نفى "حزب الله"، اليوم الجمعة، أن تكون إسرائيل استهدفت المواقع التي انطلقت منها صواريخه في وقت سابق اليوم.
وأصدر الحزب بيانًا لفت فيه إلى أنّ "بعض وسائل الإعلام المحلية والعربية ذكرت أن جيش الاحتلال الاسرائيلي نفذ غارات وأطلق قذائف على المناطق التي انطلقت منها صواريخ المقاومة الاسلامية صباح هذا اليوم".
وأكد الحزب أنّ هذه الأخبار عارية عن الصحة جملة وتفصيلًا، مشيرًا إلى أنّ "العدو الصهيوني لم ينفذ اي غارة ولم يقم بإطلاق أي قذيفة تجاه هذه الأماكن".
وكان "حزب الله" تبنّى ظهر اليوم إطلاق صواريخ من بلدة الهبارية في جنوب لبنان باتجاه مزارع شبعا باعتباره ردًا على الغارات الجوية الإسرائيلية ليل الأربعاء - الخميس الماضي. وأعقب إطلاق الصواريخ رد من الجيش الإسرائيلي بقصف مدفعي على جنوب لبنان.
قواعد اشتباك جديدة
واعتبر النائب في البرلمان اللبناني، عضو كتلة الوفاء للمقاومة، حسين الحاج حسن، أن ما حصل فجر أمس الخميس هو محاولة من العدو الصهيوني لفرض قواعد اشتباك جديدة. وقال في حديث إلى "العربي" من بيروت: "هذا الأمر لن تسمح به المقاومة بأي شكل من الأشكال".
وأشار الحاج حسن إلى أن العدو الصهيوني لم يقدم منذ انتهاء عدوان تموز/يوليو 2006 وطائراته الحربية المعادية على شن أي غارة على مناطق لبنانية مفتوحة. وأضاف: "سنقوم بالرد على كل اعتداء". وأكّد أن هدف المقاومة هو منع العدو من خلق أي قواعد اشتباك جديدة بمعزل عما يريده العدو أو يفعله.
معادلة صفرية
من جهته، اعتبر الخبير العسكري فايز الدويري أن الوضع في جنوب لبنان يتجه نحو الهدوء وخفض التصعيد. وقال في حديث إلى "العربي" من عمّان: "إنها مباراة صفرية والكل رابح، لأن ما جرى يحمل مضامين سياسية ورسائل إلى الداخل أكثر مما يحمل ترجمات عسكرية".
وأشار إلى أن الرد الإسرائيلي عبر القذائف التي سقطت على تلال كفرشوبا جاء على ثلاث مراحل آخرها استخدام الطائرات للمرة الأولى منذ عام 2006، وهو ما اعتبره الدويري رسالة إلى الخارج والداخل الإسرائيلي بأن إسرائيل جاهزة وتستطيع أن تتعامل مع هذا الملف. ولفت إلى أن رد حزب الله هو إشارة إلى أن قواعد الإشتباك مع إسرائيل التي تم إرساؤها عام 2006 لا تزال فاعلة.
وقال الدويري: "إن أهم ما في الأمر أن حزب الله ورغم تباين الأرقام حول عدد القذائف، قصف المناطق المفتوحة، أي أنه لا يريد أن يحدث ضررًا أو أن يصعد". وأضاف: "كذلك جاء الرد الإسرائيلي بقصف المناطق غير المأهولة، لكنّه تمادى باستخدام قنابل الفوسفور وقنابل الإنارة لإحداث حرائق".
وفسّر الدويري الرد الإسرائيلي بأن رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت أراد به سحب البساط من تحت أقدام سلفه بنيامين نتانياهو والقول: "نحن مؤهّلون لقيادة إسرائيل".
"وضع خطير جدًا
وأعلن الجيش اللبناني توقيف العناصر التي أطلقت الصواريخ باتجاه مزارع شبعا، في وقت شدد فيه المسؤولون اللبنانيون على ضرورة التزام إسرائيل بالقانون الدولي 1701. وأكد الجيش اللبناني أن القوات الإسرائيلية أطلقت قذائف مدفعية باتجاه الأراضي اللبنانية، سقط منها 10 قذائف في خراج بلدة السدانة و30 قذيفة في خراج بلدتي بسطرة وكفرشوبا، ما أدّى إلى اندلاع عدد من الحرائق.
وحذرت قوات الأمم المتحدة المؤقتة العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل) من "وضع خطير جدًا" جراء التصعيد العسكري بين حزب الله والقوات الإسرائيلية في جنوب لبنان. وأعلنت اليونيفيل في بيان أن "قواتنا رصدت إطلاق صواريخ من لبنان وردًا بالمدفعية الإسرائيلية والوضع خطير جدًا"، وحثت "جميع الأطراف على وقف إطلاق النار".
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه تم إطلاق 19 صاروخًا نحو إسرائيل، مضيفًا: "لا نية للخروج إلى الحرب، لكن لا نريد أن يتحول لبنان إلى خط مواجهة".