Skip to main content

"كارثة" في السودان.. أوبئة وأمراض وجثث مكدسة واشتباكات لا تتوقف

الأربعاء 9 أغسطس 2023

قال الجيش السوداني إنّ قواته نفذت عملية تمشيط واسعة استهدفت أحياء في أم درمان، قتل وأصاب خلالها مئات من أفراد قوات الدعم السريع. في المقابل، أكّدت قوات الدعم أنّها قتلت مئات من جنود الجيش في المواجهات.

ومع تواصل الاشتباكات العنيفة في عدد من أحياء العاصمة السودانية الخرطوم، حذّرت منظمات أممية من عواقب وجود آلاف الجثث خارج المشارح، وانتشار الأوبئة والأمراض المعدية.

ولم تعد المستشفيات المكتظة بالضحايا قادرة على استقبال المزيد، في كارثة فاقمها انقطاع الكهرباء المتواصل، ولا سيما أنّ كلّ ما يتنفس بات معرّضًا للمرض والأوبئة.

وفي هذا السياق، أفاد بيان صادر عن منظمة "أنقذوا الأطفال" (سايف ذي تشيلدرن) التي يقع مقرّها في لندن، أن "آلاف الجثث تتحلّل في شوارع الخرطوم"، مشيرة إلى عدم سعة المشارح لحفظ الجثث من ناحية، وتأثير انقطاع الكهرباء المستمر على نظم التبريد.

وحذّرت من أن ذلك قد "يعرّض العائلات والأطفال لخطر متزايد من الأمراض". ونقلت المنظمة عن نقابة الأطباء السودانية قولها: "لم يتبق أي طاقم طبي في المشارح، تاركين الجثث مكشوفة على حالتها".

"أعنف" الاشتباكات في أم درمان

ميدانيًا، شهدت مدينة أم درمان الثلاثاء اشتباكات وصفت بأنها "الأعنف" منذ بدء الحرب، أسفرت عن سقوط قتلى بين المدنيين.

وأفاد شهود عن وقوع اشتباكات في منطقة السوق الشعبي في أم درمان قرب مقرّ شرطة الاحتياطي المركزي وسط المدينة الذي سبق لقوات الدعم السريع أن أعلنت السيطرة عليه.

وبحسب مراسل "العربي" في ود مدني، وائل محمد الحسن، فإنّ يوم أمس كان يومًا ساخنًا في مدينة أم درمان على وجه التحديد، حيث شهدت معارك ضارية وعنيفة منذ الصباح الباكر في عدد من أحيائها.

ويشير إلى أنّ القصف المدفعي كان جرس البداية، وتلته العمليات العسكرية المباشرة والاشتباكات التي استُخدِمت فيها جميع أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة.

ويلفت إلى سقوط عدد كبير جدًا من المواطنين قتلى وجرحى جراء القصف المتبادل بين الطرفين، علمًا أنّ الجانبين زعما "الانتصار" في هذه المعركة في نهاية اليوم الطويل.

ومنذ 15 أبريل/ نيسان، يستمر النزاع بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو وتتركز المعارك في العاصمة وضواحيها وفي إقليم دارفور في غرب البلاد وبعض المناطق الجنوبية.

وأسفرت الحرب عن مقتل 3900 شخص على الأقل، ودفعت أكثر من أربعة ملايين آخرين الى مغادرة منازلهم سواء إلى ولايات أخرى لم تطاولها أعمال العنف أو إلى خارج البلاد، بحسب أحدث إحصاءات الأمم المتحدة.

وأبرم طرفا النزاع أكثر من هدنة غالبا بوساطة من الولايات المتحدة والسعودية، لكنها لم تصمد.

"الكارثة" سابقة للحرب في السودان

من جهته، يؤكد الناطق باسم اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان سيد محمد عبد الله أنّ الكارثة كبيرة حتى قبل بداية الحرب، علمًا أنّ تكدّس الجثث في المشارح بدأ منذ ما قبل الحرب، حيث كان هناك أكثر من 3 آلاف جثة في المشارح.

وفيما يصف في حديث إلى "العربي"، من أوتاوا، ما يحصل في السودان بـ"الحرب اللعينة"، ينبّه إلى أنّه كلما اتسعت رقعة الاشتباكات كلما ضاق الأمل وكثرت الكوارث.

كما يلفت أيضًا إلى الأثر النفسي الذي لا يتطرق إليه الكثيرون، بالإضافة إلى الأوبئة والأمراض التي تنتشر بشكل واسع، ويفاقمها أيضًا هطول الأمطار والتلوث.

ويشير أيضًا إلى أنّ الحرب في السودان قضت على ما تبقى من مياه نظيفة وتيار كهربائي، وهو ما أدّى إلى أن نصل إلى هذه المرحلة.

ويناشد الأطراف المتحاربة لفتح ممرّات آمنة لدفن الجثث بالطريقة القانونية الصحيحة، ولكن أيضًا لسهولة تحرك الكادر الطبي، لكنّه يأسف لكون كل النداءات تبقى بلا تجاوب، وفق مبدأ "لا حياة لمن تنادي".

وسبق لمنظمات إغاثة دولية أن حذّرت من أن موسم الأمطار في السودان الذي بدأ في يونيو/ حزيران يمكن أن يتسبّب في انتشار أوبئة مثل الحصبة والكوليرا، خصوصًا في ظل توقّف أنشطة التلقيح ضد الأمراض وخروج 0 % من المرافق الطبية في البلاد خارج الخدمة.

ويعدّ السودان من أكثر دول العالم فقرًا حتى قبل اندلاع النزاع الحالي. ويستمر العاملون في المجال الإنساني في المطالبة من دون جدوى بالوصول إلى مناطق القتال، ويقولون إنّ السلطات تمنع وصول المساعدات إلى الجمارك ولا تُصدر تأشيرات دخول لطواقم الإغاثة.

المصادر:
العربي - وكالات
شارك القصة