كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة ولاية كولورادو أن العزلة الاجتماعية هي سبب كبير للاكتئاب لدى الأشخاص، وخاصة لمن هم في منتصف العمر وكبار السن.
وسعى الباحثون إلى فهم أفضل الأسباب الكامنة وراء تطور هذه الفئة العمرية باضطراب الاكتئاب، واستخدموا نهج التعلم الآلي لتحليل البيانات من عينة كبيرة ممثلة للسكان من البالغين الأوروبيين في منتصف العمر وكبار السن.
ووجد الباحثون أنه بالنسبة لكل من الرجال والنساء، كانت العزلة الاجتماعية عاملًا رئيسًا لخطر الإصابة بالاكتئاب، يليها ضعف عام في الصحة وصعوبات في الحركة.
وفي ما يتعلق بالرجال توصلت الدراسة إلى أن من عوامل الخطر عليهم هو صعوبة الأنشطة الأساسية للحياة اليومية مثل إدارة الشؤون المالية، وتناول الأدوية، وإجراء المكالمات الهاتفية، أما بالنسبة للنساء فالخطر الرئيس هو العبء الأسري.
ووجد الفريق أن معدل انتشار الاكتئاب لدى النساء الأكبر سنًا يبلغ ضعف معدله لدى كبار السن من الرجال، لكن عوامل الخطر الأولية نفسها تظهر لدى الجنسين مثل العزلة الاجتماعية وسوء الحالة الصحية ومشاكل التنقل، دون أن يتم حل سبب هذا التناقض وفقًا للباحثين.
متى تؤدي العزلة إلى الاكتئاب؟
وفي هذا الإطار، أوضح الاستشاري في الطب النفسي نائل العدوان أن الاكتئاب هو أحد الأمراض المؤرقة والمتعبة لجميع دول العالم لعدة أسباب، منها أنه يعد من الأمراض المقعدة بحيث أن المصاب به لا يستطيع القيام بالمهام الموكلة إليه سواء على المستوى الاجتماعي أو العملي.
وأضاف في حديث لـ"العربي" من العاصمة الأردنية عمان، أن مرضى الاكتئاب لديهم أفكار للتخلص من المعاناة، قد تفضي في بعض الأحيان إلى الانتحار.
وشرح العدوان أن مرض الاكتئاب لا يفرق بين الفئات العمرية المختلفة، فهو يصيب الصغار كما يصيب الكبار، إلا أنه أكثر انتشارًا لدى النساء من الرجال، وعند كبار السن أكثر من الشباب، مضيفًا أن الأفراد الذين يعانون من أمراض جسدية يكونون أكثر عرضة لمرض الاكتئاب من الأشخاص السليمين.
وتابع أن العزلة قد تكون في بعض الأحيان مؤشرًا على حدوث الاكتئاب، بحيث تتدنى القيمة الذاتية لدى الفرد المنعزل لشعوره بأنه أقل من الناس العاديين، مبينًا أن العزلة لا تشكل أي خطورة على صحة الإنسان في حال كان الهدف منها عزلة الراحة والاستجمام.
وأوضح العدوان أن هناك أكثر من عامل لدى كبار السن يساعد على ظهور الاكتئاب لديهم، ومنها شعورهم بالعجز، والضعف الجسدي، واعتمادهم على الآخرين ماديًا، بالإضافة إلى تناول الأدوية التي قد تؤدي إلى أعراض جانبية من الاكتئاب.
ونصح الاستشاري في الطب النفسي بضرورة الاهتمام بكبار السن وتقديم المساعدة المادية أو الجسدية لهم، والقيام بمهامهم اليومية.
