الإثنين 18 نوفمبر / November 2024

كوب 26.. زعماء العالم يتعهدون مكافحة انبعاثات الميثان وحماية الغابات

كوب 26.. زعماء العالم يتعهدون مكافحة انبعاثات الميثان وحماية الغابات

شارك القصة

مبادرة حماية الغابات ستستفيد من تمويل قدره 19,2 مليار دولار (رويترز)
مبادرة حماية الغابات ستستفيد من تمويل قدره 19,2 مليار دولار (رويترز)
تعهد أكثر من 80 بلدًا، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، خفض انبعاثات الميثان، أحد الغازات الدفيئة الرئيسة المسببة للاحترار العالمي، بنسبة 30%.

توصل قادة العالم الثلاثاء في قمة غلاسكو حول المناخ (كوب 26) إلى اتفاقين رئيسين يهدفان إلى احتواء غازات الدفيئة المسببة للاحترار العالمي وحماية الغابات.

فقد تعهد أكثر من 80 بلدًا، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، خفض انبعاثات الميثان، أحد الغازات الدفيئة الرئيسة المسببة للاحترار العالمي، بنسبة 30% بحلول عام 2030، كما أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية.

وقالت أورسولا فون دير لايين إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن: "الميثان هو أحد الغازات التي يمكننا خفضها بشكل أسرع" من غيره، مشيرة إلى أنه مسؤول عن "نحو 30 في المئة" من احترار الكوكب منذ الثورة الصناعية.

وأعقب جو بايدن: "إنه أحد أقوى الغازات الدفيئة"، مؤكدًا أن موقّعي هذا الالتزام يمثلون 70% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

والميثان الذي ينبعث من الزراعة وتربية المواشي والوقود الأحفوري والنفايات، هو ثاني غاز دفيئة مرتبط بالنشاط البشري بعد ثاني أكسيد الكربون. ورغم أنه لا يتم الحديث عنه كثيرًا، فإن تأثيره على الاحترار أكبر بنحو 29 مرة لكل كيلوغرام من تأثير ثاني أكسيد الكربون على مدى مئة عام، ونحو 82 مرة خلال فترة 20 عامًا.

"اتفاق لا مثيل له"

وفي سياق متصل، تعهد أكثر من 100 زعيم عالمي بإنهاء إزالة الغابات وانحلال التربة بنهاية العقد الحالي، بدعم من أموال عامة وخاصة حجمها 19 مليار دولار للاستثمار في حماية الغابات واستعادة غطائها النباتي.

وحسب بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، اليوم الثلاثاء، نيابة عن قادة العالم، فإن "إعلان غلاسكو" بشأن الغابات واستخدام الأراضي سيغطي غابات تبلغ مساحتها الإجمالية نحو 21 مليون كيلومتر مربع.

وقال جونسون: "ستظهر لنا فرصة لإنهاء تاريخ البشرية الطويل من قهر الطبيعة، وأن نصبح بدلًا من ذلك حماة لها"، واصفًا الاتفاق بأنه لم يسبق له مثيل.

وأوضح أن المبادرة التي ستستفيد من تمويل رسمي وخاص قدره 19,2 مليار دولار أساسية لتحقيق هدف حصر الاحترار المناخي بـ1,5 درجة مئوية.

خطة أميركية

وصرح رئيس الوزراء البريطاني: "لا يمكننا التعامل مع الخسارة المدمرة للموائل والأنواع من دون مكافحة تغير المناخ، ولا يمكننا التعامل مع تغير المناخ من دون حماية بيئتنا الطبيعية واحترام حقوق الشعوب الأصلية".

وأضاف: "حماية غاباتنا هي الأمر الصحيح الذي يجب القيام به ليس فقط لمكافحة تغير المناخ بل أيضًا من أجل مستقبل أكثر ازدهارًا للجميع".

من جهته، قال الرئيس الأميركي جو بايدن: إنّ خطة أميركية جديدة "ستساعد العالم على تحقيق هدفنا المشترك وهو وقف خسارة الغابات الطبيعية"، واستعادة ما لا يقل عن 200 مليون هكتار إضافية من الغابات وغيرها من النظم البيئية بحلول عام 2030.

وأضاف بايدن: "سنعمل على ضمان أن تدرك الأسواق القيمة الاقتصادية الحقيقية لأحواض الكربون الطبيعية وعلى تحفيز الحكومات وملاك الأراضي وأصحاب المصلحة على إعطاء الأولوية للحفاظ عليها".

تكرار الفشل

والتعهد الجديد لمكافحة قطع أشجار الغابات يلتقي مع "إعلان نيويورك حول الغابات" عام 2014 الذي التزمت الكثير من الدول في إطاره بخفض هذه الظاهرة إلى النصف بحلول 2020 والقضاء عليها في 2030.

لكن تعتبر منظمات غير حكومية مثل "غرينبيس" أن هدف 2030 بعيد جدًا ويعطي الضوء الأخضر "لقطع أشجار الغابات لمدة عقد إضافي".

من جانبها، أعربت منظمة "غلوبل ويتنس" عن خشيتها من "تكرار الفشل الذي كان مصير التعهدات السابقة" بسبب نقص التمويل وعدم الوفاء بالعهود.

تحرك لخفض الانبعاثات

بدورها، أعلنت الحكومة البرازيلية التي تتعرض لانتقادات حادة حول سياستها البيئية أمس الإثنين بمناسبة "كوب 26" أهدافًا أكثر طموحًا بشأن خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ومكافحة قطع أشجار الغابات.

لكن منذ بداية ولاية الرئيس اليميني جايير بولسونارو عام 2019، فقدت منطقة الأمازون البرازيلية 10 آلاف كيلومتر مربع من الغابات سنويًا مقابل 6500 كيلومتر مربع في العقد السابق.

أما كولومبيا، وهي دولة مجاورة للبرازيل، فأعلن رئيسها إيفان دوكي اليوم الثلاثاء، أنها قررت عدم الانتظار حتى عام 2030 وحماية 30% من أراضيها اعتبارًا من عام 2022.

"نقطة اللاعودة"

وسيتعهد رؤساء أكثر من 30 مؤسسة مالية مثل أفيفا وأكسا التوقف عن الاستثمار في نشاطات مرتبطة بقطع أشجار الغابات، على ما أفادت رئاسة الحكومة البريطانية.

ويتأتى ربع الانبعاثات العالمية لغازات الدفيئة (23%) راهنًا من نشاطات مثل الزراعة وصناعة الأخشاب.

ويخشى العلماء أن يؤدي تدمير غابات الأمازون، أكبر غابات مطيرة في العالم، إلى دفعها إلى ما وراء نقطة اللاعودة، حيث لا يمكن الحفاظ عليها لتجف وتتحول إلى نوع من السافانا.

ومن شأن ذلك أن يؤدي إلى إطلاق كميات ضخمة من الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري مما سيكون له أثر كارثي على المناخ العالمي.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
تغطية خاصة
Close