لأول مرة، لم تعد حلوى القطايف تحتل المكانة المميّزة التي كانت تحظى بها موائد إفطار الأُسر الفلسطينية في غزة خلال شهر رمضان، بسبب ارتفاع أسعارها بشكل جنوني نتيجة للتداعيات الناجمة عن الحرب الإسرائيلية المستمرة على القطاع منذ 7 اكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وخلال الحرب وبسبب شحّ الموارد، ارتفعت أسعار مكونات القطايف بشكل كبير، مما أدى إلى ارتفاع سعر الكيلوغرام الواحد من 5 شواكل إلى 30 شيكل (الدولار يساوي 3.64 شيكلًا)، وهو ما دفع السكان إلى تجنّب شرائها.
وانحصر شراء حلوى القطايف المعتادة على موائد إفطار الأسر في الأعوام السابقة من شهر رمضان، لأولئك الذين يمتلكون الأموال بينما تغيب لذّتها عن الفقراء.
ويعتبر سكان قطاع غزة "القطايف" سيدة الحلويات الرمضانية، وتقليدًا يتوارثه الأجيال، حيث تتميّز هذه الحلوى بأنّها سهلة الصنع ورخيصة التكاليف.
وتتكوّن "القطايف" من فطيرة صغيرة حجمها أصغر من كف يد الإنسان، تُحشى بالمكسّرات أو الزبادي أو التمر، وتُخبز ثم تُغمس بـ "القطر" المصنوع من ماء العسل أو السكر.
قلة مبيعات القطايف وسط الحرب
وفي مدينة رفح بقطاع غزة، يشتكي صانع القطايف يحيى شلبي (25 عامًا)، من قلة المبيعات هذا العام، حيث يُدرك ارتفاع الأسعار وعدم قدرة السكان على شرائها.
وقال شلبي: "تجاوزت أسعار القطايف هذا العام الحد الطبيعي، حيث وصل سعر الكيلوغرام إلى 30 شيكل، بعكس السنوات السابقة التي كانت تتراوح بين 5 و 6 شواكل".
وأضاف: "الظروف المعيشية صعبة للغاية في قطاع غزة نتيجة للحرب، وأغلب السكان غير قادرين على شراء حلوى القطايف التي كانت تعتبر جزءًا أساسيًا من مائدة الإفطار في رمضان".
وأشار إلى أنّه في السنوات السابقة، كان الطلب على القطايف مرتفعًا؛ ولكن هذا العام انخفضت المبيعات وتقلّص عدد الزبائن، حيث يقتصر الشراء على الذين يمتلكون الأموال.
ويُعبّر الفلسطيني أحمد أبو طوق (23 عامًا) عن استيائه من قلة المبيعات لحلوى القطايف، التي كانت مصدر دخل له ولعائلته خلال شهر رمضان.
وقال: "الوضع الإنساني صعب جدًا في قطاع غزة جراء الحرب، وبيع الحلويات مصدر دخل لعائلتي، ولقد اقتصر الآن على بيع القطايف، لكن الطلب عليها شبه معدوم"، مشيرًا إلى أنّ الحرب "أثّرت على ارتفاع ثمن مكوّنات القطايف، الحلوى المفضّلة لدى الفقراء والأثرياء في رمضان، ولذا ارتفع سعرها".
وإذ أشار إلى أنّ الطبقة الفقيرة والمتوسطة تجد صعوبة في شراء القطايف، أوضح أنّ حتى من يملكون الأموال يشترونها بكميات قليلة.
وحل شهر رمضان هذا العام، بينما تواصل إسرائيل حربها المدمرة ضد قطاع غزة، الذي بات سكانه على شفا مجاعة نتيجة الشحّ الشديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليوني فلسطيني إلى رفح.