شكّلت فترة الترشّح اختبارًا حقيقيًا لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"؛ إذ سُجّلت إلى جانب القائمة الرسمية، قوائم أخرى للمشاركة في الانتخابات الفلسطينية، ترأس بعضها قادة في الحركة أو محسوبون عليها؛ ما يعني تشتت أصوات أنصارها في حال جرت الانتخابات وفق الوضع الحالي.
وكشف تقديم اللوائح الانتخابية تمهيدًا لإجراء الانتخابات النيابية المقرر إجراؤها، في 22 مايو/ أيار مدى تفكك حركة فتح، وخروج بعض قياداتها من تحت عباءتها؛ ما يمثل ضربة قوية ليس للحركة فحسب، بل وللرئيس الفلسطيني محمود عباس أيضًا.
وشكّل تقديم الأسير الفلسطيني مروان البرغوثي لائحة مشتركة مع ناصر القدوة بمثابة انشقاق عن حركة فتح، والسير في خط معاكس للرئيس محمود عباس.
نهايات مرحلة للمنظومة الفلسطينية
وفي هذا الصدد، يوضح الكاتب الصحفي معين الطاهر من عمان، أن للرئيس الفلسطيني محمود عباس خيارات عدة، منها تأجيل الانتخابات أو إلغاؤها، مشيرًا إلى أن المنظومة الفلسطينية بأسرها تشهد نهايات مرحلة.
ويرى في حديث إلى "العربي"، أن مشكلة محمود عباس وفتح هي أن الحركة فقدت الجمهور الفلسطيني العريض الذي كانت تحتكم إليه في السابق، والمتمثل الآن في العدد الكبير من القوائم.
ويشير الطاهر إلى أن هناك مشكلةً في النهج الذي يقود فيه الرئيس الفلسطيني السياسة الفلسطينية، والمتمثل بتحكمه بمصير الوضع الفلسطيني.
ويلفت الى أن قوائم فتح الثلاث (محمد دحلان، ومروان البرغوثي، ومحمود عباس) لا تختلف بالبرنامج السياسي، بل تختلف على الأداء والأشخاص والأساليب التي تُستخدم.
الانتخابات الفلسطينية لن تحل مشكلة الانقسام
وعن الضغوط الإسرائيلية والعربية لتأجيل أو إلغاء الانتخابات، يقول الطاهر: إن هذا الاحتمال قائم، لكنه يرى بطبيعة الحال أن الانتخابات لن تحل مشكلة الانقسام الفلسطيني، مضيفًا أن الانتخابات قد تؤشّر على مرحلة جديدة في النظام السياسي الفلسطيني.
ويرى الطاهر أن الانتخابات الفلسطينية المزمع عقدها في مايو ستكون نتائجها أسوأ من الانتخابات السابقة على مستوى إدارة الوضع الفلسطيني.
ويقول: إن قوائم فتح الثلاث قد تجد صيغة للتفاهم داخل المجلس التشريعي، لكنها ستؤثر على بنية النظام السياسي، وموازين القوى الداخلية داخل السلطة الفلسطينية.
ويخلص الطاهر الى أن خيارات حماس هي التحالف مع الرئيس محمود عباس في الانتخابات لإدارة الوضع الفلسطيني، مشيرًا إلى أن الخلافات ستبدأ عند التطرّق لمسألة السلم والحرب والسلاح في قطاع غزة.