في ظل استمرار الحرب الروسية على أوكرانيا للشهر العاشر، اعتبر وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي، اليوم الأحد، أن أي محادثات سلام في أوكرانيا يجب ألا تكون مجرد ستار لإعادة روسيا تسليح نفسها، مبينًا أنه لم ير أي مؤشرات على أن موسكو ستدخل في مفاوضات بنوايا حسنة، حسب تعبيره.
وأضاف كليفرلي أن بريطانيا تريد أن ترى محادثات سلام تجرى "في أسرع وقت"، إلا أنه كرر القول إن أوكرانيا هي التي يجب أن تحدد المعايير لأي مفاوضات تجرى.
"أسلوب صدامي"
وقال وزير الخارجية البريطاني في تصريحات صحفية، إن "أي مفاوضات تحتاج لأن تكون حقيقية، تحتاج لأن تكون ذات معنى. لا يمكن أن تكون ستارًا فحسب لإعادة تسلح روسي والمزيد من تجنيد القوات".
وتابع لـ"سكاي نيوز" قائلًا: "لا أرى حقًا أيّ مؤشرات من الجانب الروسي تمنحني ثقة في أن فلاديمير بوتين سيدخل تلك المحادثات بنية طيبة. أسلوب التصريحات بشكل عام لا يزال صداميًا للغاية".
وقبل يومين أعلن المستشار الألماني أولاف شولتس، أن بوتين مصمم على احتلال أجزاء من أوكرانيا، مشددًا على أنه "لا حدود لوحشيته".
ومضى شولتس يقول: لكن لا يزال من المهم إبقاء قنوات الاتصالات معه مفتوحة لتحيُّن لحظة إنهاء الحرب".
#موسكو تحذر من تبعات فرض حد أقصى لسعر النفط الروسي#روسيا تقرير: جهاد العدوان pic.twitter.com/kZOmhbl45B
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) December 4, 2022
وشولتس من أكثر القادة الغربيين تحدثًا بشكل مباشر مع بوتين منذ الهجوم في 24 فبراير/ شباط، واستمر آخر حديث بينهما عبر الهاتف لمدة ساعة وكان في 2 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.
ورغم ذلك، فإن القلق الغربي يتزايد من خروج الحرب الروسية على أوكرانيا على نطاق السيطرة، وخاصة أن الرئيس الأوكراني فولودمير زيلينسكي، أكد في خطابه المسائي المتكرر قبل أيام، أن صيغة السلام المقترحة من بلاده تشمل 10 نقاط، بينها الأمن النووي، واستعادة وحدة الأراضي الأوكرانية، وأمن الطاقة، وعودة جميع أسرى الحرب والمبعدين المحتجزين في روسيا.
وكان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" ينس ستولتنبرغ، أعرب أخيرًا عن قلقه من أن القتال في أوكرانيا قد يخرج على نطاق السيطرة ويصبح حربًا شاملة كبرى بين روسيا والحلف.
"لا نية لتعليق صادرات الحبوب"
في غضون ذلك، قال وزير الزراعة الأوكراني ميكولا سولسكي، اليوم الأحد، إن المتعاملين لا يعتزمون تعليق شحنات الحبوب من موانئ أوديسا على البحر الأسود في أعقاب أحدث الهجمات الروسية على نظام الطاقة في المنطقة.
وأكد سولسكي، وجود مشكلات لكن لم يبلغ متعاملون عن أي تعليق للشحنات. الموانئ تستخدم مصادر طاقة بديلة.
ويوم أمس، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب بالفيديو، إن أكثر من 1.5 مليون شخص في منطقة أوديسا جنوب البلاد انقطعت عنهم الكهرباء بعد ضربات روسية بطائرات مسيرة على نظام توليد الطاقة.
ومنذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تستهدف موسكو البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا بسلسلة من الضربات بصواريخ وطائرات مسيّرة.
إصلاح الكهرباء
وذكرت السلطات المحلية في أوديسا، أن الكهرباء ستعود لسكان المدينة "في الأيام المقبلة"، في حين أن الإصلاح الكامل للشبكات قد يستغرق من شهرين إلى ثلاثة أشهر.
وتعد أوكرانيا من بين أكبر الدول المنتجة والمصدرة للذرة والقمح في العالم، لكن صادراتها تراجعت بشكل كبير بسبب الغزو الروسي.
وبعد حصار استمر قرابة ستة أشهر بسبب الهجوم الروسي، عادت ثلاثة موانئ أوكرانية على البحر الأسود في منطقة أوديسا للعمل في نهاية يوليو/ تموز الماضي، بموجب اتفاق بين موسكو وكييف بوساطة من الأمم المتحدة وتركيا.
وأظهرت بيانات وزارة الزراعة أن صادرات الحبوب الأوكرانية في الأيام الثمانية الأولى من ديسمبر/ كانون الأول تراجعت بنسبة 47.6 بالمئة مقارنة بالعام السابق لتصل إلى 1.09 مليون طن.