نشر الإعلام الغربي الكثير من الأخبار الكاذبة التي تناولت حركة حماس، مفادها تنفيذ أفراد كتائب القسام "عمليات ذبح لأطفال ورضع إسرائيليين خلال الهجوم على مستوطنات غلاف غزة"، حسب زعم هذه الجهات.
فمنذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، يغيب الحياد عن التغطية الإعلامية الغربية، حيث يروّج الخط التحريري المعتمد في وسائل إعلام عالمية للرواية الإسرائيلية من دون تدقيق أو تحقيق من الأخبار المتداولة.
أما آخر سقطات ذاك الإعلام، فكانت نقله لخبر مفاده قيام عناصر حماس، "بقتل وقطع رؤوس أطفال رضع"، وفق زعم الرواية التي نقلتها محطات تلفزة وصحف ومواقع عالمية، سقطت واحدة تلو الأخرى. فما قصّة هذه الرواية؟
أكاذيب الإعلام الغربي حول غزة
في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، نفّذ عناصر من كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، هجومًا غير مسبوق ضمن عملية "طوفان الأقصى" على مستوطنات غلاف غزة.
وتخلل الهجوم العسكري عمليات قتل وأسر نفذها مقاومو حماس ضد جنود الاحتلال، داخل مستوطنات الغلاف والمواقع والقواعد العسكرية الإسرائيلية.
وبعد الهجوم بثلاثة أيام، أي في العاشر من أكتوبر، عمد الجيش الإسرائيلي إلى تنفيذ جولة إعلامية في مستوطنة كفار عزا، لإطلاع الصحافيين على الوضع في المستوطنة.
من أطلق الإشاعة؟
خلال تغطيتها الصحافية، عمدت مراسلة قناة I24 الإسرائيلية، نيكول زيديك، إلى نقل تصريحات عن مسؤولين إسرائيليين جاء فيها أنّهم عثروا على جثث لأربعين رضيعًا برؤوس مقطوعة في مستوطنة كفار عزا.
وجندت في سبيل الخبر صحفًا وقنوات غربية، وهدف ذلك، حشد الرأي العام الغربي ضد القطاع المحاصر، إذ يمكن ملاحظة ذلك، عبر عناوين الصحف في تلك الدول.
هكذا، عنونت "ديلي ميل" غلافها: "أطفال بُترت رؤوسهم: 40 طفلًا قتلوا رميًا بالرصاص"، حسب ادعاءاتها. أما ذا تايمز البريطانية، فكتبت على صفحتها الأولى، "حماس تذبح حناجر الرضع".
كيف وقع بايدن في الفخّ؟
وعلى ضوء ذلك، أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اتصالًا بالرئيس الأميركي جو بايدن، نقل عبرها إشاعته للأخير ليسهم في انتشار الخبر كالنار في الهشيم.
وبعد الاتصال، خرج بايدن، متحدثًا أمام قيادات للجالية اليهودية في الولايات المتحدة، مؤكدًا لهم صدمته من المشاهد التي رآها، ليخرج البيت الأبيض بعد ساعات فقط، نافيًا الخبر من أساسه.
من الجانب الإسرائيلي، غرّد صحافي يدعى أورن زيف، كان قد شارك في الجولة الإعلامية داخل كفار عزا، نافيًا أي وجود أو دليل عن قتل حماس للرضع، مؤكدًا أنّ الضباط الإسرائيليين لم يذكروا أي حادث من هذا القبيل.
وفي النتيجة، تظهر التغطية الإعلامية الغربية التحامًا مباشرًا مع نظيرتها الإسرائيلية فتنقل روايتها وتروّج لها، في وقت يترك أطفال غزة لمواجهة مصيرهم قتلًا وتشريدًا.