خطفت منصة "كلوب هاوس" للدردشة الصوتية الأنظار مؤخّرًا بعد تغريدة لرجل الأعمال إيلون ماسك أخرجت التطبيق من دائرة النخبوية إلى سباق التدوين الصوتي.
ويجسّد التطبيق، الذي أصبح في صدارة أكثر التطبيقات تحميلًا على متجر "أبل"، في انتظار تطوير نسخة "أندرويد"، مقولة "تكلّم حتى أراك" الإغريقية.
وفيما استحوذ على اهتمامات المدوّنين وصُنّاع المحتوى العرب الذين اعتبروه فضاء حرًّا بعيدًا عن مقصّ الرقابة، تتوجّس بعض الحكومات من تحوّله إلى منبر للنشاط السياسي وفضاء لترويج الأفكار المتطرفة بحكم صعوبة مراقبة المحتوى الصوتي.
"كلوب هاوس" يتصدّر.. ما السرّ؟
"كلوب هاوس"، أو نادي الأثرياء السري سابقًا، هو عبارة عن منصة للدردشة الصوتية في غرف محادثات عامة أو خاصة ظهرت ربيع 2020، لكنه أصبح اليوم "ترند" مواقع التواصل الاجتماعي.. فما السر وراء ذلك؟
بدأت القصّة بتغريدة لأغنى رجل في العالم إيلون ماسك وضعت تطبيق "كلوب هاوس" ضمن لائحة التطبيقات الأكثر تحميلًا في العالم، رغم أنه موجود حصرًا على متجر Apple صاحبة هواتف آيفون في الوقت الراهن في انتظار نسخة أندرويد.
وللانضمام للتطبيق، لا بد من تلقي دعوة من مستخدم له عضوية في "كلوب هاوس" الذي وصلت قيمته السوقية إلى مليار دولار.
ثغرات وتحديات تواجه "كلوب هاوس"
ويلقى تطبيق "كلوب هاوس" رواجًا منقطع النظير في العالم العربي وسط انقسام بين مستخدميه بشأن الخصوصية والمحتوى، علمًا أنّ شعبيته تصاعدت مع فرض واتس آب وفيسبوك سياسة خصوصية مثيرة للجدل.
ويطرح الاعتماد على الصوت في تطبيق "كلوب هاوس" تحديات بشأن الإشراف على المحتوى. ولمواجهته اتهامات بالتساهل مع المحتوى المضلل، أضاف التطبيق ميزات الإبلاغ والحجب وكتم الصوت.
وأتاحت ثغرة في نظام تطبيق "كلوب هاوس" أتاحت نقل وبث محادثات صوتية، ما دفع البعض إلى التأكيد أنه، في هذه المرحلة لا ينبغي لمستخدمي التطبيق أن يفترضوا أن محادثاتهم خاصة.
إلى ذلك، تتوجس دول عربية من تحول منصة "كلوب هاوس" إلى فضاء سري للناشطين السياسيين المعارضين والتيارات المتطرفة، كما يعارض تيار في العالم العربي استخدام التطبيق تحت مبرر حماية القيم المجتمعية والأخلاق.
فضاء من الحرية استحوذ على اهتمامات صناع المحتوى العرب.. هل يعتبر #كلوب_هاوس بديلًا منافسًا للمنصات مثل #تويتر و #فيسبوك؟#جدل pic.twitter.com/p4Oq0S3Uci
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 9, 2021
"كلوب هاوس" يمس بالقيم الأخلاقية
بين المتوجسين سامي العنزي، الرئيس التنفيذي لشركة Edu Experts والمهتم بصناعة المحتوى، الذي يلفت إلى أنّ تطبيق "كلوب هاوس" أضحى حديث الساعة بعدما انتشر كالنار في الهشيم بين المجتمعات من الغربية إلى العربية.
ويشير العنزي، في حديث إلى "العربي"، إلى أنّ التطبيق المستجد، الذي يعتمد على المحادثة الفورية، يختلف عن غيره من منصّات التواصل الاجتماعي لكونه ينطوي على مخاطر كبيرة ومؤثرة بشكل كبير أكثر من باقي منصات التواصل.
ويتحدث عن "هدم للقيم المجتمعية وتأثير على نواة الأسرة داخل المجتمع" من خلال هذا التطبيق.
ويشرح فكرته بالإشارة إلى بعض المواضيع التي تناقشها غرف التطبيق، ومن بينها الإلحاد، ونقد الدين، والتشجيع على الشذوذ الجنسي، وعلى العلاقات المحرمة بين الرجل والمرأة، وصولًا إلى المساكنة.
"كلوب هاوس" ليس الخطر
ومع إقراره بأنّ مثل هذه المواضيع مطروحة ضمن التطبيق، يكشف جان ماري الباشا، مستشار بأمن المعلوماتية ومدير شركة Electronics IT Security Service، أن هذا المحتوى يبقى "محدودًا جدًا"، ولا تتخطى نسبته 10 إلى 15%.
ويلفت الباشا، في حديث إلى "العربي"، إلى أنّ كل تطبيق يستطيع أن يُستخدم إيجابًا أو سلبًا، لكن التطبيق ليس هو الخطر بحدّ ذاته، مشيرًا إلى أنّ منصّات التواصل الأخرى، ومن بينها "تويتر" و"فيسبوك" وغيرهما، تتضمّن أيضًا محتويات غير أخلاقية في بعض الأحيان.
ويشدّد على أنّه إذا كانت بعض غرف الدردشة تسيء إلى قيم المجتمع، فإن من يطرحون هذه الأفكار هم أصلًا من المجتمع. ويلفت إلى أنّ منصة "كلوب هاوس" تسعى لمحاربة المحتوى غير الأخلاقي من خلال تسجيل كل المحادثات للتدقيق بأي شكاوى يمكن أن تصلها، مع أن هذا الإجراء يطرح، برأي الباشا، إشكالية أخرى تتعلق بالخصوصية.