الإثنين 18 نوفمبر / November 2024

في الذكرى العاشرة لظهورها.. هل ينصح الأخصائيون باتباع الحمية النباتية؟

في الذكرى العاشرة لظهورها.. هل ينصح الأخصائيون باتباع الحمية النباتية؟

شارك القصة

فقرة من برنامج "صباح جديد" حول الحمية النباتية (الصورة: غيتي)
يحتفل متبعو الحمية النباتية حول العالم بالذكرى العاشرة لظهورها، والتي باتت ظاهرة تجتاح دول العالم المختلفة ويتبعها ملايين البشر من ثقافات مختلفة.

يحتفل أتباع الحمية النباتية الصرفة هذا الشهر بالذكرى السنوية العاشرة لظهور هذا النمط الغذائي، الذي ظهرت بوادره في المملكة المتحدة، حيث يشجعون الناس في جميع أنحاء العالم على تجنب جميع المنتجات الحيوانية.

وبدأت المجموعة على نطاق صغير في مدينة يورك شمالي بريطانيا، لكن المنظمين يقولون إن ملايين الناس غيروا ويغيرون أنظمتهم الغذائية جذريًا، ما أدى إلى صناعة عالمية جديدة تنتج بدائل نباتية للأطعمة التقليدية.

فالابتعاد عن اللحوم والمنتجات الحيوانية هو أكثر من مجرد ظاهرة، فهذا العام في المملكة المتحدة وحدها 3 ملايين شخص تعهدوا بأن يصبحوا نباتيين، ويُعتقد أن العدد الحقيقي أعلى من ذلك بكثير.

تعهد 3 ملايين شخص في المملكة المتحدة هذا العام بأن يصبحوا نباتيين
تعهد 3 ملايين شخص في المملكة المتحدة هذا العام بأن يصبحوا نباتيين - غيتي

وبدأ التشجيع على التوجه إلى الطعام النباتي باعتبارها فكرة بسيطة ابتكرها زوج وزوجة في يورك، بهدف توفير مجموعة دعم للأشخاص الذين قد يميلون إلى التخلي عن اللحوم كقرار في بداية عام جديد.

وتتوسع الفكرة الصغيرة لتصبح لها فروع في 7 دول وشراكات مع منظمات مماثلة، كما أن طفرة حقيقية في النظم الغذائية النباتية تنمو من خلال إنتاجها الكبير وتسويق منتجات اللحوم البديلة وليس العكس.

فالشعبية المتزايدة للطعام النباتي مدفوعة بمجموعة من الأسباب، ليس أولها القلق على الحيوانات، إذ يعد علماء نمط الطعام الذي يسبب السمنة وأمراض القلب من المساهمين الرئيسيين في كثير من الأمراض المزمنة.

بالإضافة إلى الوعي الصحي بالأضرار التي تلحق بالبيئة، والتي تتفاقم بسبب تغير المناخ الناجم عن إنتاج الأطعمة التي تسهم في انبعاثات الاحتباس الحراري.

"الحمية النباتية"

وفي هذا الإطار، توضح المحاضرة بقسم التغذية البشرية في جامعة قطر ريما تيم، أن حالة من نقص الحديد والبروتينات الكاملة والكالسيوم والفيتامينات ستنجم عن اتباع الحمية النباتية، في حال اتبع الفرد حمية متشددة دون أن يتناول الألبان أو الأجبان أو البيض.

وفي حديث لـ"العربي" تشرح تيم أنه يمكن تخطي هذا النقص من خلال تناول المكملات الغذائية، أو شرب حليب الرز أو اللوز، على أن يكون هذا النوع من الحليب مدعمًا بالكالسيوم وفيتامين "د" لتعويض النواقص.

وتشير إلى أن الأخصائيين يشددون على تقليل تناول اللحوم، لأن لديها أضرارًا، لاحتوائها على الدهون، أو على بعض المواد الضارة التي قد تسبب سرطانات معينة، أو أمراض القلب، وقد تزيد أيضًا من معدل زيادة الوزن والسمنة، لافتة إلى أن النظام النباتي يمكن أن يكون ضارًا أيضًا في حال لم يكن فيه تنوع.

وتلفت ريما تيم إلى أن الحمية النباتية لا تصلح لكل الأعمار والحالات الصحية، لأن الأطفال والمراهقين يحتاجون إلى البروتينات لبناء الخلايا والأنسجة والعضلات، كما هم بحاجة إلى الكالسيوم لبناء العظام.

وتتابع أنه يمكن اتباع الحمية النباتية بعد اكتمال نمو الإنسان بعد الـ18 أو الـ20 عامًا، مشددة على ضرورة تناول الفرد العناصر الغذائية اللازمة لجسده وفحص كمية الفيتامين الموجودة لديه قبل اتباع أي حمية.

وتبين أن فيتامين B12 لا يوجد إلا في المصادر الحيوانية، وأن نقصه قد يؤثر على الأعصاب، مشددة على ضرورة تناول مكملات غذائية لإكمال النواقص، أو اتباع نظام نباتي متوازن متكامل يضمن توفر جميع العناصر الغذائية.

وتوضح المحاضرة بقسم التغذية البشرية في جامعة قطر ريما تيم أن المصدر الأساسي للكالسيوم هو في الألبان والأجبان، مشيرة إلى أن النباتيين الذي يبتعدون عن تناول الألبان قد يجدونه في البروكلي والسمسم وفي بعض الأطعمة، موضحة أن الإنسان النباتي بحاجة إلى ما بين 5 إلى 10 كيلو من البروكلي لتغطية احتياجاته من الكالسيوم.

وبشأن الحصول على البروتين، توضح أن البروتين الحيواني متكامل، يحتوي على الأحماض الأمينية التي يحتاجها جسم الإنسان، أما النباتي فينقصها حمض أميني واحد موضحة أن البقوليات والحبوب يكملان بعضهما في إنتاج البروتين المتكامل.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close