الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

قصة طالبان.. من الظهور والصعود الخاطف إلى السقوط فاستعادة المبادرة

قصة طالبان.. من الظهور والصعود الخاطف إلى السقوط فاستعادة المبادرة

شارك القصة

جماعة طالبان
في الوقت الحالي يتزعم طالبان هبة الله آخوند زاده، فيما يمسك الملا عبد الغني برادر أحد مؤسسي الحركة بجناحها السياسي (غيتي)
في العام 1994، ظهرت حركة طالبان (طلاب الدين أو طلاب الشريعة) في مخيمات لاجئين أفغان في باكستان بعد حرب طويلة مع السوفييت (1979-1989).

تدنو حركة طالبان من استعادة السلطة في أفغانستان، بعدما دخلت العاصمة الأفغانية كابل، في أعقاب تقدّمها خلال الأيام القليلة الماضية على القوات الحكومية، على وقع انسحاب القوات الأجنبية من البلاد.

لكنّ قصة الحركة مع أفغانستان ليست وليدة اليوم، إذ إنّ طالبان أمسكت بزمام حكم هذه الدولة الآسيوية خلال المرحلة الممتدة بين 1996 و2001.

فيما يلي استعادة "تاريخيّة" لأبرز محطّات "رحلة" حركة طالبان في أفغانستان، استنادًا إلى تقرير لوكالة الصحافة الفرنسيّة.

طلاب الدين

في العام 1994، ظهرت حركة طالبان (طلاب الدين أو طلاب الشريعة) في أفغانستان بعد حرب طويلة مع السوفيات (1979-1989) في موازاة حروب المجاهدين الداخلية والمستعرة منذ سقوط النظام الشيوعي عام 1992.

وتأسست طالبان في مخيمات لاجئين أفغان في باكستان حيث لجأ إسلاميون خلال النزاع مع القوات السوفييتية. وظلّ الملا عمر زعيمًا لتلك الحركة الوليدة حتى وفاته عام 2003. 

وخلفه الملا أختر منصور على رأس التنظيم، حتى مقتله في باكستان عام 2016.

وفي الوقت الحالي، يتزعم طالبان هبة الله آخوند زاده فيما يمسك الملا عبد الغني برادر، أحد مؤسسي الحركة، بجناحها السياسي.

وعلى غرار الخريطة الديمغرافية لأفغانستان، تحوي طالبان غالبية بشتونية، في إشارة إلى المجموعة العرقية التي هيمنت على البلاد على مدار نحو قرنين في صورة شبه متواصلة.

صعود خاطف

اتسم تسلّق طالبان لسلّم السلطة والنفوذ في أفغانستان بصعود خاطف وسط إغداقها الوعود بإعادة الأمن والعدل مستفيدة من مساندة باكستان لها ومن عدم الاعتراض الأميركي. واستولت بدون معارك تذكر على قندهار في أكتوبر/ تشرين الأول 1994، وهي المدينة الملكية سابقًا.

وراكمت الحركة ترسانة عسكرية وموارد مكنتها من شراء ولاء القادة المحليين، وأتاحت أمامها المجال للسيطرة على مناطق مترامية وصولًا إلى 27 سبتمبر/ أيلول 1996 مع بلوغ مقاتليها كابُل. ومع دخولها العاصمة، أزاحت طالبان الرئيس برهان الدين رباني وأعدمت الرئيس الشيوعي السابق نجيب الله.

وفي حينه تراجع أحمد شاه مسعود، بطل المواجهة مع القوات السوفييتية، إلى وادي بانشير شمال كابُل، حيث نظم المعارضة المسلحة. ولكنّ تنظيم القاعدة اغتاله في 9 سبتمبر 2001.

تفسير "متشدّد" للشريعة

وأرست حركة طالبان نظامًا يقوم على تفسير "متشدّد" للشريعة الاسلامية، وفق تقرير "فرانس برس"، حيث منعت النشاطات الترفيهية والموسيقى والقنوات التلفزيونية وأغلقت مدارس الفتيات.

كما أنّها دمرت تمثالي بوذا في باميان في مارس/ آذار 2001 لينتقل مقرّ السلطة في تلك المرحلة إلى قندهار حيث انزوى الملا عمر في منزل شيّده زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.

وهكذا أصبحت الأراضي التي تسيطر عليها طالبان (نحو 90% من مساحة أفغانستان) ملجأ لـ"جهاديي" العالم، حيث ظلوا يتدربون حتى العام 2001.

السقوط

لكن بعد الاعتداءات في الولايات المتحدة في 11 سبتمبر، اجتاحت واشنطن وحلفاؤها في حلف شمال الأطلسي أفغانستان في عملية عسكرية واسعة، بعد رفض طالبان تسليم ابن لادن.

أدى هذا لسقوط نظام طالبان في السادس من ديسمبر/ كانون الأول 2001 وفر قادتها وقادة تنظيم القاعدة الى المناطق القبلية الجبلية في باكستان حيث أعادت الحركة تنظيم قواتها.

بعد ذلك تكثفت الكمائن في وجه القوات الغربية وحكومة الرئيس البشتوني حامد كرزاي الذي انتخب في أكتوبر 2004 واعتبرت طالبان أنه "دمية بأيدي الأميركيين".

وأنهى حلف شمال الأطلسي مهمته القتالية في أفغانستان في 31 ديسمبر 2014، وأقرّ بدلًا عنها عملية لتدريب ودعم الجيش الأفغاني مع حوالى 13 ألف عسكري بينهم 10 آلاف أميركي.

وفي يوليو 2015 استضافت باكستان أولى المباحثات المباشرة بين كابل وطالبان بدعم من واشنطن وبكين. لكن سرعان ما توقف الحوار. وبرز الفرع الأفغاني لتنظيم الدولة، غريم طالبان، في تلك المرحلة متبنيًا سلسلة من الاعتداءات الدامية.

اتفاق تاريخي

ومع انتصاف عام 2018، بدأ الأميركيون وطالبان مفاوضات سريّة في الدوحة، لكنّها توقفت مرات عدّة على إثر تعرّض القوات الأميركية لاعتداءات. وفي 29 فبراير/ شباط 2020 وقعت واشنطن اتفاقًا تاريخيًا مع طالبان يقضي بانسحاب الجنود الأجانب في مقابل ضمانات أمنية وبدء مفاوضات بين المقاتلين وكابُل.

في 8 يوليو/ تموز، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أنّ انسحاب قوات بلاده الذي بدأ في مايو/ أيار "ينتهي في 31 أغسطس/ آب".

وفي 15 أغسطس، بلغت حركة طالبان أبواب كابُل في ختام حملتها العسكرية التي بدأت في مايو وبسطت خلالها سيطرتها على غالبية مساحة البلاد من دون مواجهة مقاومة شديدة. ووعدت الحكومة الأفغانية بـ"انتقال سلمي" للسلطة.

تابع القراءة
المصادر:
العربي، أ ف ب
تغطية خاصة
Close