يتزايد تعلّق الأطفال بالأجهزة الذكية يومًا بعد يوم رغم المخاطر التي تمثلها لصحة هذه الفئة العمرية.
وقد أظهرت دراسة جديدة أن مكوث الأطفال أمام هذه الأجهزة في بريطانيا ازداد بشكل ملحوظ بعد جائحة كورونا مما أدى إلى الاعتماد على الوجبات السريعة بشكل أكبر، إضافة إلى ارتفاع نسب الاكتئاب والتوتر.
وقد زاد استخدام الأجهزة الإلكترونية لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و10 أعوام بحوالي ساعة و23 دقيقة يوميًا، في مقابل 55 دقيقة لدى الأطفال الذي تتراوح أعمارهم بين 11 و17 عامًا.
ويحذر العلماء بشكل متواصل من بقاء الأطفال فترات طويلة أمام شاشات الأجهزة الذكية لما لذلك من آثار سلبية على صحتهم الجسدية والنفسية والعقلية.
وقالت الباحثة شاهينا باردان، من جامعة أنجليا روسكين: إن الأطفال الذين يقضون معظم وقتهم أمام الشاشات هم أكثر عرضة لتناول الطعام بشكل سيء، والمعاناة من مشاكل في العين، والإصابة بالقلق والعدوانية ونوبات الغضب.
تبدل الأنماط المسلكية لدى الأطفال
وفي هذا الإطار، يشير الاستشاري في الطب النفسي عبد الله أبو عدس إلى أن جائحة كورونا غيرت العديد من الأنماط المسلكية لدى الأطفال والمراهقين، لافتًا إلى أن هذا الأمر يستمر إلى اليوم.
وحول سبب ازدياد تعلق الأطفال بالأجهزة الذكية، يشرح أبو عدس في حديث إلى "العربي" من عمّان أنه وخلال فترة كورونا لم يكن أمام هؤلاء سوى المنفذ الرقمي للتعلم والتواصل الرقمي ما خلق نمطًا تعود الأطفال عليه واستمر معهم إلى اليوم.
ويوضح أن حدة الرقابة الأسريّة على استعمال الأطفال والمراهقين لهذه الأجهزة تراجعت خلال فترة الجائحة، معتبرًا أن السبب وراء ذلك يعود إلى غياب الخبرة لدى الأهالي في كيفية خلق أنماط صحية لأطفالهم.
ويلفت إلى أن الأهل شكلوا قدوة سيئة لأولادهم خلال تلك الفترة عندما استعملوا الأجهزة الذكية بشكل كبير.
كما يتحدث عن بعض الأمور الجذابة في الإنترنت، والتي ساهمت في تعلق الأطفال والمراهقين في بعض التطبيقات والمواقع.