بخطوات ثقيلة تتنقل المواطنة اللبنانية ليلى في منزلها الكائن ببلدة رميش الحدودية جنوبي لبنان، فمعاناتها من أمراض مزمنة متعددة أتعبتها، كما تقول.
لكن الأشد صعوبة بالنسبة إليها، كان الحصول على الدواء في ظل القصف الإسرائيلي المتواصل على الحدود حيث تحاول الجمعيات الأهلية تعويض نقص الدواء في الصيدليات.
وتقول ليلى لمراسل "العربي": "هناك الصليب الأحمر الذي يساعدنا وفرسان مالطا الذين يؤمنون لنا بعض الأدوية، وما لا نستطيع تأمينه الله يدبرنا.. ماذا يمكننا أن نعمل؟.. أنا أعاني من السكري والنشاف والكوليسترول".
أزمة شحّ الدواء
وتعاني الصيدليات في قرى الشريط الحدودي من نقص في الدواء، فالشركات الموزّعة علقت عمليات توزيع الأدوية في القرى الأمامية بسبب القصف الإسرائيلي المتواصل، والسلامة المفقودة على الطرقات.
في هذا الصدد، يؤكد الصيدلي إيلي معوض أن الأزمة بدأت بتسليم عدد ضئيل جدًا من الأدوية لكن اليوم توقف التسليم كليًا بعد استهداف مناطق قريبة منهم مثل بنت جبيل.
ويردف معوض في حديث مع "العربي": "نعاني من شحّ في الدواء، والتعامل ليس جيدًا كثيرًا بين الوكلاء والصيدليات".
معاناة مضاعفة
أما قطاع الدواء، فهو واحد من قطاعات كثيرة تأثرت من التصعيد على الحدود الجنوبية لبلاد أنهكتها الأزمة الاقتصادية المتواصلة منذ سنوات.
وجاءت التوترات مع إسرائيل لتضاعف معاناتها، وسط حركة شبه مشلولة على الشريط الحدودي جنوبي لبنان، ومن رفض النزوح من القرى الأمامية يخشى طول أمد التوترات وتأثيراتها الثقيلة على كافة مظاهر الحياة.
وتشهد الحدود اللبنانية الجنوبية منذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تبادلًا لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي من جهة، وحزب الله وفصائل فلسطينية من جهة أخرى.
وتصاعدت في الآونة الأخيرة تهديدات من مسؤولين إسرائيليين بتوسيع الهجمات على الأراضي اللبنانية، حيث يطال القصف المدفعي على عدد من القرى والبلدات في جنوب لبنان.