قد لا يكون الشعور بالقلق مبررًا في كثير من الأحيان. لكن حقيقة أن هناك بعض الأشياء التي لا يمكن تغييرها، ليست كافية لكبح هذا الشعور.
ينتهي الموظف من تقديم عرضه لأحد العملاء المحتملين مثلًا وينتظر بقلق لمعرفة ما إذا كان سيرغب في العمل معه. يشعر آخر بالقلق، بعد تناول قطعة حلوى إضافية، احتمال اكتسابه بعض الوزن الزائد، أو ربما يقلق أحد ما بشأن سقوط المطر المحتمل الذي قد يفسد نزهة مع الأصدقاء. والقاسم المشترك في كل هذه المواقف، بحسب مقال نُشر في موقع "سيكولوجي توداي"، هو الشعور بالقلق بشأن أشياء لا يمكنك تغييرها - وهو إهدار للطاقة.
كل ما يفعله القلق في مواقف كهذه هو خلق ضغط إضافي غير ضروري على كل من الجسد والعقل، ويمنع الفرد في الوقت نفسه من الاستمتاع بالأوقات السعيدة من اليوم.
وبحسب الأبحاث الذي استند عليها المقال، فإن نحو 85% من الأشياء التي نقلق بشأنها لا تحدث أبدًا. وإذا حدث أمر ما من بينها، استطاع 79% من الأشخاص أن يتعاملوا مع النتيجة بشكل أفضل من المتوقع.
كذلك يتمتع الأشخاص الذين يتخلون عن الهموم بدلًا من التركيز عليها بصحة أفضل من أولئك الذين لا يفعلون ذلك، ما يدل على عدم وجود سبب حقيقي للقلق كثيرًا.
ويقدم المقال ست إستراتيجيات تساعد على التحكم في القلق.
1- تقبّل الشك
تكمن بعض جوانب جمال الحياة في عدم القدرة على التنبؤ بها، فلا يعرف المرء ماذا سيحدث له في المستقبل القريب.
وينصح المقال بتعلّم تقبّل هذا الشك، حيث يمكن أن تجلب الاحتمالات بعض الفرص الجديدة والمثيرة التي لم يفكر بها المرء من قبل.
لذك، من الأفضل بذل الجهد والتفكير في الأشياء التي حدثت بالفعل أو تلك التي عليك العمل بجد لتحقيقها. هذا كل ما تستطيع فعله، أمّا الباقي فهو متروك للمستقبل.
2- تحدّث عن قلقك لصديق
سيساعدك التحدث عن أسباب قلقك مع صديق ما في فهم ما إذا كانت مخاوفك واقعية وتستحق القلق بالفعل، وهل يمكن فعل أي شيء حياله.
ويساهم التحدث في ذلك إدراك عدم جدوى القلق إذا كانت النتيجة خارج السيطرة، وبالتالي سيتيح التحدث مع الآخرين فرصة للتخلص من القلق.
3- التأمل البسيط
يساعد التأمل في تعلّم الفرد كيف يصبّ تفكيره على ما يفعله الآن بدلاً من القلق بشأن الأشياء التي لا يمكنه تغييرها.
وينقل الموقع أن الدراسات أثبتت أن التأمل البسيط، مثل الجلوس لمدة 10 دقائق مع التركيز فقط على التنفس، يقلل من التوتر اليومي، لا سيما بشأن الأمور الخارجة عن السيطرة أو التي لا يمكن التحكم بها.
4- قم بإلهاء نفسك بنشاط آخر
قد لا يبدو أن إخراج سبب القلق من رأسك سهلًا، لذا اذهب وافعل شيئًا مختلفًا وغير مرتبط بأسباب قلقك.
سيجبرك ذلك على التركيز على شيء آخر، وقد يكون هذا أكثر فاعلية إذا اخترت نشاطًا تنغمس فيه تمامًا، مثل ممارسة هوايتك أو قراءة كتاب استثنائي.
5- مارس التمارين الرياضية
ستمنحك ممارسة نوع من التمارين التي تستمتع بها استراحة من مخاوفك، مع تقليل مستويات هرمونات التوتر لديك، وتحفيز إنتاج مواد كيميائية في الدماغ، تساهم في تحسين صورتك الذاتية.
فإذا كنت تكافح من أجل جعل عقلك هادئًا أثناء التمرين، استمع إلى موسيقى الممتعة أو ادفع نفسك بقوة أكبر. فعندما تتحدى جسدك، ستحتاج إلى التركيز حتى لا تقلق بشأن أي شيء آخر غير التمرين نفسه.
6- خصّص وقتًا محددًا للقلق
إذا كنت تريد حقًا التحكم في تلك المخاوف ووجدت أن الإستراتيجيات المذكورة أعلاه لا تعمل، اسمح لنفسك بالقلق لفترة زمنية معينة كل يوم.
اقضِ هذا الوقت في الكتابة عن كل ما يقلقك في دفتر ملاحظات تخصصه لهذه الغاية، وتقبل أنه عندما ينتهي هذا الوقت، يجب أن يتوقف القلق. بهذه الطريقة، ستخرج ما يدور في رأسك إلى الورق.
التفكير والسلوك
ويوصيك "سيكولوجي توداي" أن تتذكر أن القلق هو "عاطفة" أو شعور إنساني طبيعي تمامًا، ولا داعٍ لخوض معركة في طريقك للتغلب عله. لكنك ستكون قادرًا على تقليل مستويات التوتر لديك وتعزيز مشاعرك الإيجابية إذا كنت قادرًا، على الأقل، على التوقف عن القلق بشأن الأشياء التي لا يمكنك تغييرها.
وتشكل المشاعر جزءًا من شخصية الإنسان، فهي تتراكم منذ صغره، وتتأثر بطبيعة البيئة والثقافة التي يترعرع عليها الإنسان، وتتحول هذه المشاعر إلى منظار خاص ينظر من خلاله إلى الوقائع والمواقف، فيعتاد المرء على شعور معين يتلازم مع مواقف أو تعابير معينة.
ويُجمع الأطباء على ارتباط التفكير والسلوك والشعور لدى الإنسان؛ فالتفكير السلبي كافٍ لتوليد مشاعر سلبية وبالتالي تصرفات وانفعالات سلبية، كما ينعكس الشعور بالقلق والتوتر على علاقة الإنسان مع محيطه.