كوارث لا تنتهي.. فيضانات وانزلاقات تربة إثر أمطار غزيرة في اليابان
صدرت أوامر بإجلاء أكثر من مليوني شخص بعد هطول أمطار غير مسبوقة أدّت إلى حدوث فيضانات وانزلاقات تربة في غرب اليابان السبت، مما أسفر عن مقتل شخص على الأقل وفقدان ثلاثة.
وأعلنت السلطات أقصى درجة تأهب لإخلاء سبع مناطق، بينها منطقة هيروشيما وشمال جزيرة كيوشو. وفي إطار هذا التنبيه غير الإلزامي، دُعي حوالى 1,8 مليون شخص لمغادرة منازلهم فورًا، بحسب قناة "إن أش كا" العامة. وتحدثت مصلحة الأرصاد الجوية اليابانية عن مستويات غير مسبوقة من الأمطار في هذه المنطقة.
أمطار بكميات غير مسبوقة
وأظهرت صور بثها التلفزيون إنقاذ أشخاص بواسطة قوارب نجاة في الشوارع التي غمرتها المياه في مدينة كورومي (منطقة فوكوكا) فيما كان قد بدأ سيل موحل بالتدفق في ساغا القريبة.
وأكد رجل تم انقاذه في مقاطعة ساغا المجاورة أنه لم يشهد أمطارًا بهذه الغزارة من قبل. وقال للقناة التلفزيونية: "هذه المرة كان الأمر مختلفًا. لقد صادفت تجارب من هذا القبيل في الماضي، لكن هذه المرة كنت خائفًا".
وأفاد مسؤولون عن خروج 14 نهرًا عن مسارها وحصول 14 انهيار تربة، غالبيتها في الغرب.
وفي أونزين التابعة لمنطقة ناغازاكي (جنوب غرب)، لقيت امرأة تبلغ 59 عامًا مصرعها وفقد اثنان من أفراد عائلتها بعدما طمر انزلاق تربة منزلين، بحسب مسؤول محلي. وقال المسؤول تاكومي كوماساكي لوكالة فرانس برس: إنه "تم إرسال أكثر من 150 جنديًا وشرطيًا وعنصر إطفاء للمشاركة في عمليات الإنقاذ".
تبعات التغيرات المناخية
وأوضح "أنهم يبحثون عن أشخاص في عداد المفقودين مترصدين الانزلاقات الأرضية المحتملة مع استمرار هطول الأمطار الغزيرة". وقال مسؤول محلي: إن رجلًا يبلغ 76 عامًا فقد في كوماموتو، غرب جزيرة كيوشو، بعد أن حاول ربط قاربه. ويُتوقع أن يستمرّ تساقط الأمطار الغزيرة لأيام عدة في أنحاء اليابان.
وبحسب العلماء، يتسبب التغيّر المناخي العالمي بزيادة حرارة الطقس ما يؤدي إلى احتباس كمية أكبر من المياه، الأمر الذي يرفع خطر تساقط أمطار غزيرة ويزيد شدّتها. وقال يوشي أداتشي، المسؤول في مصلحة الأرصاد الجوية اليابانية، في مؤتمر صحافي عقده في طوكيو: "تم تسجيل مستويات غير مسبوقة لهطول الأمطار". وأضاف: "من الضروري (إعلان) أقصى درجات التأهب حتى في المناطق التي لا تشكل فيها الانزلاقات الأرضية والفيضانات مخاطر عالية بشكل عام".
ومطلع يوليو/ تموز، تسببت أمطار غزيرة بانزلاقات طينية في منتجع أتامي البحري على بعد حوالى مئة كيلومتر غرب طوكيو، ما أسفر عن نحو ثلاثين قتيلًا ومفقودًا.
وفي يوليو 2020، تسببت فيضانات قياسية في جنوب غرب اليابان بمصرع أو فقدان حوالى 80 شخصًا. وقبل عامين، لقي أكثر من مئتي شخص حتفهم أثناء فيضانات هائلة في غرب البلاد.