقمر واختراع مقياس سطوع لقياس النجوم ومزيد من تطوير علم المثلثات. وربما اختراع الإسطرلاب، وهو جهاز محمول على شكل قرص يمكنه حساب المواضع الدقيقة للأجرام السماوية.

وفهرس هيبارخوس نحو 850 نجمة عبر سماء الليل، مشيرًا إلى مواقعها الدقيقة وسطوعها. 

تسع صفحات

والتقط الباحثون 42 صورة لكل صفحة من الصفحات التسع عبر نطاق واسع من الأطوال الموجية قبل مسح الصور ضوئيًا باستخدام خوارزميات الكمبيوتر التي تلتقط النص المخفي تحتها. 

كان تاريخ التسجيل الأصلي للنجوم في عام 129 قبل الميلاد، وبعد ذلك كان على الباحثين معرفة وقت الانتهاء من الكتابة. من خلال تأريخ الأوراق التسع وفقًا للباليوغرافيا.

ومن خلال مقارنة سماء الليل الخلفية مع مخطوطة لاتينية منفصلة من العصور الوسطى تسمى "أراتوس لاتينوس"، يُعتقد منذ فترة طويلة أنها تحتوي على نسخة جزئية من دليل هيبارخوس الأصلي، أكد الباحثون أن إحداثيات مخطوطة أراتوس للأبراج دراكو وأورسا ماجور وأورسا الصغرى أيضًا هبطت في 129 قبل الميلاد، مما قدم دليلًا مقنعًا غير مباشر على أن الجزء المكتشف حديثًا نشأ من نفس المخطوطة.

ويأمل الباحثون في تحسين تقنيات التصوير ومسح المزيد من المخطوطات. ومعظم أوراق المخطوطة البالغ عددها 146 مملوكة حاليًا للملياردير الأميركي ومؤسس "هوبي لوبي" ستيف غرين ومعروضة في متحف الكتاب المقدس في واشنطن.

وتنتشر مخطوطات علم الفلك في أرجاء المعمورة، ففي المكتبة الملكية الدنماركية التي تحتوي على 35 مليون كتاب، يوجد نحو 450 مخطوطة عربية منها غالبيتها مخطوطات أدبية وبعضها علمية فلكية. ويعود ثلث هذه المخطوطات إلى القرن الثامن الهجري.