بموازاة انشغال العلماء بمصير كوكب الأرض والبحث عن "حياة" على سطح كواكب أخرى، ينكبّ آخرون على دراسة مآلات النجوم وما ستنتهي إليه.
وبينما يرون أن الشمس سيحين موعدها يومًا مع الموت، فإن اكتشافًا وقع عن طريق "الصدفة" أعطى أخيرًا عددًا من الأدلة على احتمال نجاة بعض الكواكب من هذا الانفجار.
عملاق ناجٍ
وهذه الأدلة ظهرت بعدما تم العثور على عملاق غازي بعيد وبحجم كوكب المشتري يدور حول نجم قزم أبيض في مجرة درب التبانة.
وبحسب موقع "الغارديان"، فقد لاحظ فريق دولي من علماء الفلك هذه الظاهرة، التي تتكوّن عندما ينفد الوقود النووي للنجم ليحترق ويموت.
وفيما ظهر أن الكوكب البعيد تمكّن من النجاة من موت نجمه المضيف، أشار ذلك إلى أن الكواكب الخارجية في نظامنا الشمسي قد تنجو بدورها من زوال الشمس.
وتنقل "الغارديان" عن العلماء قولهم إن هذا الاكتشاف يتماشى مع الحسابات السابقة من حيث أن أكثر من نصف النجوم القزمة البيضاء قد يكون لها كواكب عملاقة مماثلة تدور حولها.
والعلماء أشاروا أيضًا إلى أنه "على الرغم من أن هذه الظاهرة قد تم التنبؤ بها، إلا أنه لم تتم ملاحظتها من قبل".
وعلّق جوشوا بلاكمان من جامعة تسمانيا، المؤلف الرئيسي للدراسة، بالقول: "نتوقع أن يكون لهذا الكوكب مسافة من القزم الأبيض تتراوح بين 2.5 و 6 أضعاف المسافة بين الأرض والشمس، وهو ما يشبه المسافة الخاصة بكوكب المشتري.
وأشار إلى أن "الاكتشاف يلقي الضوء على ما سيحدث عندما ينفد وقود الشمس"، موضحًا أنها المرة الأولى التي يتم فيها العثور على "نظام" يشبه ما يُتوقع حدوثه لنظامنا الشمسي في غضون خمسة أو ستة مليارات سنة.
ما المتوقع بشأن مصير الشمس؟
يُتوقع في غضون خمسة مليارات سنة أن تتضخم الشمس لتصبح ما يعرف بالعملاق الأحمر.
ويكشف بلاكمان أن من المحتمل -في هذه العملية التي تتحوّل فيها الشمس إلى عملاق أحمر - أن تمحو الكواكب الداخلية.
وبينما يتحدث عن احتمال أن يتم تدمير عطارد والزهرة، يشير إلى أن الأرض قد تنجو من الحدث، لكنها لن تكون ملائمة للعيش.
كما تنقل "الغارديان" عن ثيميا ناناياكارا، عالم الفلك بجامعة سوينبرن للتكنولوجيا والذي لم يشارك في البحث، اعتباره أن الاكتشاف يشير إلى أن الكواكب الغازية الخارجية العملاقة مثل كوكب المشتري وزحل يمكن أن تنجو من موت الشمس.
وبمجرد نفاد الوقود من الشمس تمامًا سوف تتقلص إلى جثة باردة لنجم قزم أبيض.
إلى ذلك، ووفق نفس المصدر، يُحدّد حجم النجم ما سيتحول إليه في النهاية، إذ قد ينتهي الأمر بالنجوم الأكبر والأثقل على شكل ثقوب سوداء أو نجوم نيوترونية.
وأشار بلاكمان إلى أن 95% من النجوم في مجرة درب التبانة تتجه ليصبح أقزامًا بيضاء في نهاية المطاف، موضحًا أن "الكون ليس قديمًا بما يكفي لحدوث ذلك بعد".
إذا كانت الأقزام البيضاء تعطي ضوءًا خافتًا فقط، ما يجعل من المستحيل تقريبًا رصدها مباشرة من التلسكوبات الأرضية، كيف تم اكتشاف النجم الميت أخيرًا؟
تم ذلك من قبل فريق العلماء باستخدام تقنية تُعرف باسم "الجاذبية الميكروية"، حيث ينحني الضوء القادم من كوكب بعيد هو العملاق الغازي بفعل جاذبية نجم أقرب. وفي في هذه الحالة كان القزم الأبيض.
وشدد بلاكمان على أن هذا الاكتشاف جاء محض صدفة.
وقال: "توقعنا أن نرى نجمًا عاديًا مثل شمسنا. لذلك أمضينا بضع سنوات منكبين على البيانات في محاولة لتحديد ما إذا كنا قد ارتكبنا خطأ".