ما أن أعلن عن فوز المرشح الجمهوري دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية التي جرت الثلاثاء الماضي حتى سارع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى تهنئته، معتبرًا فوزه "أعظم عودة في التاريخ"، وبداية جديدة للتحالف بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
يأتي هذا على الرغم من الدعم غير المحدود الذي قدمته إدارة الرئيس جو بايدن لإسرائيل منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على غزة، ومن ثم العدوان على لبنان، على المستوياتِ العسكرية والاستخبارية والسياسية.
فالرئيس الذي سيغادر البيت الأبيض مع بداية العامِ الجديد، اتبع سياسة "عناق الدبِ مع نتنياهو، وهذا المصطلح أطلقه عليه الإعلام ومراكز الأبحاثِ الأميركية.
واحتضان أو عناق الدبِ نهج اتبعته إدارة بايدن، ويقوم على إظهار الدعمِ العلني والمطلق لإسرائيل في كل ما تقوم به من إبادة ممنهجة في غزة ولبنان والضفة الغربية.
وفي إطار الاحتفالات الإسرائيلية بعودة بايدن للرئاسة، انتشر فيديو على مواقع التواصل لجندي يحمل الجنسية الأميركية بالإضافة إلى الإسرائيلية، وهو يطلق الرصاص من رشاشه باتجاه الفلسطينيين في غزة، ابتهاجًا بالرئيس الأميركي الجديد.
كان هذا على مستوى جيش الاحتلال، أما على المستوى السياسي، فيمكن وصف ما جرى بكرنفالات الإشادة، بعد مسارعة نتنياهو وفريقه الوزاري إلى تهنئة ترمب، وتجاهلهم في تهانيهم عبر منصة إكس، الرئيس جو بايدن.
كرنفالات إشادة
فوزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، أعاد إدراج منشور له من يوليو الماضي، كتب فيه "حفظ الله ترمب"، وعلق عليه بـ"نعم". وأضاف: "حان وقت السيادة! حان وقت النصر المطلق، مبروك لإسرائيل". ويعني تعبير "السيادة" في أوساط اليمين المتطرف ضم الضفة الغربية، وهو ما عارضته إدارة ايدن.
أما وزير الاتصالاتِ من حزبِ الليكود شلومو كارعي فكتب: "تهانينا للرئيس ترمب على فوزه! يعود صديق حقيقي لإسرائيل إلى البيت الأبيض، وهو زعيم يفهم ويقدّر قوة تحالفنا".
وكتب يسرائيل كاتس الذي عيَّنه نتنياهو وزيرًا للدفاع: "تهانينا للرئيسِ المنتخب دونالد ترمب على انتصاره التاريخي".
إنكار ما قدّمه بايدن لإسرائيل
وتعود أسباب هذا الاحتفالِ بترمب وإنكار كل ما قدّمه بايدن أسباب غير معلنة، تدور في الغرف وخلف الكواليس.
ففي كتابه الجديد "الحرب"، قدّم الصحافي الأميركي بوب وودوارد تقييمات الرئيس جو بايدن الحقيقية لنتنياهو وفريقه.
وبحسب الكتاب فقد قال بايدن عن نتنياهو: "هذا الابن القذر، بيبي نتنياهو، كاذب ملعون، إنه رجل سيئ للغاية، ثمانية عشر من أصلِ تسعة عشر ممن يعملون معه كاذبون !". و كان هذا في لقاء خاص بين بايدن وأحد مساعديه في ربيع هذا العام مع تصاعد حدة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
تفاعل المنصات مع الفرحة الإسرائيلية بعودة ترمب
وعلى منصات التواصل الاجتماعي، تفاعل الناشطون مع الفرحة الإسرائيلية بعودة ترمب.
وكتب المحامي الأميركي المختص بالقضايا المرفوعة على ترمب Tristan Snell قائلًا: "تذكروا أن دونالد ترمب ارتكب إحدى أسوأ الجرائم على الإطلاق في السياسة الرئاسية الأميركية. أبرم اتفاقًا سريًا مع رئيسِ الوزراء الإسرائيلي نتنياهو لقتلِ أيِ وقف لإطلاقِ النار إلى ما بعد الانتخاباتِ الأميركية، لمساعدة ترمب على الفوز."
أما المدير التنفيذي السابق لمنظمةِ هيومن رايتس ووتش Kenneth Roth فكتب: "هذا مخططهم. الأونروا ستنهار "دون تدخلِ الدول الأعضاء"، وبينما يحاول نتنياهو قتلها فإن ترمب سعيد للغاية برؤية زوالها".
ويقول الكاتب محمد شحاده: "أكثر مجانين إسرائيل فاشية هم الأكثر ابتهاجًا بعودةِ ترمب".