يتصاعد التوتر في الأراضي الفلسطينية المحتلة مع تجدد اقتحامات المستوطنين لباحات المسجد الأقصى وقمع الاحتلال لمسيرة مندّدة بالاستيطان شمالي الضفة الغربية؛ في حين ما زال الحديث عن السعي لإقامة مسيرة الأعلام الإسرائيلية مستمرًا.
ونفّذ عشرات المستوطنين الإسرائيليين، اليوم الثلاثاء، اقتحامات لباحات المسجد الأقصى، قاموا خلالها بجولات استفزازية وصلوات تلمودية قبالة مصلّى الرحمة بحماية قوات الاحتلال.
ونوّه مراسل "العربي" أمير الخطيب بأن هذه الاقتحامات وتجدّدها اليوم يأتي تزامنًا مع دعوات لجمعيات استيطانية ومتشددين يهود لتوسيع نطاق هذه الاقتحامات، لا سيما بعد إلغاء مسيرة الأعلام الإسرائيلية عقب جلسة أمنية رفيعة المستوى في إسرائيل.
"الإلغاء ضربة لليمين"
ولفت المراسل إلى أن الحكومة الإسرائيلية ذاهبة على ما يبدو نحو توتير الأمور أكثر في مدينة القدس، لا سيما وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقد يوم أمس جلسة أمنية، شارك فيها وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، لإقامة هذه المسيرة أو حتى تغيير مسارها.
وشرح أن إلغاء هذه المسيرة يضرب اليمين الإسرائيلي المصرّ على إقامتها، وكذلك قوى وأعضاء اليمين المتشدد.
وأشار إلى أن أعضاء الكنيست أعلنوا أنهم سيشاركون في مسيرة الأعلام هذه، وكذلك في الاقتحامات المتجدّدة والمتكررة.
وأكد الخطيب أن كل خطوة استفزازية من هذا النوع سواء أكانت مسيرة الأعلام أم حتى اقتحامات المستوطنين ستُقابل بالمواجهة والرفض والتنديد الشعبي، لا سيما من قبل المرابطين والمقدسيين الموجودين في محيط المسجد الأقصى والبلدة القديمة ومنطقة باب العامود.
ورأى أن كل هذه الأمور تظهر إسرائيل، وعلى رأسها بنيامين نتنياهو، وكأنها مصرّة على زيادة التوتر في هذه المدينة، مشيرًا إلى التقارير الإعلامية التي تحدّثت عن أن نتنياهو سيعمد إلى توتير الأجواء من جديد لتقويض الحكومة الجديدة.
مسيرة الأعلام
ويُطلق على الفعالية "مسيرة الأعلام" نظرًا للعدد الكبير من الأعلام الإسرائيلية التي يرفعها المشاركون، وتمر من خلال باب العامود أحد أبواب القدس القديمة عبر شوارع البلدة وصولًا إلى حائط البراق، الذي يسميه الإسرائيليون "حائط المبكى".
وكان من المقرّر تنظيم المسيرة، الشهر الماضي، تزامنًا مع الذكرى السنوية (بموجب التقويم العبري)، لاحتلال القدس الشرقية عام 1967، لكن جرى تأجيلها إثر العدوان الإسرائيلي على غزة، وفي ظل التوتر الشديد الذي كان يسود مدينة القدس الشرقية وغيرها.
وأثار إعلان المنظمات الإسرائيلية المتطرفة نيتها تنظيم المسيرة مجددًا داخل القدس الشرقية المحتلة؛ الخشية من إمكانية تسببها في اندلاع موجة جديدة من التوتر في المنطقة.
قمع مسيرة في الضفة
ميدانيًا أيضًا، أُصيب عشرات الفلسطينيين بحالات اختناق خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي، بعد قمعه مسيرة مندّدة بالاستيطان شمالي الضفة الغربية المحتلة.
وقال شهود عيان، لوكالة الأناضول: إن الجيش قمع مسيرة منددة بالاستيطان نظّمها أهالي بلدة "بيتا" جنوب نابلس، مستخدمًا الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع.
وأشار الشهود إلى أن شبانًا رشقوا القوات بالحجارة، وأشعلوا النار في إطارات مطاطية.
وذكر مسعفون ميدانيون أنهم قدّموا العلاج ميدانيًا لعشرات المصابين بحالات اختناق جرّاء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع.
ودعت فصائل فلسطينية، أمس الإثنين، إلى المشاركة في مسيرة على مدخل بلدة بيتا تنديدًا بإقامة بؤرة استيطانية على جبل صبيح في البلدة.
وقبل أشهر، أقام مستوطنون إسرائيليون بيوتًا متنقلة على قمة الجبل، في محاولة لإقامة بؤرة استيطانية جديدة.
وتشير تقديرات إسرائيلية وفلسطينية، إلى وجود نحو 650 ألف مستوطن في مستوطنات الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، يسكنون في 164 مستوطنة، و116 بؤرة استيطانية.