اختتم القادة العرب، الأربعاء، قمة "لم الشمل" العربية التي استمرّت يومين في الجزائر، والتي لم تأت بغير المتوقّع منها.
وأكدت القمة العربية، في البيان الختامي، على مركزية القضية الفلسطينية، والدعم المطلق لحقوق شعبها في إقامة الدولة على حدود عام 1967، ودعم توجّه فلسطين لنيل العضوية الكاملة في منظمة الأمم المتحدة.
وبعد عشرين سنة من طرح مبادرة السلام العربية، وتطبيع دول عربية بشكل منفرد، تُعيد القمة تمسّكها بالمبادرة العربية للسلام مع إسرائيل صيغة وحيدة لسلام جماعي.
وعلى صعيد الأزمات التي تمرّ بها دول عربية، اكتفى البيان بدعم جهود إنهاء الأزمة الليبية بما يحفظ وحدة أراضيها وسيادتها وأمن دول الجوار، والتأكيد على دعم الحكومة الشرعية في اليمن، وتشكيل مجلس القيادة الرئاسي، والتركيز على جهود الحل السياسي للأزمة اليمنية.
كما نالت سوريا نصيبها في التأكيد على أسماه البيان "قيام الدول العربية بدور جماعي قيادي في التوصّل إلى حل للأزمة السورية، ومعالجة تبعاتها السياسية والاجتماعية".
ورفض البيان الختامي التدخلات الخارجية في شؤون الدول العربية، وأكد على مبدأ عدم الانحباز في الحرب الروسية على أوكرانيا، ودعم الموقف السعودي في تخفيض إنتاج النفط.
وأبدى البيان مساندة قطر في استضافتها مونديال 2022، رافضًا حملات التشويه والتشكيك المُغرضة التي تتعرض لها.
وقال الأمين العام المساعد في جامعة الدول العربية حسام زكي، في حديث إلى "العربي"، من الجزائر، إن عددًا كبيرًا من الدول العربية مهتمة بالمشاركة في هذا الجهد لعضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة، وتوسيع رقعة الإعتراف بالدولة الفلسطينية.
وأضاف زكي أن من الأهداف الموضوعة على جدول الأعمال هو إعادة الإهتمام بالقضية الفلسطينية، وتنشيط الإهتمام الدولي بالقضية الفلسطينية.
وأوضح أن عضوية فلسطين في الأمم المتحدة مرهونة بتوصية مجلس الأمن، وهو ما يشكّل عقبة في الكثير من القضايا المتعلّقة بالقضية الفلسطينية، نظرًا للمواقف الأميركية التي تمنع المطلب الفلسطيني بالدولة من أن يأخذ حقّه.
إلى ذلك، أكد زكي أن لا خلاف مصريًا- ليبيًا حول القضية الليبية، مشيرًا إلى وجود وجهات نظر مختلفة، وعناصر اتفاق أيضًا، مشدّدًا على أن الملف الليبي موضوع متشابك ومعقّد، ومن الظلم أن نعتبر أن وجهة نظر وحيدة هي التي تمتلك الحقيقة.
وأوضح أن الطريق في الأزمة الليبية أصبح واضحًا، ويتبقّى على الفرقاء الليبيين الاتفاق في ما بينهم حول مستقبل بلادهم.
وفي أبرز كلمات القادة العرب، أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن سلطات الاحتلال تصرّ على "تقويض حلّ الدولتين، وانتهاك القانون الدولي والاتفاقات الموقّعة"، مضيفًا أن الانتهاكات الإسرائيلية المستمرّة تستند على الصمت الدولي.
وأوضح أن السياسة الإسرائيلية تفرض على السلطة الفلسطينية إعادة النظر في جميع العلاقات بينهما.
أما الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي فتحدث عن تداعيات حالة الاستقطاب الدولي على الوحدة العربية، داعيًا المجتمع العربي والدول العربية إلى تكثيف جهودهم ودعم أقوى للقضية الفلسطينية.
بدوره، قال الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد إن أمام حكومة بلاده مسؤوليات جمّة تتعامل معها بما يتماشى مع مطالب الشارع العراقي، مطالبًا المجتمع الدولي والقوى العربية والقوى السياسية في الداخل العراقي، إلى التوحّد من أجل إخراج العراق من أزمته الحالية.
من جهته، تطرّق رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن رشاد العليمي إلى مسألة مجابهة الحوثيين كامتداد لإيران، مشيرًا إلى أن أي عمل جماعي عربي تضامني من شأنه أن يتصدّى للميليشيات الحوثية والتي عملت على خرق الهدنة في بلاده.
أما رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي فدعا الدول العربية إلى دعم مسار بلاده من اجل تنظيم انتخابات، والتركيز على خروج جميع الميليشيات ووقف التدخل الأجنبي في بلاده.