ستكون الأنظار متجهة إلى المنتخب الفلسطيني لكرة القدم، الذي سيشارك للمرة الثالثة في تاريخه بكأس الأمم الآسيوية المرتقب افتتاح نسختها الـ18، يوم الجمعة المقبل، في قطر.
ووصل "الفدائي" إلى الدوحة الأسبوع الماضي، وخلفه جراحات ومآسي العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي لطالما أمد الكرة الفلسطينية بكبار المواهب الكروية، لكن العدوان المتواصل منذ أكثر من ثلاثة أشهر، دمر البنية التحتية للملاعب، وقتل وجوه كروية بارزة، وحول بعض الملاعب إلى معسكرات اعتقال، كما فعل في ملعب اليرموك، واحد من أقدم الملاعب الفلسطينية على الإطلاق.
القلب عند الأهل
ويرخي العدوان الإسرائيلي بظلاله على لاعبي "الفدائي"، الذين فقد بعضهم أقاربه وعدد من أفراد عائلته في هذه الحرب، كاللاعبين محمود وادي ومحمد صالح، حيث دمر الاحتلال منزليهما، واستشهد بعض أقاربهما، ونزحت عائلاتهما وسط ظروف صعبة.
ولن تكون مهمة "الفدائي" بالسهلة، في المجموعة الثالثة التي أوقعته إلى جانب منتخبات إيران والإمارات وهونغ كونغ، وهو سيبدأ مشواره في البطولة بمواجهة إيران، المنتخب القوي والمرشح للبطولة، يوم 14 يناير/ كانون الثاني الجاري، ثم يواجه منتخب الإمارات في 18 منه، ويختتم مشواره في دور المجموعات بلقاء منتخب هونغ كونغ يوم 23 يناير.
ويقود المنتخب الفلسطيني، المدرب التونسي مكرم دبوب، الذي اعترف بأن المهمة لن تكون سهلة، في ظل الأجواء التي يعيشها اللاعبون، وقد صرح لوكالة الأنباء الفرنسية بحديث سابق، أن لاعبيه "يتابعون الأخبار قبل التدريب وبعده، وفي الحافلة وفي الفندق. وهم في حالة قلق مستمر، ويفكرون في عائلاتهم".
أداء مميز
لكن المنتخب الفلسطيني، ظهر يوم أمس، بصورة لافتة خلال المباراة الودية والتحضيرية، مع المنتخب السعودي القوي، التي استضافها ملعب نادي الوكرة في قطر، وانتهت بالتعادل السلبي بين المنتخبين.
وقدم منتخب فلسطين أداءً لافتًا ووقف ندًا للمنتخب الأخضر على مدار شوطي المباراة، ما يؤكد أحقيته تصدر مجموعته خلال التصفيات الآسيوية برصيد 9 نقاط من 3 انتصارات متتالية، حيث اعتلى صدارة المجموعة أمام الفلبين 4، منغوليا 3، واليمن 1.
ويقول الاتحاد الفلسطيني للعبة: إن المشاركة الحالية لـ"الفدائي" تختلف عن سابقاتها في نسختي أستراليا 2015، والإمارات 2019.
وأول تلك الاعتبارات هو الظرف الاستثنائي الذي أدى إلى توقف المسابقات المحلية، بل وطالت آلة الحرب الإسرائيلية كل ما هو فلسطيني، بما في ذلك أبناء الأسرة الرياضية من لاعبين ومدربين وإداريين وحكام، حيث ارتقى أكثر من 73 شهيدًا من أسرة كرة القدم منذ بداية العدوان، ولا تزال الحصيلة قابلة للزيادة في ظل انقطاع الاتصال بالكثير من الرياضيين، ووجود المئات تحت الأنقاض.
وأدى العدوان لاعتذار المنتخب عن المشاركة في بطولة "ميرديكا" التي استضافتها ماليزيا، ما جعل الجهازين الفني والإداري للفدائي يبحثان عن خيار إقامة معسكرات خارجية للإبقاء على حالة الجاهزية للاعبين، فكانت الجزائر والسعودية محطتين في رحلة الإعداد للمسابقة الآسيوية.
أما الاعتبار الثاني فيتمثل في التطور الملحوظ الذي طرأ على أداء "الفدائي" في الآونة الأخيرة، وخاصة ظهوره المشرف خلال التصفيات المزدوجة المؤهلة إلى بطولتي كأس العالم 2026، وأمم آسيا 2027، حين تعادل مع لبنان من دون أهداف، وخسر أمام أستراليا بهدف دون رد، وفي المباراتين كان الطرف الأفضل.
بين جمهوره
ويتوقع أن تلاقي مشاركة المنتخب الفلسطيني، ترحيبًا واسعًا في قطر، الذي يحظى فيها "الفدائي" بشعبية واسعة، والتي شارك وسطها الرياضي بفعالية ضخمة، أقيمت خصيصًا لدعم سكان قطاع غزة، منتصف الشهر الماضي، بمشاركة عدد من نجوم الكرة العربية وإعلاميون ومؤثرون، وكان على رأسهم أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وأطلق مبادرة المباراة طلاب أكاديمية قطر تحت شعار "لأجل فلسطين"، وتخللتها فقرات فنية وطنية، وسط حضور جماهيري تجاوز 27 ألف مشجع، كما ذهب ريعها البالغ نحو 15 مليون ريال قطري دعمًا لأهل غزة، حسب وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، حينها.
وإلى جانب محمد صالح المحترف في نادي المقاولون المصري، يعول "الفدائي" على خدمات محمد باسم رشيد، لاعب نادي بالي يونايتد الإندونيسي، وتامر صيام لاعب نادي براشورب التايلاندي، والمدافع ميلاد تيرمانيني لاعب نادي كاظمة الكويتي.