أطلقت وكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، أمس السبت، المركبة الفضائية "لوسي" إلى الفضاء محمّلة بالألماس، في مهمة تستمر 12 عامًا لاستكشاف ثمانية كويكبات، بتكلفة تبلغ 981 مليون دولار.
كما ستعمل "لوسي" على استكشاف سبعة من الأجسام الفضائية الغامضة من بين أسراب من الكويكبات التي تدور حول كوكب المشتري، والتي يعتقد أنها بقايا أصلية من تشكيل الكوكب.
وحمل الصاروخ "أطلس في" المركبة "لوسي" في رحلة مدارية ملتوية تمتد لما يقرب من 6.3 مليارات كيلومتر.
وتأتي تسمية المركبة بـ "لوسي" تيمنًا باسم بقايا هيكل عظمي عمرها 3.2 ملايين سنة لأحد أجداد البشر، عُثر عليها في إثيوبيا منذ ما يقرب من نصف قرن.
وهذا الاكتشاف حصل على اسمه من أغنية أطلقتها فرقة البيتلز الموسيقية عام 1967، بعنوان "Lucy in the Sky with Diamonds"، ما دفع وكالة ناسا إلى تسمية المركبة الفضائية. وحملت المركبة الفضائية أيضًا قرصًا مصنوعًا من الماس المزروع في المختبر لإحدى أدواتها العلمية.
وقال دونالد جوهانسون، عالم الأنثروبولوجيا القديمة الذي كان وراء اكتشاف الحفرية "لوسي"، إنه شعر بالدهشة من هذا "التقاطع بين ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا".
وأضاف جوهانسون إنه "أمر مثير للغاية أن أحد أسلاف البشر- الذي عاش منذ فترة طويلة- كان حافزًا لمهمة تعد بإضافة معلومات قيمة حول تكوين نظامنا الشمسي".
🚀 Our #LucyMission launched to explore the Trojan asteroids, which are like ancient time capsules from our early solar system. Plus, @NASA_Orion's stage adapter was added to our @NASA_SLS rocket for the #Artemis I launch. More stories this week at NASA: https://t.co/MclRPuo0wz pic.twitter.com/667KKSaqco
— NASA (@NASA) October 16, 2021
وتُعتبر مهمة "لوسي" الأولى التي تستهدف ما يسمى بـ "حاشية طروادة" لكوكب المشتري، أي الآلاف- إن لم يكن الملايين- من الكويكبات التي تشترك في مدار "عملاق الغاز" حول الشمس. وتسبق بعض كويكبات طروادة كوكب المشتري في مداره، بينما يتتبعه بعضهم الآخر.
على الرغم من مداراتها، فإن "كويكبات طروادة" بعيدة عن الكوكب وتتناثر في الغالب بعيدًا عن بعضها بعضًا.
ويقول هال ليفيسون، العالم الرئيس في المهمة، إن لوسي لن تتعرّض للاصطدام مع أي كويكب أثناء تحركها مارة بأهدافها.
ستتأرجح لوسي في مدار الأرض في أكتوبر/ تشرين الأول 2022، ومرة أخرى عام 2024 للحصول على ما يكفي من الجاذبية لتصل إلى مدار كوكب المشتري. وفي الطريق إلى هناك، ستمر المركبة الفضائية بالكويكب "دونالد جوهانسون" بين المريخ والمشتري. وستكون الصخرة بمثابة عملية إحماء للأجهزة العلمية عام 2025.
وستحصل لوسي على الطاقة من جناحين شمسيين دائريين ضخمين، وستلاحق خمسة كويكبات في المجموعة الرائدة من كويكبات طروادة. ثمّ ستعود إلى مدار الأرض عام 2030 للحصول على دفعة أخرى من الجاذبية. لتعود بعدها إلى مطاردة الكويكبات الثماني.
Lucy's solar arrays have successfully deployed! Go Lucy!#LucyMission pic.twitter.com/1coq6vDawD
— Lucy Mission (@LucyMission) October 16, 2021
ستمرّ "لوسي" في نطاق 600 ميل (965 كيلومترًا) من كل هدف، أكبرها يبلغ عرضه حوالي 70 ميلًا (113 كيلومترًا).
وقال هال ويفر، المسؤول عن الكاميرا التي تحملها لوسي: "أنا متأكد أننا سنتفاجأ بما سنكتشفه. هل هناك جبال؟ وديان؟ حُفر؟ من يعرف؟ ستكشف الصور عن هذه الحفريات من تكوين النظام الشمسي".
وتُخطّط "ناسا" لإطلاق مهمة أخرى الشهر المقبل لاختبار ما إذا كان البشر قادرين على تغيير مدار الكويكب. وهو تدريب في حال وجود صخرة قاتلة متوجّهة نحو الأرض.