كشفت دراسة أنّ الدماغ البشري يمتلك قدرة تخزين بيانات أكبر بعشر مرات ممّا كان يُعتقد سابقًا، في خطوة قد تؤدي إلى فهم أفضل لتدهور الذاكرة مع التقدّم بالعمر والأمراض.
وأظهرت الدراسات السابقة أنّ تعلّم وتذكّر المعلومات الجديدة يُقوّي الروابط العصبية في الدماغ التي تسمّى المشابك العصبية، والتي يُمكن أن تُصبح أقوى أو أضعف بمرور الوقت، مما يؤثر على الذاكرة.
ومع ذلك، مثّل قياس قوة المشابك العصبية الفردية تحديًا لعلماء الأعصاب.
غير أنّ فريقًا من العلماء قدّم طريقة مبتكرة لفحص قوة المشابك العصبية، ودقّة اللدونة، وحجم المعلومات التي يمكن لهذه الوصلات العصبية تخزينها.
واللدونة التشابكية هي قدرة الدماغ على التكيّف والاستجابة للمعلومات الجديدة، وتحديدًا في المشابك العصبية حيث تتّصل الخلايا وتتواصل.
ويُمكن أن تُساعد هذه الدراسة التي نُشرت في مجلة " الحساب العصبي" (Neural Computation)، في قياس قوة المشابك العصبية وتعزيز فهمنا لكيفية تعلّم البشر وتذكّرهم، بما في ذلك تدهورها بسبب الشيخوخة أو الأمراض، وتوفّر وسيلة جديدة لفحص الاضطرابات المرتبطة بتخزين المعلومات، مثل مرض الزهايمر.
بيتابايت من المعلومات
وقال المؤلف المشارك في الدراسة تيرينس سينوفسكي: "لقد أنشأنا الآن تقنية لدراسة قوة المشابك العصبية، والدقّة التي تُعدّل بها الخلايا العصبية تلك القوة، وكمية المعلومات التي تستطيع المشابك العصبية تخزينها، مما يقودنا إلى اكتشاف أنّ دماغنا يُمكنه تخزين معلومات أكثر بعشر مرات مما كنا نعتقد في السابق".
ويحتوي الدماغ البشري على أكثر من 100 تريليون مشبك عصبي، ومن المعروف أنّ قوة التشابك العصبي تلعب دورًا في كيفية تخزين الذكريات.
وقام العلماء في الدراسة الجديدة، بتقييم أزواج من المشابك العصبية في قرن آمون عند الفئران، وهي منطقة الدماغ الرئيسية للتعلّم والذاكرة. وطبقوا طريقة تُستخدم تقليديًا لدراسة أجهزة الكمبيوتر لتحديد كمية المعلومات التي يُمكن أن تحتويها المشابك العصبية.
ووجدوا أنّ الدماغ البشري قد يكون قادرًا على الاحتفاظ بما لا يقلّ عن بيتابايت من المعلومات، أي ما يُعادل البيانات الموجودة على الإنترنت بالكامل.
وشدّدت كريستين هاريس، الأستاذة في جامعة تكساس في أوستن والمؤلفة المشاركة في الدراسة، على الفوائد المحتملة لأبحاث اللدونة التشابكية، وقالت: "هذا التحليل التفصيلي لقوة التشابك العصبي واللدونة، يُمكن أن يُحدث ثورة في فهمنا للتعلّم والذاكرة، بحيث يُتيح لنا استكشاف هذه الآليات في أنواع مختلفة من الدماغ، بما في ذلك أدمغة الإنسان، والحيوان، وأدمغة الشباب والعجائز".