في أول ساعتين من بداية العام الجديد، دوّت أصوات انفجارات في كييف وأماكن أخرى في أنحاء أوكرانيا، وانطلقت صفارات الإنذار في جميع أنحاء البلاد للتحذير من غارات جوية.
ومع إطلاق صفارات الإنذار، صاح بعض الأشخاص من شرفات منازلهم، قائلين: "المجد لأوكرانيا.. المجد للأبطال".
"أوكرانيا لن تغفر لروسيا"
إلى ذلك، أفاد رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو بأن شظايا صاروخ دمّرته أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية ألحقت أضرارًا بسيارة في وسط العاصمة، ولكن لم ترد بصفة مبدئية أنباء عن وقوع إصابات أو خسائر في الأرواح.
وقالت الإدارة العسكرية لمدينة كييف إنه تم تدمير 23 هدفًا "من الأهداف الجوية" التي أطلقتها روسيا.
وجاءت الهجمات بعد دقائق من الرسالة التي وجهها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لشعبه بمناسبة العام الجديد، والتي عبّر فيها عن أمنياته بتحقيق النصر لبلاده في الحرب التي دخلت شهرها الحادي عشر دون أن تلوح في الأفق أي نهاية لها.
وكان زيلينسكي أكد في تصريح عقب ضربات استهدفت كييف ومدنًا أخرى قبل حلول السنة الجديدة، أن "بلاده لن تغفر لروسيا غزوها وقصفها".
وتعرّضت العاصمة الأوكرانية لقصف صاروخي روسي أسفر عن مقتل مدني وثماني إصابات، بحسب ما أعلنت السلطات المحلية في حصيلة أولية.
وقال مراسل "العربي" إن 10 انفجارات سُمع دويها في 3 أحياء في العاصمة، أدّت إلى دمار في عدد من المباني.
كما وُصف دوي الانفجارات بأنه كان الأعنف منذ بدء الحرب في 24 فبراير/ شباط الماضي.
وفي مقاطعة دونيتسك، أعلنت الإدارة العسكرية الأوكرانية أمس أن 3 مدنيين قُتلوا وأُصيب آخرون بجروح جراء القصف الروسي على مدينة بخموت وبلدات مجاورة في المقاطعة.
أما قيادة الدفاع الإقليمي الانفصالية في دونيتسك، فأعلنت مقتل مواطن وإصابة 2 آخرين بسبب قصف أوكراني.
وأكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن انتصار بلاده على أوكرانيا بات حتميًا، مشيدًا بالأداء الذي يقدمه الجنود الروس.
إلى ذلك، أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعليمات لمجلس الوزراء بتشكيل لجنة حكومية تتولى مهمة تطوير أنظمة الطائرات المسيرة للاتحاد الروسي.
وقال في كلمة بمناسبة العام الجديد، إن الغرب كذب على العالم واستخدم أوكرانيا وشعبها باستخفاف لتقسيم روسيا، على حد تعبيره.
"روسيا تتجه إلى التصعيد"
تعليقًا على المشهد، يقول الباحث السياسي محمود الأفندي، إن روسيا تتجه الآن إلى التصعيد، لافتًا إلى أن بوتين كان نادى عدة مرات ببدء التفاوض أو الحوار.
ويعتبر في حديثه إلى "العربي" من موسكو، أن "روسيا تريد التصعيد في بداية العام لإنهاء العملية العسكرية والحرب، لإجبار الجانب الأوكراني على التفاوض".
ويشير إلى "هدوء على الجبهات هو هدوء قبل العاصفة، بغض النظر عن القصف الصاروخي لتدمير البنية التحتية الأوكرانية".
ويرى أن "روسيا يمكن أن تبدأ في الأيام القريبة بعملية قوية جدًا تؤدي إلى الوصول إلى مدينة كييف عن طريق الحدود البيلاروسية".
"إستراتيجية لترهيب الأوكرانيين"
من جانبه، يشير الباحث السياسي ميكولا باستون إلى 3 مراحل مختلفة للإستراتيجية الروسية، أي الضربات الصاروخية بالتحديد.
ويذكر في حديثه إلى "العربي" من لفيف، أنه "في بداية الغزو الشامل كانت موسكو تستهدف المواقع العسكرية بصواريخ، ثم ركزت في فصل الخريف على ضرب البنية التحتية من أجل تدمير قطاع الطاقة".
ويقول: "نحن ربما نشهد بداية المرحلة الثالثة، حيث شهدنا في هذه الضربة استهداف الأحياء والمنازل السكنية".
ويؤكد أن "هذه الإستراتيجية ليست عسكرية بل إجرامية"، معتبرًا أن الهدف منها هو "ترهيب وتخويف الشعب الأوكراني، وممارسة الضغط على القيادة والحكومة الأوكرانية لإجبارها على الجلوس إلى طاولة المفاوضات والاستسلام".