ضجت وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، بخبر محاولة اغتيال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، في بلاد شهدت عدة حالات من العنف السياسي عبر التاريخ.
وطالت هذه الهجمات العنيفة رؤساء للولايات المتحدة، ورؤساء سابقين، وحتى مرشحين رئاسيين من الأحزاب الرئيسية.
إليكم نظرة على بعض الاغتيالات ومحاولات الاغتيال التي حدثت منذ تأسيس الجمهورية الأميركية عام 1776.
أبراهام لينكولن، الرئيس السادس عشر
كان لينكولن أول رئيس أميركي يتم اغتياله، حيث أطلق عليه جون ويلكس بوث النار في 14 أبريل/ نيسان 1865، بينما كان هو وزوجته ماري تود لينكولن يحضران عرضًا خاصًا للكوميديا "ابن عمنا الأميركي" في مسرح فورد في واشنطن.
وبعد إصابته نقل لينكولن إلى منزل مقابل للمسرح لتلقي العلاج الطبي بعد أن أُصيب برصاصة في مؤخرة رأسه، لكنه توفي في صباح اليوم التالي فيما رجح أن تكون عملية قتله مرتبطة بدعمه لحقوق السود.
فقبل عامين من اغتياله، وتحديدًا خلال الحرب الأهلية التي دارت حول قضية العبودية، أصدر لينكولن إعلان التحرير الذي منح الحرية لـ"العبيد" داخل الكونفدرالية.
وبعد موته، خلف لينكولن نائب الرئيس أندرو جونسون.
جيمس غارفيلد، الرئيس العشرون
كان غارفيلد الرئيس الثاني لأميركا الذي يتم اغتياله، وذلك بعد 6 أشهر فقط من توليه منصبه.
ووفق وكالة "الأسوشييتد برس"، كان غارفيلد يسير في محطة قطار في واشنطن في 2 يوليو/ تموز 1881، للحاق بقطار إلى نيو إنغلاند عندما أُطلق عليه النار من قبل تشارلز غيتو.
وحاول ألكسندر غراهام بيل مخترع الهاتف، دون جدوى العثور على الرصاصة التي استقرت في صدر غارفيلد باستخدام جهاز صممه خصيصًا للرئيس.
لكن الرئيس ظل يعاني من جروحه القاتلة في البيت الأبيض لعدة أسابيع، قبل أن يتوفى في سبتمبر/ أيلول بعد نقله إلى نيو جيرسي.
وخلف غارفيلد نائب الرئيس تشيستر آرثر، أما قاتل الرئيس فقد تمت محاكمته وأُعدم في يونيو/ حزيران 1882.
ويليام ماكينلي، الرئيس الخامس والعشرون
أُصيب ماكينلي برصاصة بعد إلقائه خطابًا في بوفالو بنيويورك، يوم 6 سبتمبر/ أيلول 1901.
حينها كان الرئيس الأميركي يصافح الناس عندما أطلق عليه رجل رصاصتين في صدره من مسافة قريبة. وتوقع الأطباء أن يتعافى ماكينلي، لكن الغرغرينا بدأت تظهر حول جروح الرصاص.
فتوفي ماكينلي في 14 سبتمبر 1901، بعد 6 أشهر من بدء ولايته الثانية. وقد خلفه نائب الرئيس ثيودور روزفلت.
واعترف ليون ف. تشولغوش، وهو مقيم عاطل عن العمل كان يبلغ من العمر 28 عامًا من ديترويت، بإطلاق النار. فحكم عليه وأُعدم في الكرسي الكهربائي يوم 29 أكتوبر/ تشرين الأول 1901.
فرانكلين د. روزفلت، الرئيس الثاني والثلاثون
في فبراير/ شباط 1933، كان روزفلت في ذلك الوقت الرئيس المنتخب للولايات المتحدة، وكان قد ألقى للتو خطابًا في ميامي من سيارة مكشوفة عندما سمعت طلقات نارية.
لم يُصب روزفلت في حادثة إطلاق النار هذه، التي قتلت عمدة شيكاغو أنطون سيرماك. وأُدين جوزيبي زانغارا في إطلاق النار وحكم عليه بالإعدام.
هاري س. ترومان، الرئيس الثالث والثلاثون
كان ترومان يقيم في بلير هاوس في الشارع المقابل للبيت الأبيض، في نوفمبر/ تشرين الثاني 1950، عندما اقتحم مسلحان المكان.
ولم يُصب ترومان بأذى، لكن شرطيًا من البيت الأبيض وأحد المهاجمين قُتلا في تبادل لإطلاق النار. وأصيب شرطيان آخران من البيت الأبيض.
وتم القبض على المهاجم أوسكار كولازو وحكم عليه بالإعدام عام 1952، وخفف ترومان الحكم إلى السجن مدى الحياة. وتم الإفراج عنه من السجن في عام 1979 من قبل الرئيس جيمي كارتر.
جون ف. كينيدي، الرئيس الخامس والثلاثون
قُتل جون كينيدي برصاص قاتل مجهول مسلح ببندقية عالية القوة أثناء زيارته لدالاس في نوفمبر 1963 برفقة السيدة الأولى جاكلين كينيدي.
وسمعت الطلقات النارية عندما مر موكب الرئيس عبر شارع ديلي بلازا، في وسط مدينة دالاس. وتم نقل كينيدي إلى مستشفى باركلاند ميموريال، حيث أعلن عن وفاته بعد وقت قصير.
وخلف كينيدي نائب الرئيس ليندون ب. جونسون، الذي أدى اليمين الدستورية في غرفة مؤتمرات على متن طائرة الرئاسة. وهو الرئيس الوحيد الذي أدى اليمين الدستورية على متن طائرة.
جيرالد فورد، الرئيس الثامن والثلاثون
واجه فورد محاولتَي اغتيال خلال أسابيع في عام 1975 ولم يصب في أي منهما.
ففي المحاولة الأولى، كان فورد في طريقه للقاء حاكم كاليفورنيا في ساكرامنتو عندما اخترقت لينيت "سكيكي" فروم وهي من أتباع الزعيم الإجرامي تشارلز مانسون حشدًا في الشارع، وسحبت مسدسًا نصف أوتوماتيكي ووجهته نحو فورد لكنه لم يطلق النار.
وحُكم على فروم بالسجن وتم إطلاق سراحها في عام 2009.
وبعد 17 يومًا واجهت امرأة أخرى تدعى سارة جين مور، فورد، خارج فندق في سان فرانسيسكو حيث أطلقت طلقة واحدة وأخطأت الهدف قبل أن يقوم أحد المارة بالإمساك بذراعها عندما حاولت إطلاق الطلقة الثانية.
وتم حينها سجن مور، وأُطلق سراحها عام 2007.
رونالد ريغان، الرئيس الأربعون
كان ريغان يغادر خطابًا في واشنطن العاصمة ويسير نحو موكبه عندما أطلق عليه جون هينكلي جونيور النار، والذي كان ضمن الحشد.
وتعافى ريغان من إطلاق النار في مارس/ آذار 1981، وخلال الهجوم أصيب 3 أشخاص آخرين، بما في ذلك سكرتيره الصحفي جيمس برادي، الذي أصيب بشلل جزئي نتيجة لذلك.
تم اعتقال هينكلي وحجزه في مستشفى للأمراض العقلية، بعد أن وجدت هيئة المحلفين أنه غير مذنب بسبب تشخيصه بالجنون. وعام 2022، تم تحرير هينكلي من الرقابة القضائية بعد أن قرر القاضي أنه "لم يعد يشكل خطرًا على نفسه أو الآخرين".
جورج دبليو بوش، الرئيس الثالث والأربعون
أما بوش فقد كان يحضر تجمعًا في تبليسي عام 2005 مع الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي عندما ألقيت قنبلة يدوية نحوه.
كان كلا الرجلين خلف حاجز مضاد للرصاص عندما سقطت القنبلة المغلفة بقطعة قماش، على بعد نحو 100 قدم. ولم تنفجر القنبلة ولم يصب أحد بأذى.
وتمت إدانة فلاديمير أروتيونيان بالعملية، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة.
ثيودور روزفلت، مرشح رئاسي
عام 1912، وأثناء حملته للعودة إلى البيت الأبيض تم إطلاق النار على الرئيس السابق ثيودور روزفلت في ميلووكي.
وكان روزفلت قد خدم سابقًا فترتين رئاسيتين، وكان يترشح مرة أخرى كمرشح طرف ثالث.
ويبدو أن الأوراق المطوية وعلبة النظارات المعدنية في جيب روزفلت، خففت من تأثير الرصاصة ولم يصب بأذى خطير.
وتم اعتقال جون شرانك وقضى بقية حياته في مستشفيات الأمراض العقلية.
روبرت ف. كينيدي، مرشح رئاسي
كان كينيدي يسعى للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة عندما قُتل في فندق في لوس أنجلوس بعد لحظات من إلقاء خطاب النصر لفوزه في الانتخابات التمهيدية عن ولاية كاليفورنيا، عام 1968.
وكان كينيدي سيناتورًا أميركيًا من نيويورك، وشقيق الرئيس جون ف. كينيدي، الذي اغتيل قبل ذلك بخمس سنوات.
وخلال الهجوم، أصيب 5 أشخاص آخرين في إطلاق النار.
وتمت إدانة سيرهان سيرهان بتهمة القتل من الدرجة الأولى وحُكم عليه بالإعدام. وتم تخفيف الحكم إلى السجن مدى الحياة، حيث لا يزال سيرهان يقضي عقوبته بعد أن تم رفض طلبه الأخير للإفراج عنه العام الماضي.
جورج سي. والاس، مرشح رئاسي
كان والاس يسعى للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة عندما أُطلق عليه النار أثناء توقف حملته في ولاية ماريلاند عام 1972، وهو الحادث الذي تركه مشلولًا من الخصر إلى الأسفل.
حينها كان والاس يشغل منصب حاكم ولاية ألاباما، وكان معروفًا بآرائه الداعمة للفصل العنصري، التي تبرأ منها لاحقًا.
وتمت إدانة آرثر بريمر في إطلاق النار على المرشح الرئاسي، وحُكم عليه بالسجن قبل أن يتم الإفراج عنه عام 2007.