انسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الثلاثاء من البلدة القديمة في نابلس، عقب عملية عسكرية خلفت مجزرة راح ضحيتها عدد من الشهداء والجرحى.
كما خلفت العملية العسكرية التي استهدفت جماعة "عرين الأسود" الفلسطينية أضرارًا كبيرة في المنازل والأسواق.
وفي التفاصيل، فقد اقتحمت قوات الاحتلال عدة أحياء بالبلدة القديمة من المدينة ليلًا، وسمعت أصوات إطلاق نار وانفجارات وشوهدت أعمدة الدخان واللهب تنبعث من الأحياء.
وعقب ذلك اندلعت مواجهات عنيفة بين شبان وقوات الاحتلال، التي دفعت بتعزيزات عسكرية كبيرة تساندها طائرات مسيرة.
وانتشر قناصة الاحتلال على أسطح المنازل والمباني المطلة على مركز المدينة وعلى أحياء البلدة القديمة، وتعمدوا إطلاق النار باتجاه أفراد قوى الأمن الفلسطيني بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
الاحتلال يسحب الآلية العسكرية التي تم إعطابها بعبوة ناسفة خلال العدوان على نابلس pic.twitter.com/nwdUe7BxLA
— وكالة صفا (@SafaPs) October 25, 2022
وأشارت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان إلى استشهاد 4 فلسطينيين وإصابة 22 آخرين برصاص الاحتلال في نابلس بينهم 4 بجروح خطيرة.
وفي وقت لاحق تحدثت عن وفاة أحد الجرحى متأثرًا بجروحه ما رفع عدد الشهدء إلى خمسة جراء عملية الاقتحام.
والشهداء هم وديع الحوح (31 عامًا)، وحمدي شرف (35 عامًا)، وعلي عنتر (26 عامًا)، وحمدي قيم (30 عامًا)، وزاهي أحمد بغدادي (27 عامًا).
عرين الأسود: الاستسلام طريق الذل والعار
وفي هذا الإطار، زعم جيش الاحتلال أن قوة مشتركة من قواته مع الشاباك والشرطة؛ نفذت "عملية دهم لشقة داخل البلدة القديمة في نابلس استخدمت كمختبر لصناعة العبوات الناسفة لنشطاء مركزيين" في مجموعة عرين الأسود.
في المقابل، قالت جماعة "عرين الأسود" في بيان: "يا أيها الشعبُ العظيم، أنتم القوة وأنتم المُستقبل وأنتم حياة الأمة، بالجهاد عزنا وبالقتال عزنا وبالاستشهاد عزنا، أما الاستسلام فهو طريق الذل والهوان، هو طريق الخزي والعار".
وأضافت: "حان وقت خروج الأسود من عَرينها".
ولليوم الرابع عشر، تعيش مدينة نابلس ومخيماتها تحت حصار مشدد فرضه الجيش الإسرائيلي عقب مقتل أحد جنوده الأسبوع الماضي، من قبل مجموعة "عرين الأسود".
شهيد في قرية النبي صالح
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية فجر اليوم الثلاثاء، عن استشهاد الفتى قصي التميمي برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في قرية النبي صالح، شمال رام الله.
وقالت وزارة الصحة في بيان مقتضب، إن الفتى التميمي استشهد جراء إصابته بالرصاص الحي في الصدر، خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال على مدخل القرية.
وبذلك، يرتفع عدد الشهداء في الضفة الليلة إلى ستة.
"قوة بحجم فلسطين"
وفي المواقف، نددت الرئاسة الفلسطينية، بالعملية العسكرية الإسرائيلية في مدينة نابلس.
وقالت في بيان نقله "تلفزيون فلسطين" الرسمي، في وقت متأخر من مساء الإثنين، إن "ما يجري من عدوان إسرائيلي على نابلس هو جريمة حرب".
وأضافت: "ندين بشدة العدوان ونحمل الحكومة الإسرائيلية تداعياته".
بدوره، أكد رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية أن مدينة نابلس ترسم بدم الشهداء مسار العزة والفخر، مشددًا على أن "هذه التضحيات لن تزيد الثورة في الضفة إلا اشتعالًا، وسيندم الاحتلال على ارتكابه هذه الجرائم".
ولفت إلى أن "عرين الأسود قوة بحجم فلسطين"، مؤكدًا أنها ستظل "موئلًا لكل المقاومين الذي يجسدون وحدة الدم والمصير".