الخميس 14 نوفمبر / November 2024

كييف تريد المشاركة بتحقيق الصاروخ.. ماذا وراء حديث واشنطن عن حل سياسي؟

كييف تريد المشاركة بتحقيق الصاروخ.. ماذا وراء حديث واشنطن عن حل سياسي؟

شارك القصة

ناقشت "الأخيرة" أبعاد التصريحات الأميركية عن ضرورة إيجاد حل سياسي للحرب في أوكرانيا (الصورة: غيتي)
سيطرت أزمة الصاروخ الذي سقط على بولندا على اجتماعات حلف "الناتو" ومجموعة العشرين قبل أن يتراجع التوتر بعدما تبين أن مصدره قد يكون أوكرانيا.

طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حلفاء بلاده بإشراك خبراء أوكرانيين في التحقيق حول الصاروخ الذي سقط في بولندا قرب الحدود مع بلاده، واطلاعهم على "جميع البيانات" التي بحوزتهم.

ويبدو أن هذا الطلب يعكس تغييرًا في موقف زيلينسكي الذي شدّد في وقت سابق الأربعاء أن روسيا هي من أطلقت الصاروخ، في تعارض مع ترجيح حلف شمال الأطلسي وواشنطن فرضية أنه صاروخ دفاع جوي أوكراني سقط خطأ في بولندا.

وسقط صاروخ على مدينة برشفوداو شرق بولندا قريبة من حدود أوكرانيا، ما أدى إلى مقتل شخصين.

يأتي ذلك، في وقت تحدّث رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركي مارك ميلي عن احتمالية حلّ سياسي للحرب الروسية على أوكرانيا، مستبعدًا قدرة كييف على دحر القوات الروسية.

"خطأ إستراتيجي"

وقال ميلر إن روسيا ارتكبت خطأ إستراتيجيًا فادحًا بهجومها على أوكرانيا، وأنها فشلت في تحقيق طموحاتها هناك، مؤكدًا أن قرار إنهاء تلك الحرب لا يزال بيدها.

بدوره، كشف وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن مشاركة خبراء أميركيين بالتحقيق في الانفجار الذي تسبّب به سقوط صاروخ داخل الأراضي البولندية، مرجحًا أن الدفاعات الجوية الأوكرانية تقف وراءه.

وأنهى الرئيس البولندي أندريه دودا الجدل حول مصدر الصاروخ الذي سقط على بلاده، مشيرًا إلى أن الدفاعات الأوكرانية هي مصدر الصاروخ، واصفًا الحادث بـ"المؤسف".

من جهته، أشار البيت الأبيض إلى أنه "لم نر شيئًا يتعارض مع" الفرضية التي طرحتها وارسو، والتي تُفيد بأن الصاروخ الذي سقط في بولندا مصدره "على الأرجح" نظام دفاع جوي أوكراني.

وسيطرت أزمة الصاروخ على بولندا، ومسؤولية من أطلقه على اجتماعات حلف "الناتو" ومجموعة العشرين، إضافة إلى المؤتمرات الصحافية للقادة الأوروبيين.

وعلى غير العادة، منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط الماضي، رحّبت روسيا بضبط النفس الأميركي في هذه الحادثة. واستبقت جميع الاتهامات لها باستهداف الأراضي البولندية عبر نفيها.

تخفيض سقف المطالب للوصول إلى حل

ورغم كل التوضيحات حول مصدر الصاروخ، حمّل الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ موسكو المسؤولية النهائية للحادث، عبر استمرارها في حربها التي وصفها بـ"غير المنطقية".

وأوضح حسني عبيدي، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جنيف، أن الموقف الأميركي في الحديث عن حل سياسي في أوكرانيا، هو ترجمة لموقف سياسي اتخذته واشنطن بحتمية الوصول إلى اتفاق.

وقال عبيدي في حديث إلى "العربي" من جنيف: إن واشنطن تدعو إلى تخفيض سقف المطالب الأوكرانية والروسية للوصول إلى حل، وضرورة تحلّي أوكرانيا بالمسؤولية من أجل التفكير بمفاوضات جدية.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة وأوروبا وحلف الناتو لا يريدون أن يكونوا طرفًا مباشرًا مع روسيا داخل أوكرانيا، مضيفًا أن حادثة سقوط الصاروخ شكّلت ضغطًا على واشنطن ودول الناتو بحيث وجدت نفسها مجبرة على تجديد نظام الدفاع الجوي الأوكراني، إذ أثبت محدوديته ومخاطره على الدول المجاورة.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات