أعلنت دولة قطر اليوم الثلاثاء الالتزام بدور الوساطة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مبينة أنه يخضع حاليًا لإعادة تقييم.
وبوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة تجري الفصائل الفلسطينية بغزة وإسرائيل، منذ أشهر، مفاوضات غير مباشرة متعثرة، للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في الحرب التي دخلت يومها الـ200.
ومنذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن الاحتلال الإسرائيلي عدوانًا على غزة، أسفر عن عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمفقودين، معظمهم أطفال ونساء، وفق مصادر فلسطينية.
إعادة تقييم جهود الوساطة القطرية
وأكّد المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري اليوم الثلاثاء أن هناك حالة إحباط لدى الوسطاء بشأن عدم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
وفي مؤتمر صحفي بالعاصمة القطرية الدوحة، قال الأنصاري: "نحن بحاجة لتقييم جهود الوساطة، ومدى إمكانية نجاحها وقطر ملتزمة دومًا بلعب دور إيجابي".
وفيما طالب الطرفان بإظهار مرونة وجدية أكبر في إطار المفاوضات، أوضح الأنصاري أن "الوساطة هدفها تقريب وجهات النظر وما ينقصنا هو جدية الأطراف في التوصل إلى حل".
وأشار المتحدث باسم الخارجية القطرية إلى أن "هناك حالة من الإحباط بسبب الهجمات التي تستهدف الوساطة القطرية ما يستدعي إعادة تقييمها".
ولفت إلى أن البعض من المسؤولين في حكومة بنيامين نتنياهو قد هاجموا الدور القطري في الوساطة "لأسباب انتخابية"، مؤكدًا أن "البحث عن التموقع السياسي لدى البعض لا يبرر بأي شكل الاعتداء على الوساطة القطرية".
المتحدث باسم الخارجية القطرية لفت إلى أن التنسيق مستمر مع شركائنا ونثمن الدعم التركي في جهود الوساطة.
وأردف: "لم نتخذ أي قرار بشأن الوساطة أو وجود قادة حماس في الدوحة".
وأشار إلى أن قادة حماس موجودون في الدوحة، ولا قيود على خروجهم أو دخولهم إلى دولة قطر، لافتًا إلى أن فتح مكتب الحركة في الدوحة تم بالتنسيق مع الولايات المتحدة.
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، زعمت نقلًا عن مسؤولين قولهم إن القيادة السياسية لحركة حماس تبحث نقل مقرها من قطر إلى دولة أخرى، في ظل تعثر التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة.
الهجوم الإسرائيلي على رفح
وأكد المتحدث باسم الخارجية القطري أن "دورنا حاليًا العمل مع كل الأطراف للوصول إلى حلول مقبولة لدى الجميع".
في رد على سؤال لـ"العربي"، قال المتحدث باسم الخارجية القطرية: "لا يمكن القبول بأي هجوم على رفح التي تتعرض يوميًا للقصف الإسرائيلي".
وقال الأنصاري: "لا بد من دفع الجانب الإسرائيلي للالتزام بقرارات محكمة العدل الدولية ومجلس الأمن"، مضيفًا أن "هدفنا الأساسي هو إنهاء الحرب تمامًا، وليس وقف الهجوم على رفح فقط".
ورحب المتحدث باسم الخارجية القطرية بقرار دول أوروبية الاعتراف بدولة فلسطين.
وقال الأنصاري: إن "رئيس الوزراء وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أكد التزام قطر بمنع مزيد من الانهيار الأمني في المنطقة".
وشدد على أنه منذ اليوم الأول التزمت قطر بدعم السلطة الفلسطينية، مؤكدًا أن "وحدة الصف الفلسطيني أمر ضروري".
ونوه إلى أنه في ظل الظروف الحالية لا يمكن الحديث عن أي قوة عربية في قطاع غزة.
وشدد على أن تقييم دور وساطة قطر لن يمس التزامها الإنساني تجاه غزة، مؤكدًا استمرار المساعدات الإغاثية لدعم القطاع.