أعلنت شرطة الاحتلال الإسرائيلي رفع حالة التأهب في محيط المسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة، تحسبًا لإحياء الفلسطينيين ليلة القدر، فيما تواصلت ردود الفعل على اقتحام الاحتلال ساحات المسجد والاعتداء على المصلين.
وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها "البالغ" من تصاعد التوترات والعنف في القدس ومحيطها، في ظل تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى وأحياء فلسطينية بالمدينة.
وقال المنسق الأممي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند، في تغريدة نشرها اليوم السبت، على موقع "تويتر": "أدعو الجميع إلى التصرف بمسؤولية والحفاظ على الهدوء".
وأضاف: "يجب على الجميع احترام الوضع الراهن للأماكن المقدسة في مدينة القدس القديمة من أجل السلام والاستقرار".
من جهته، دعا الاتحاد الأوروبي اليوم السبت السلطات الإسرائيلية إلى التحرك "بشكل عاجل" لوقف التصعيد في القدس، بعد المواجهات العنيفة بين الفلسطينيين والشرطة.
وقال المتحدث باسم الاتحاد في بيان: "العنف والتحريض غير مقبولين"، مضيفًا أن "الاتحاد الأوروبي يدعو السلطات إلى التحرك بشكل عاجل لخفض التوتر الحالي في القدس".
من جهة أخرى، قال الاتحاد الأوروبي إن طرد العائلات الفلسطينية من حي الشيخ جراح ومناطق أخرى في القدس الشرقية "مقلق للغاية".
وحذر المتحدث من أن "هذه الأعمال غير قانونية بموجب القانون الإنساني الدولي ولا تؤدي إلا إلى تأجيج التوتر على الأرض".
ليلة القدر في المسجد الأقصى
وذكرت قناة "كان" أن من المتوقع أن يصل عدد قياسي من المصلين إلى المسجد الأقصى في ليلة القدر التي توافق الليلة، ابتداء من مساء السبت ولغاية فجر الأحد.
ومن المتوقع وصول وفود من فلسطيني الداخل إلى المسجد الأقصى وحي الشيخ جرّاح في القدس المحتلة، استجابة لدعوة أطلقتها لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، في ظل تأهب واسع لسلطات الاحتلال.
وكانت الشرطة الإسرائيلية قد اعتدت مساء الجمعة على المصلين داخل المسجد الأقصى وحي الشيخ جرّاح وباب العامود في القدس، ما خلّف 205 مصابين، وفق حصيلة أولية لجمعية "الهلال الأحمر" الفلسطيني.
في المقابل، أعلنت شرطة الاحتلال ارتفاع حصيلة المصابين بين أفرادها إلى 17 شرطيًا تم نقل نحو نصفهم إلى المستشفيات، بحسب وسائل إعلام عبرية.
وشهدت باحات المسجد الأقصى ومصلياتها مساء الجمعة، اعتداءات إسرائيلية تخللها إطلاق الرصاص المطاطي وقنابل الغاز والصوت على المصلين.
كما اشتبكت شرطة الاحتلال مع عدد من المصلين عند "باب السلسلة" بعد منعهم من دخول المسجد، واعتدت عليهم بالضرب وإلقاء قنابل الصوت.
ودفعت قوات الاحتلال بتعزيزات كبيرة تجاه باحات المسجد من أجل قمع المصلين. وأغلقت الشرطة أبواب "المصلى القبلي" داخل الأقصى بالسلاسل والجنازير، رغم وجود مصلين بينهم أطفال داخله. كما منعت عمل الطواقم الطبية في المسجد، وقرب حاجز قلنديا العسكري، وحي الشيخ جراح بالقدس المحتلة.
وبعد منتصف الليل، انسحب العشرات من عناصر شرطة الاحتلال من ساحات المسجد بعد أن أطلقوا وابلًا من الرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الغاز والقنابل المسيّلة للدموع.
وحذّرت فصائل فلسطينية عدة من استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على القدس. وتوعّدت "حماس" الاحتلال الإسرائيلي بدفع "الثمن لعدوانه السافر على حق المسلمين في الصلاة في مسجدهم".