توفي في العاصمة الأردنية عمّان، فجر اليوم الإثنين، الشاعر والمفكر الفلسطيني عز الدين المناصرة، عن عمر يناهز الـ74 عامًا، متأثرًا بإصابته بفيروس كورونا.
ونعت وزارة الثقافة الفلسطينية والاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين الشاعر، وقال وزير الثقافة الفلسطيني عاطف أبو سيف: "برحيل الشاعر العربي الفلسطيني الكبير عز الدين المناصرة تفقد الثقافة العربية عمومًا، ولا سيما الفلسطينية، أحد رموزها الكبار".
الثقافة تنعى الشاعر والمفكر الفلسطيني عز الدين المناصرة نعت وزارة الثقافة الفلسطينية الشاعر والمفكر الفلسطيني الكبير...
Posted by وزارة الثقافة الفلسطينية The Palestinian Ministry of Culture on Sunday, April 4, 2021
وقال الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين في بيان: "يعتبر الراحل الكبير واحدًا من شعراء فلسطين الكبار الذين صدقوا القول بالفعل النضالي وعاشوا الكفاح والعنفوان الثوري بكل أمانة وخاضوا منازلة العمر وهاماتهم تلامس المجد المرجو".
وجاء في البيان أيضًا أن المناصرة "من شعراء المقاومة الفلسطينية منذ أواخر الستينيات حيث اقترن اسمه بالمقاومة المسلحة والثقافية وبشعراء مثل محمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زيّاد، أو كما يطلق عليهم مجتمعين الأربعة الكبار في الشعر الفلسطيني".
عز الدين المناصرة: أحد شعراء الثورة الفلسطينية
ويعتبر عز الدين المناصرة أحد شعراء "الثورة الفلسطينية"، وهو مفكر وناقد وأكاديمي فلسطيني من مواليد 11 أبريل/ نيسان عام 1946 في بلدة بني نعيم، في الخليل بالضفة الغربية المحتلة.
حائز المناصرة على جوائز أدبية وأكاديمية عدة، واقترن اسمه بـ"الثورة والمقاومة الفلسطينية".
أُطلق عليه برفقة الشعراء محمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زياد، "الأربعة الكبار" في الشعر الفلسطيني.
وغنى قصائده مارسيل خليفة وغيره، واشتهرت قصيدتاه "جفرا" و"بالأخضر كفّناه"، كما ساهم في تطور الشعر العربي الحديث وتطوير منهجيات النقد الثقافي؛ إذ وصفه إحسان عباس بأنه "أحد رواد الحركة الشعرية الحديثة"، بحسب ما ذكرت وكالة "معًا" الفلسطينية.
حياة عز الدين المناصرة الدراسية والمهنية
حصل المناصرة على شهادة "الليسانس" في اللغة العربية والعلوم الإسلامية من جامعة القاهرة عام 1968 حيث بدأ مسيرته الشعرية، ومن ثم انتقل إلى الأردن وعمل مديرًا للبرامج الثقافية في الإذاعة الأردنية من العام 1970 وحتى 1973، كما أسس في الفترة نفسها رابطة الكتاب الأردنيين مع ثلة من المفكرين والكتاب الأردنيين.
وانخرط المناصرة في صفوف "الثورة الفلسطينية" بعد انتقالها إلى بيروت، حيث تطوع في صفوف "المقاومة العسكرية" بالتوازي مع عمله في المجال الثقافي الفلسطيني و"المقاومة الثقافية" بصفة مستقل.
وعمل المناصرة أيضًا ضمن مؤسسات "الثورة" محررًا ثقافيًا لمجلة "فلسطين الثورة"، الناطقة باسم منظمة التحرير الفلسطينية، ومديرَ تحرير لـ"جريدة المعركة" (الصادرة أثناء حصار بيروت)، يضاف إلى ذلك عمله سكرتيرَ تحرير "مجلة شؤون فلسطينية" التابعة لمركز الأبحاث الفلسطيني في بيروت.
تم انتخاب عز الدين المناصرة عضوًا في القيادة العسكرية "للقوات الفلسطينية-اللبنانية" المشتركة في منطقة جنوب بيروت إبان بدايات الحرب الأهلية اللبنانية عام 1976، وتم تكليفه من قبل الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ليدير مدرسة "أبناء وبنات" مخيم تل الزعتر، بعد تهجير من تبقى من أهالي المخيم إلى قرية الدامور اللبنانية.
وفي سياق متصل، أكمل المفكر الفلسطيني دراساته العليا لاحقًا، وحصل على شهادة التخصص في الأدب البلغاري الحديث، ودرجة الدكتوراه في النقد الحديث والأدب المقارن في جامعة صوفيا ببلغاريا عام 1981.
وبعد عودته إلى بيروت عام 1982، شارك في صفوف "المقاومة" من جديد أثناء حصار بيروت، وأشرف على إصدار جريدة "المعركة"، إلى أن غادر بيروت ضمن صفوف "الفدائيين" في إطار صفقة "إنهاء الحصار".
تنقّل المناصرة بين بلدان عدة قبل أن تحطّ به الرحال في الجزائر عام 1983، حيث عمل أستاذًا للأدب في جامعة قسنطينة، ثم جامعة تلمسان.
وانتقل في مطلع التسعينيات إلى الأردن، حيث أسس قسم اللغة العربية في جامعة القدس المفتوحة (قبل أن ينتقل مقرها إلى فلسطين)، وبعدها صار مديرًا لكلية العلوم التربوية التابعة لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وجامعة فيلادلفيا، حيث حصل على رتبة الأستاذية (بروفيسور) عام 2005.
كما حصل المناصرة على عدة جوائز في الأدب من ضمنها: الجائزة الدولة الأردنية التقديرية في حقل الشعر عام 1995، وجائزة القدس عام 2011.
سياسيون ومثقفون ونشطاء ينعون الشاعر
ونعى وزير الدولة لشؤون الإعلام الأردني صخر دودين الشاعر، عبر تويتر: "رحل الأديب والأكاديمي والشاعر الكبير عزّ الدين المناصرة عن دار الدنيا، وستبقى "ذكريات البحر الميّت" و"عنب الخليل" و"جفرا" تخلّد إرثه الأدبي والشعري، وستظلّ "بالأخضر كفّناه" مغناة لكل الأحرار، لروحه الرحمة والمغفرة، ولأهله ومحبّيه جميل الصبر والسلوان".
رحل الأديب والأكاديمي والشاعر الكبير عزّ الدين المناصرة عن دار الدنيا، وستبقى "ذكريات البحر الميّت" و"عنب الخليل" و"جفرا" تخلّد إرثه الأدبي والشعري، وستظلّ "بالأخضر كفّناه" مغناة لكل الأحرار. لروحه الرحمة والمغفرة، ولأهله ومحبّيه جميل الصبر والسلوان.
— Sakher Dudin (@sakher_dudin) April 5, 2021
وقالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بيان: "تُعاهد الجبهة الراحل المناضل بأن يظل شعبنا وفيًا لإرثه النضالي والأدبي والفكري، وأن تبقى حناجره تصدح معه بأغاني جفرا وبالأحمر كفناه إلى أن تعود فلسطين التي نذر حياته لأجلها".
وكتب الفنان مارسيل خليفة تغريدة على حسابه في تويتر ابتدأها بعبارة: "بالأخضر كفنّاه"، وهو عنوان إحدى القصائد التي غناها للشاعر الراحل، وأردف بجملة: "حين أصبحت تمنح الكفن ألوانًا، بدأت في اقتراف الغياب".
" بالأخضر كفنّاه " حين أصبحت تمنح الكفن ألواناً ، بدأت في اقتراف الغياب . ما كان ضرّك لو تركت الأخضر يخضّر أكثر كي تشُّمَّ فيه رائحة الشهيد فيعلو الزمان أو يقيم . ألستَ بالزمان مسكوناً ؟ وتمرّ الأيام وقلبك أخضر .https://t.co/sYbNBMexwZ
— Marcel Khalife (@Marcel_Khalife) April 5, 2021
كما شهدت منصات التواصل الاجتماعي تغريدات تذكر بالراحل وإنجازاته.
انتقل الى بارئه الزميل الاكاديمي والشاعر الفلسطيني الكبير #عز_الدين_مناصرة والملقب بشاعر الثورة ،،#بالخضر_كفناه الذي يعتبر الاكثر اسهاما في محاكاة الشعر الثوري على اللسان العربي الحر ولانه تغنى بفلسطين وثوارها #ثوار_العالم،،رحمك الله يا #توهج_كنعان#فلسطين_الاردن pic.twitter.com/DkNqeprJut
— الدكتورة فاطمة الوحش #القدس،،هي #الوعي (@fatimaalwahsh) April 5, 2021
بالأخضر كفّناه، بالأحمر كفّناه، بالابيض كفّناه، بالأسود كفّناه رحيل الشاعر والأديب عز الدين مناصرة متأثراً باصابته بفايروس كورونا رحمة الله عليه وألهم اهله الصبر والسلوان#التجديد pic.twitter.com/ybWSB302uk
— التجديد (@tajdeed_ju) April 5, 2021
الشاعر الكبير عز الدين مناصرة في ذمة الله سلاما لروحك العطرة pic.twitter.com/XvdAptaGcz
— Rafat Darawsheh 🇵🇸 𓂆 (@rafatdarawsheh) April 5, 2021
ومن المقرر أن يوارى جثمان الشاعر الفلسطيني الثرى اليوم الإثنين في عمّان بالأردن.