اعتمد "حزب الله" على أجهزة "بيجر" باعتبارها خيارًا أكثر أمانًا للتواصل، حيث لا تُتيح تقنيات التتبّع الحديثة ولصعوبة اختراقها نظرًا لأنّها تعتمد على تقنيات قديمة نسبيًا.
لكنّ انفجار هذه الأجهزة ذات التقنيات القديمة أمس الثلاثاء في لبنان، مخلّفًا 12 شهداء وبين 2750 و2800 جريحًا منهم 300 بحالة حرجة، أثار مخاوف كثيرة وتساؤلات عن إمكانية تكرّر مثل هذا الحادث في أجهزة الهواتف الذكية التي تُعتبر أكثر عرضة للهجمات السيبرانية من الأجهزة ذات التكنولوجيا القديمة.
كيف يُمكن تحويل جهاز بسيط مثل جهاز "بيجر" إلى قنبلة؟
وفقًا لموقع "بزنس توداي"، هناك العديد من النظريات المتداولة عن الأمر:
1- الهجوم المباشر على بطاريات "بيجر"، حيث يُمكن أن تنفجر هذه البطاريات إذا تم العبث بها. وبشكل أساسي، إذا تعرّضت البطارية لسخونة زائدة بسبب خطأ ما، قد يؤدي ذلك إلى حدوث تفاعل كيميائي متسلسل.
ومع ذلك، ليس من السهل تشغيل بطارية جهاز النداء عن بعد؛ فكونها غير متّصلة بالإنترنت، يحتاج المتسلّل إلى طريقة أخرى لإرسال إشارة التشغيل.
2- اختراق شبكة الراديو التي تستخدمها أجهزة الاستدعاء لتلقّي الرسائل، ما يتسبّب في إصدار النظام إشارة تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة البطاريات.
3- التلاعب بالجهاز عند التصنيع، عن طريق اختراق سلاسل التوريد وزرع مكوّنات متفجّرة في الأجهزة عند تصنيعها أو توزيعها.
هل يمكن أن يحدث ذلك للهواتف الذكية؟
تطرح هذه النظريات تساؤلات مقلقة عمّا إذا كان بالإمكان استهداف الهواتف الذكية بالطريقة نفسها؟
نظرًا لانتشار الهواتف الذكية في كل مكان واعتمادها على بطاريات الليثيوم أيون، لا يُمكن استبعاد احتمال وقوع هجوم مماثل لانفجار "بيجر" باستخدام هذه الأجهزة، على الرغم من أن بعض العوامل تجعل مثل هذا الحدث صعبًا ومختلفًا.
بداية، تتّصل الهواتف الذكية بالإنترنت، ما يجعلها أكثر عرضة للاختراق السيبراني. وعلى مرّ السنوات، شهدنا أمثلة على قيام قراصنة بنشر برامج ضارّة عن بعد على الهواتف، لكن لا توجد حالات تمّ فيها استهداف الهواتف الذكية بتفجيرات.
كما عانت الهواتف الذكية من انفجار البطارية بسبب عيوب التصنيع، ما أدى إلى وفاة عدد من الأشخاص. لكن لا تُوجد تقارير مؤكدة عن اختراق هاتف ذكي عن بعد لإحداث انفجار.
ووفقًا لموقع "إنديا توداي"، فإنّه من الناحية النظرية، توفّر الهواتف الذكية نظرًا لبرامجها المُعقّدة واتصالها بالإنترنت وشبكة الاتصالات، المزيد من الفرص للتلاعب بها عن بعد، خاصة إذا كان من الممكن استغلال ثغرة أمنية في البرامج الثابتة للجهاز.
ومع ذلك، فإن تنفيذ مثل هذا الهجوم على نطاق واسع سيكون أكثر صعوبة بكثير بسبب الطبيعة واسعة النطاق والمتنوّعة لعلامات الهواتف الذكية ونماذجها وأنظمة برمجياتها.
كما تُضيف بروتوكولات الأمان المتنوّعة للهواتف الذكية الحديثة، طبقة أخرى من الحماية يصعب اختراقها بشكل جماعي.
ولا تنفجر الهواتف من تلقاء نفسها. وحتى لو تم التلاعب بها من قبل القراصنة لزيادة حرارة البطارية عن طريق تعديل التيار المتدفّق إليها. فعلى سبيل المثال، تقوم هواتف "أيفون" بقطع الشحن تلقائيًا إذا ارتفعت حرارة الهاتف.
بالإضافة إلى ذلك، تستخدم الهواتف الذكية في الوقت الحاضر تقنيات تبريد متطوّرة تضمن تبديد أي حرارة متراكمة في الجهاز.
وغالبًا ما تستخدم الهواتف الذكية الحديثة تقنيات البخار وأنظمة تبريد الغرافيت التي تنشر الحرارة بالتساوي عبر الجهاز، باستخدام السائل الذي يتبخّر ويتكثّف لتبديد الحرارة، بينما تساعد طبقات الغرافيت في توصيل الحرارة بعيدًا عن المكوّنات المهمة مثل معالج الهاتف.
ومع ذلك، حتى في السيناريو الذي يتمّ فيه التلاعب بالهاتف الذكي لتسخينه، من المحتمل أنّ تنتفخ بطارية الليثيوم وتسرّب ما بداخلها، ما يؤدي إلى ذوبان الهاتف بدلًا من انفجارها.
وحتى في الحالات التي نقرأ فيها عن انفجار هاتف شخص ما، فإنّه يكون عبارة عن اشتعال الهاتف نتيجة حريق صغير، لكنّه لا ينفجر.